رغم التطورات السياسية والأمنية المتواترة التي تشغل الساحة اللبنانية على أكثر من مستوى وصعيد، تظل عين "الصحافة اللبنانية" وبعض المواقع الإلكترونية مسمرة على الوضع "الأمني" في مخيم عين الحلوة. دون الإلتفات لمشاكل أبنائه الذين يتجاوز عددهم المائة الف نسمة من الساكنين والنازحين في مساحة صغيرة لا تتعدى الـ 2 كيلومتر مربع، وهي تعتبر من أكثر المناطق اكتظاظاً في العالم. مع ما يجر ذلك من مشاكل اجتماعية على كل الصعد والمستويات، وتفاقم ازمات يزيدها عمقا حالة البطالة، وتراجع مستوى خدمات الاونروا، وتدني نشاط بعض المؤسسات والجمعيات الاهلية، بسبب انشغال "الدول المانحة" بملف النازحين السوريين!..
وعليه فإن ملف شادي المولوي الذي أعلن وزير الداخلية الأستاذ نهاد المشنوق أكثر من مرة أنه بات خارج عين الحلوة، وأنه التحق بجبهة النصرة في جرود عرسال، يبقى العنوان الأبرز لقصص وروايات بعض الصحافة وبعض المواقع الالكترونية، التي تصر على انه "لا يزال متوارياً داخل مخيم عين الحلوة" كما تشير صحيفة "الحياة اللندنية"، نقلاً عن مصادر قضائية.
وذكرت هذه المصادر لـ"الحياة" أن زوجة المولوي زارت المخيم يوم الجمعة الماضي مع ابنها آدم (4 سنوات)، ورصدت انتقالَها الأجهزةُ الأمنية، التي أوقفتها عند حاجز المدفون في طريق عودتها الى طرابلس عبر بيروت، ثم أُطلقت بعد أخذ إفادتها. ولفتت المصادر إلى أنها أقرّت بأن زوجها لا يزال داخل المخيم.
في حين نفت صحيفة "النهار" هذه الرواية، وأشارت إلى أن "حماة" المولوي (والدة زوجته) هي التي زارت المخيم برفقة إبنه البالغ من العمر 3 سنوات، وليس زوجته، وقد أوقفها الجيش، وأعيد إطلاقها بعدما أنكرت أن تكون التقته في المخيم "ولم يقم الدليل على انها قابلته، وبالتالي على انه مازال موجودا في المخيم، ولم يعرف المبرر التي اعتمدته امام المحققين، لزيارة المخيم ومعها حفيدها لابنتها"...
وبين تأكيد "الحياة" ونفي "النهار" أطل "موقع التحري" غير المعروف، معلناً أن المولوي وفضل شاكر واحمد الاسير ما يزالون في المخيم. بينما اكدت "عصبة الانصار" لقناة الـ"OTV" ان "العميد شحرور قال لنا ان ملف شادي المولوي أصبح خلفنا"...
وفي ظل تضارب الروايات والأخبار بشأن مصير شادي المولوي، تساءلت صحيفة "الأنباء الكويتية": "هل تعود الإغتيالات لتفجير الإستقرار الهش في عين الحلوة؟.."
ومتابعة لهذا الملف "الشائك" تشير "الأنباء" إلى ارتفاع "منسوب التشاور اللبناني - الفلسطيني مجددا، حيال التطورات في مخيم عين الحلوة الذي شهد موجة عمليات اغتيال مؤخرا، واكتشاف عبوة معدة للتفجير امام مكتب فتح.
وقد عقد لهذه الغاية اجتماع امني سياسي في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا بين مدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور ووفد من اللجنة الامنية الفلسطينية. وفي المعلومات ان شحرور ابدى ارتياحه للاداء الفلسطيني الوطني والاسلامي بالنسبة الى قضية المطلوب شادي المولوي في حين ان الوفد الفلسطيني تمنى تخفيف الاجراءات الامنية عند الحواجز العسكرية على مداخل المخيم، اضافة الى اعادة السماح بادخال مادتي البنزين والغاز بعد منعهما منذ فترة.
كما شهدت مدينة صيدا العديد من اللقاءات السياسية بين ممثلين عن الفصائل والحركات الفلسطينية والعديد من القيادات الصيداوية ومنها: أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، وإمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود، ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي، ورئيس بلدية صيدا السابق عبدالرحمن البزري والجماعة الاسلامية.
من جهته قال السعودي: «ان صيدا وعين الحلوة واحد. ونحن في المدينة نعد أنفسنا فلسطينيين أكثر من عين الحلوة. ولن ننسى حالة البؤس التي يعيشها المخيم وقاطنوه، ونطلب من القوى والقيمين في هذا البلد أن يتقوا الله في هذه البقعة من لبنان، فلا يجوز أن يبقى الفلسطيني يعيش تحت خط مستوى الفقر، ويجب إعطاء الحقوق للفلسطينيين مثل حق العمل والتملك، وهذا حق لكل القاطنين على كافة الأرض اللبنانية، ولن نكون راضين ببقاء الظلم على الشعب الفلسطيني".
وبعيداً عن ملف "شادي المولوي"، كشف موقع "الرسالة نت" نقلا عن "مصادر إعلامية موثوقة" فصلا من فصول العلاقة المتوترة بين حركة فتح والعضو المفصول من الحركة محمد الدحلان...
وقالت المصادر أن دحلان شرع فعليا في تأسيس وجود قوي له في لبنان، وأن دولة عربية خليجية تعهدت له بالتغطية المالية والسياسية، إنْ احتاج الأمر لتعزيز نفوذه ومنافسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لبنان.
وبحسب مصادر "الرسالة نت"، فقد جرى الاتفاق مع جهات قيل إنها رسمية لبنانية على تأجيل فكرة الإعلان عن فصيل مسلح تابع لدحلان في أكثر من مخيم كان سيحمل اسم "لواء العاصفة".
وتتابع المصادر أن اتفاقا ضمنيا مع "مراجع رسمية وأمنية لبنانية" سمح بحرية العمل الخيري المدعوم من دحلان دون أي اعتراض داخل المخيمات ضمن واجهة خيرية.
وقال الموقع إن دحلان أوعز لمناصريه بضرورة تقليص أعداد الراغبين بالالتحاق بنشاطاته وتياره واقتصارهم فقط على الشخصيات الميدانية المؤثرة وذات الحضور الجيد داخل المخيمات.
وكان القيادي في حركة فتح في لبنان رفعت شناعة - على حد قول الرسالة نت - قد هدد بأن حركته سترد بقوة ولن تسمح بأي محاولة للعبث أو التخريب داخل الحركة في الساحة اللبنانية، وبالتحديد من المحسوبين على دحلان.
وفي رد غير مباشر على شناعة، نقل موقع "فلسطين فري" عن القيادي المفصول من حركة فتح في لبنان، محمود عبدالحميد عيسى الملقب بـ"اللينو": أن "فتح جسد واحد رغم وجود الاختلاف في مقاربة القضايا وحلولها، وأن الانقسام لا يوجد سوى في مخيلة البعض"... وأن "الامكانات المتاحة في المخيم تحت إمرة الغيورين على أمن الشعب ومخيماته"... مشددًا على أن "المسؤولين عن المخيم سيظلوا صمام أمان لشعبنا الفلسطيني".
تقرير الصحافة اللبنانية: هل تعود الإغتيالات لتفجر الإستقرار الهش في عين الحلوة؟
القدس للأنباء - خاص