دخلت صحيفة "الأهرام" المصرية على خط الوضع الفلسطيني في مخيمات لبنان، وكتب مدير مكتبها في بيروت عبداللطيف نصار تقريرا مطولا بعنوان: "المخيمات الفلسطينية.. قنبلة لبنان الموقوتة"، ضمنه عرضاً للملف العسكري الفلسطيني في لبنان بدءاً من ستينيات القرن الماضي؛ وأوضاع المخيمات الإجتماعية والإنسانية، والتي هي "عبارة عن تجمعات سكنية ذات بيوت متلاصقة وشوارع ضيقة، تئن تحت وطأة الفقر والزحام، وتدني الخدمات ومستوى المعيشة"؛ كما يتضمن التقرير معلومات مستقاة من مصادر إستخباراتية أوروبية "تحذر من سلاح اللاجئين الفلسطينيين"؛ إضافة لكم هائل من المعلومات منها ما هو صحيح ومنها ما مبالغ فيه ومنها ما هو غير دقيق، لينتهي إلى استنتاج تفوح منه روائح الإقتتال بين المخيمات الفلسطينية وبين الجوار اللبناني، "تعيد لبنان إلى دائرة الصراع المفرغة بين الفلسطينيين وغيرهم داخل لبنان"!.. فالمخيمات بنظر الكاتب "عبارة عن تجمعات سكنية ذات بيوت متلاصقة وشوارع ضيقة، تئن تحت وطأة الفقر والزحام، وتدني الخدمات ومستوى المعيشة مما يجعلها قنبلة موقوتة أوشكت على الانفجار لتدمر الأخضر واليابس"...
وتكشف الأهرام وفقا لمعلومات واردة في تقرير استخباراتي ألماني "أنّ المخيمات الفلسطينية في لبنان مملوءة بالأسلحة، حيث قدرت أوساط فلسطينية في لبنان كميات رشاشات الكلاشينكوف التي دخلت المخيمات خلال العام 2012 بنصف مليون رشاش، إضافة الى أكثر من ستة آلاف قاذفة "آر. بى.جي" المضادة للدروع والتحصينات، و300 مدفع مضاد للطائرات، وأنواع أخرى من القذائف المضادة للطائرات"...
وتؤكد الأهرام أن الجيش اللبناني يشدد "من قبضته الأمنية على مداخل ومخارج المخيمات تحسبا لدخول أي مطلوب او خروج انتحاريين فلسطينيين"...
علماً أن كاتب التقرير تجنب الحديث عن مواقف الإجماع الفلسطينية التي تؤكد على حيادية المخيمات الفلسطينية في التجاذبات الداخلية اللبنانية، وقد ترجمت مواقفها عملياً أثناء جولات الصراع التي شهدتها غير ساحة لبنانية، وبخاصة أحداث عبرا.. كما تجاهل التقرير التنسيق شبه اليومي بين مختلف الفصائل والحركات الفلسطينية مع قيادات وأجهزة الدولة اللبنانية السياسية والأمنية، والمتابعة الدقيقة لكافة الملفات التي تخص الفلسطينيين، والعلاقات اللبنانية الفلسطينية... والتأكيد الدائم على أن المخيمات الفلسطينية لن تكون مقراً أو ممراً للعابثين بأمن لبنان والمخيمات... وعلى علاقات حسن الجوار والإستقرار للمخيمات والجوار على حد سواء.
في سياق البحث عن أوضاع المخيمات تناول موقع التحري استقالة العميد خالد الشايب قائد القوى الامنية الفلسطينية في عين الحلوة من مهامه ومنصبه، بسبب "محاصرة دوره في مخيم عين الحلوة"...
من جهتها تساءلت صحيفة "البلد": هل تصل الخطة الامنية المتدحرجة من مختلف المناطق اللبنانية الى منطقة تعمير عين الحلوة التي تعاني فراغا امنيا منذ سنوات وتعتبر "قنبلة موقوتة" لاي توتير قد يطال مدينة صيدا ومخيم عين الحلوة كونها تقع في منطقة فاصلة بين سيطرة الجيش اللبناني وقوات الامن الوطني الفلسطيني، ونتيجة طبيعتها المتداخلة لبنانيا وفلسطينيا، وطنيا واسلاميا وسنيا وشيعيا.
ويضيف كاتب المقال: تساؤل كبير بدأ يطرح في كواليس الصالونات السياسية والاجتماعية الصيداوية مع تدحرج "الخطة الامنية" من طرابلس شمالا، الى بريتال ومنطقة بعلبك بقاعا، بانتظار الضاحية الجنوبية، هل تصل الى صيدا بمفاعيل رجعية رغم انها هادئة امنيا، ومنزوعة اليافطات والرايات والشعارات بتوافق سياسي، غير ان ما يؤرق قواها الفراغ الامني في منطقة تعمير عين الحلوة التي شهدت سلسلة من الحوادث الامنية التي اظهرت مخاوف من امكانية ان تكون شرارة توتير في مرحلة ما، فسرت مطالبة بدخول الجيش وسد الفراغ الامني وان كان دونه الى الان محاذير كثيرة ويحتاج الى توافق سياسي لبناني.. وفلسطيني ايضا.
وتؤكد "البلد" وفقاً لمصادرها أن الخطة الأمنية مؤجلة في صيدا بعض الوقت وفق مصادر رسمية لـ "صدى البلد" بانتظار اولا ان تمر في الضاحية الجنوبية، ثانيا استمرار جولات الحوار الثنائي بعد المواقف التصعيدية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده الشهيد رفيق الحريري، وما يمكن ان يتضمنه خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم من رد في احتفال احياء ذكرى القادة الشهداء، "الشيخ راغب حرب، السيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية"، ثم تمرير مناسبات وطنية لها خصوصية في المدينة لجهة استشهاد الرئيس الحريري وذكرى تحرير صيدا من الاحتلال الاسرائيلي وصولا الى اغتيال الشهيد معروف سعد وكلها مناسبات تفرض استثناء في رفع اليافطات والشعارات والصور ولا يمكن منعها.