تظل عاصمة الشتات الفلسطيني مخيم عين الحلوة، في عين العاصفة، ففي الوقت الذي وضع فيه الجيش اللبناني المخيم تحت الرقابة المشدَّدة والتفتيش والتدقيق "حفاظاً على أمنه ولعدم استغلاله او توريطه في أيّ عمل تخريبي"، كما أعلن الجيش، بدأت حالة من التململ من الإجراءات المشددة على الحواجز، التي تطال مختلف الشرائح تتسرب إلى أهالي المخيم، وتمثل ذلك بإقفال أحد المواطنين الشارع الرئيسي لمدخل سوق الخضار وفقاً لما نشرته "وكالة القدس للأنباء"، احتجاجاً على عدم السماح له بإدخال بضاعة، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة على المداخل، قبل أن يعيد فتح الطريق بعد اتصالات أجراها مسؤولون في المخيم.
في سياق آخر، أشاد ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان الحاج أبو عماد الرفاعي، بالدعم المتواصل الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ومقاومته، وأكد أن الشعب الإيراني العظيم الذي دفع أثمانًا كبيرة بسبب هذا الدعم، هو شريك في الانتصارات التي حققتها المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني.
وقال الرفاعی في تصريح تابعه موقع "الأنصار" إن" الثورة الإسلامیة في إیران لم تبخل یوماً عن تقدیم کافة أنواع الدعم لقضیة فلسطین، سواء الدعم المالي أو السیاسي أو العسكري، والجمیع یعرف أن الثورة الإسلامية تمسكت بدعم المقاومة في فلسطین في وقت تخلت عنها معظم الأنظمة العربیة".
وأضاف الرفاعي أن" الجمهوریة الإسلامیة في إیران وشعبها العظیم تحملت أثماناً کبیرة بسبب دعمها لقضیة فلسطین ولمقاومة شعبنا البطولیة"، مبينًا أنه "لولا هذا الدعم والاحتضان الكبیر لقضیة فلسطین من قبل الجمهوریة الإسلامیة وشعبها لكانت الأوضاع في فلسطین أسوأ بكثیر مما علیه الآن".
وأکد أن" جمیع قوی المقاومة في فلسطین تدرك أن الشعب الإیراني هو شریك في الانتصارات التي حققتها في مواجهة جمیع الاعتداءات الصهیونیة خلال السنوات الأخیرة".
بالعودة إلى ما تناقلته الصحف اللبنانية بشأن المخيمات الفلسطينية، فقد نقلت صحيفة "الديار" عن مصادر فلسطينية قولها إن مخيم عين الحلوة يعيش أوضاعًا أمنية خطيرة، تنذر بانفجار واسع نتيجة تقاطع مصالح وأجندات إقليمية داخلية لبنانية فلسطينية، يستفيد من الانقسام الداخلي القائم على الساحتين الفلسطينية واللبنانية، حيث يتم استخدام الأموال لتجنيد ارهابيين، بعضهم يتم نقله الى داخل سوريا، والبعض الآخر يبقى في لبنان للقيام بعمليات ضد أهداف لحزب الله والمؤسسة الأمنية والعسكرية، بهدف اشعال الفتن والفوضى".
وزعمت "الديار" أن ""جبهة النصرة" استطاعت من خلال بعض المجموعات كما من خلال اللاجئين الفلسطينيين الذي قدموا الى لبنان من مخيم اليرموك، من اقامة خلايا لها داخل المخيمات في لبنان في اطار التنسيق مع الجهات الإسرائيلية، متخوفة من انتقال عدوى عين الحلوة الى عدد من المخيمات الاخرى في بيروت والشمال بعدما بين ملف المولوي عجز القوة الامنية المشتركة عن التصرف، متوقعة انفجارا قريبا للوضع في محاولة لاعادة خلط الاوراق، وتحويل المخيمات الى ساحة للتنافس على تقديم الخدمات، وضرب القضية الفلسطينية خدمة لمصالح اسرائيل ومخططاتها،مدرجة في هذا الاطار اعلان حماس عزمها تشكيل أجنحة لكتائب عز الدين القسام داخل مخيم عين الحلوة وغيرها من المخيمات الفلسطينية.
وكشفت مصادر أمنية لصحيفة "الديار" أن جهات امنية داخل مخيم عين الحلوة، رصدت تواصلا بين شادي المولوي ومجموعته، وبين 'فضل شاكر'.
وأشارت المصادر الى أن 'شاكر' يقيم حاليًا في 'حي الطوارىء' عند الطرف الشمالي للمخيم، من دون التأكيد اذا كان المولوي ما زال في داخل المخيم أو خرج.
وذكرت المصادر ان عناصر ما يسمى 'جند الشام الاسلامية ' تقوم بحماية 'شاكر' امنيا، وانه يقوم بتمويل مجموعات مسلحة تتولى حراسته في الحي الذي يقطنه.
وأفادت مصادر أمنية لصحيفة "الجمهوريّة" عن تعقّب خمسة أشخاص يُشتبه بتحضيرهم عمليات إرهابية على مستوى لبنان، ومن بينهم صيداويّان من جماعة الأسير، أحدهما من عائلة (ح) والآخر من عائلة (ع) ووالده مسجون في رومية بسبب قتاله مع الأسير ضدّ الجيش اللبناني.
