كشفت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، ان القوى الفلسطينية وتحديدا الاسلامية في مخيم عين الحلوة أحبطت محاولة من تنظيم "داعش" لتجنيد عدد من ابناء المخيم والمطلوبين والمتشددين الاسلاميين كي يكون الدراع التنظيمي والعسكري له ويجد له موطىء قدم في كبرى المخيمات الفلسطينية في لبنان.
أوضحت المصادر، أن المحاولة جرت منذ فترة ليست بعيدة عبر شخص من غير الفلسطينيين غادر المخيم، وهي أبلغت الجهات اللبنانية بالتفاصيل في معرض اللقاءات التي جرت من أجل بحث قضية المطلوب للعدالة اللبنانية شادي المولوي الذي دخل الى عين الحلوة وتوارى فيه بدون قرار فلسطيني، وذلك كـ "رسالة" او "اشارة" الى رفضها الامر ورغبتها الواضحة في ابقاء المخيم بعنوانه الفلسطيني بعيدا عن زجه في أتون ما يجري في المنطقة وخاصة في سوريا.
واذ لم تعط المصادر اي أسماء او تفاصيل اضافية، أشارت الى ان الجهد الفلسطيني الذي كان يبذل منذ فترة مع الناشطين الاسلاميين و"تجمع الشباب المسلم" بدأ يؤتي ثماره تفهما وتجاوبا في كثير من الاحيان، وحرصا على عدم جر المخيم الى اجندة غير فلسطينية او تحويله الى ملاذ آمن للمطلوبين او منطلقا لعمليات تستهدف الاستقرار والسلم الاهلي اللبناني.
ونوهت المصادر، الى ان تصريحات المسؤولين الفلسطينيين وخاصة ممثلي "القوى الاسلامية" كانت تؤكد رفضها الحاسم تحويل المخيم الى منطلق لاي توتير، وتشدد انه لن ينطلق منه ما يسوء لبنان واستقراره والعلاقات الثنائية"، في اشارة ضمنية الى المحاولات التي جرت وربما تجري بعيدا عن الاضواء لتجنيد ابناء المخيم في مشروع "داعش" او سواه من التنظيمات الارهابية".
واكدت المصادر، ان العمل متواصل مع تجمع "الشباب المسلم" والناشطين الاسلاميين من اجل شرح الموقف الاسلامي وضرورة التنبه وعدم الانجرار الى اي مخطط تحت شعارات خادعة، مشيرة الى انه بات هناك تفهم معقول وتقبل خلافا للماضي، وان اللقاءات والحوارات مستمرة ضمن التوجه الفلسطيني والاسلامي لتحصين المخيم والحفاظ عليه.
بالمقابل، لم تخف المصادر، وجود عقبات كؤودة ونقاشات كثيرة حول مختلف القضايا والموقف الشرعي منها ومن بينها قضية المطلوبين والظلم الذي يلحق بكثير منهم، فضلا عن المعاناة والفقر وتردي الاوضاع الاقتصادي والبطالة نتيجة حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المدنية والاجتماعية والانسانية، وصولا الى الاجراءات الامنية المشددة، وكلها أسباب تحاول ان تستغلها الجهات المتشددة لتضرب عليها وترا للاستقطاب والتجنيد"، موضحة "ان المطلوب المزيد من الجهد الاستثنائي الفلسطيني والتنسيق والتعاون اللبناني الرسمي والامني لتفكيك هذه "المطبات" وصولا الى بر الامان".
قضية المطلوبين
قضائيا، عادت قضية المطلوبين الفلسطينيين الى واجهة الاهتمام السياسي بعدما اثار ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان الحاج أبو عماد الرفاعي، الموضوع مع وزير العدل اللبناني اللواء أشرف ريفي الذي التقاه في مقر الوزارة في بيروت.
وشرح الرفاعي قضية المطلوبين الفلسطينيين للقضاء اللبناني والمظلومية التي تطال قسماً كبيراً منهم، حيث يلاحق البعض بتهم يثبت في ما بعد بطلانها، كما تطول فترة توقيف البعض منهم بدون محاكمة، في حين يمكث البعض في السجون مدة تتجاوز الأحكام الصادرة بحقهم، مطالبا من الوزير ريفي ضرورة وضع آلية من أجل معالجة هذا الملف الشائك والحسّاس، والذي يزيد من معاناة اللاجئين في المخيمات ويحوّل المئات من الشباب إلى ملاحقين ما قد يدفع بالبعض منهم باتجاهات تعود سلباً على الواقع الفلسطيني واللبناني على حدٍ سواء.
جولة سياسية
سياسيا، واصل وفد من مجلس علماء فلسطين برئاسة الشيخ حسين قاسم، جولته على القوى السياسية والروحية في صيدا، اذ التقى العلامة الشيخ عفيف النابلسي، مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود ومسؤول العلاقات السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان الحاج شكيب العينا وممثل حركة حماس في مدينة صيدا ايمن شناعة.
وقال الدكتور حمود، في الشأن الفلسطيني نحن نلعب دورا في تقريب وجهات النظر بين الأخوة الفلسطينيين ونقوم بواجبنا في تقديم ما يلزم من دعم او مساندة سواء في ملاحقة القضايا التي تهمهم او في التخفيف من الوضع الانساني والاجتماعي الماساوي داخل مخيم عين الحلوة"، مشددا على ان امن صيدا هو من امن مخيم عين الحلوة وبالعكس، لذلك نحن دائما في حوارات مفتوحة مع القيادات والفصائل الفلسطينية والاسلامية داخل المخيم حتى نخفف من الاحتقان واخرها قضية شادي المولوي التي اخذت حيزا من الإعلام والحقيقة كما قالوا في مجلس علماء فلسطين انه "كما دخل عليه ان يخرج"، بينما اعتبر العينا، ان العدو الصهيوني يصر على استهداف شعبنا وقضيته من خلال الفتن والحرائق التي يشعلها في المنطقة، بهدف زج شعبنا الفلسطيني في نزاع داخلي من أجل إنهاء حق عودة اللاجئيين الى ديارهم في فلسطين.
محمد دهشة | البلد