وأوضحت المصادر أنّ «مجموعة الخمسة» تضمّ الى الصيداويَّين، شخصاً مغربياً لم تكشف بقية هويته، والسوريَّين: (ع. م.خ)، و(خ ف. ك.). وكشفت أنّ أفراد المجموعة يحضرون لعمليات إنتحارية يُرجّح أنها تستهدف مراكز عسكرية وأمنية ورسمية بين بيروت والبقاع وصيدا، وقد بيّنت التحريات أنّ (ع. م.خ) يرتدي زيّ رجل دين ويحمل هوية بإسم «محمد أحمد الحجيري»، ويستقلّ سيارة «جيب هيونداي»، مع (خ ف. ك.) الذي يرتدي بدوره زيّ إمرأة منقّبة ويحمل بطاقة هوية باسم «عزيزة فاضل كرمي».
وأفادت المصادر بحسب "الجمهورية" أنّ مخيم عين الحلوة وُضع تحت المراقبة المشدَّدة والتفتيش والتدقيق، حفاظاً على أمنه ولعدم استغلاله او توريطه في أيّ عمل تخريبي، قد ينطلق منه ضدّ حواجز الجيش المحيطة به، خصوصاً بعدما تأكّد وجود عدد من المطلوبين على أرضه ومنهم شادي المولوي.
وفي سياق متصل، أكد أمين سرّ حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، "وحدة المخيمات الفلسطينية وقواها السياسية في مواجهة الإرهاب والإرهابيين".
وشدّد على أنّ "كلّ الإدعاءات عن حاضنة شعبية لهذا الإرهاب مرفوض"، قائلاً: "جميعنا مع القوة الأمنية لبسط الأمن والإستقرار وأخذ دورها في كلّ المخيمات، فنحن عامل إجابي لإستقرار الجوار اللبناني ولكنّ هناك أطرافاً تحاول زجّ مخيماتنا في المشكلات الداخلية اللبنانية والإقليمية".
وفي لقاءٍ تضامني مع الاسير لدى إسرائيل باسم الخندقجي نظمه «حزب الشعب الفلسطيني" في مخيم عين الحلوة، أعلن شبايطة "أننا في المخيمات إذ نرفض مشاريع التهجير والتوطين، نرفض أيضاً التخوين"، مؤكداً أنّ "عين الحلوة سيبقى مخيماً للمناضلين ولن يكون للإرهابيين فيه مكان".
وكتب عمار نعمة في "السفير" عن المخاطر التي تستشعرها حركة «حماس»، لأن ثمة خشية على الواقع اللبناني من مخططات تريد استخدام الفلسطيني في لبنان أداة بيد بعض القوى لغايات مختلفة، محذرة من أن هذا الأمر، في حال استمر، سيكون وباله كارثياً على الفلسطيني واللبناني على حد سواء.
ونقل نعمة عن مصادر في "حماس" قولها إن "من مصلحة أكيدة هي حماية المجتمع الفلسطيني على امتداد الجغرافيا اللبنانية من أي اختراق وتوريط بالأحداث اللبنانية، ومن محاولة استعمال الفلسطيني على خط الفتنة في لبنان".
فشرعت "حماس" في حملة علنية، مع فصائل فلسطينية، عنوانها: «لا للتحريض ولا للعنف» للأهداف التالية: إبعاد الفلسطينيين عن أي صراع داخلي. تجنب حصول أي صراع فلسطيني لبناني. وقاية المخيمات الـ12 في لبنان من انتقال المشهد المذهبي الفتنوي في المنطقة الى لبنان، علماً أن أطرافاً حاولت توريط الفلسطينيين في النزاعات اللبنانية المسلحة، مثلما أن بعض الاطراف زجت بالفعل ببعض الفلسطينيين لتنفيذ اجندات ارهابية في لبنان، ولا يزال البعض يريد من المخيمات أن تشكل ملاذاً آمناً، أو حتى منطلقاً، لأعمال تضر بالواقع اللبناني في الصميم.
وأوردت "السفير" خبر تهديد لأحد الأشخاص جاء فيه: "في خطوة غير مسبوقة، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي العائدة لأشخاص من عين الحلوة معلومات على شكل بيانٍ منسوب لشخص في المخيّم يدّعي انتماءه إلى تنظيم «داعش». ودعا إلى قتل احد الفلسطينيين (ينتمي الى حركة تاريخية في النضال الفلسطيني) والسبب إقدامه، حسب البيان، على «التعرض للرسول منذ أيّام أثناء إشكال وقع في عين الحلوة».
في حين دعت القوى والفصائل الفلسطينية في عين الحلوة إلى «مواجهة هذا الأسلوب وكشف من يقف وراءه»، متوقّفةً عند الإصرار على الترويج لفكرة وجود عناصر لـ «داعش» في المخيّم، ومتمنيةً على الأجهزة الأمنيّة اللبنانية التعامل بجديّة مع مصدر هذا البيان.