قائمة الموقع

الوجه الآخر لعملية باريس نتنياهو يستثمر الحدث الفرنسي... ويدعو لهجرة يهود اوروبا

2015-01-12T10:41:33+02:00

القدس للأنباء - خاص
أثار وقوف رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو في الصف الأول لمسيرة باريس المناهضة لـ "الإرهاب" موجة عارمة من الاشمئزاز والاستنكار، وعلامات الاستفهام لما يحمله وجود رأس الإرهاب الصهيوني وأقرانه من مسؤولي الدول الأجنبية والعربية على رأس مثل هذه التظاهرة "المليونية"... وهم الذين ساهموا بجيوشهم وبمرتزقتهم وبأموالهم وبمخططاتهم الاستعمارية التآمرية وبصمتهم بتدمير الكثير من الدول وقتل الملايين من المواطنين على امتداد الكرة الأرضية... وهم الذين زرعوا لنا الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين ورعوا إرهابه المتواصل ضد الشعب الفلسطيني والشعب العربي منذ نحو مائة عام... وهم الذين يدعمون اليوم عمليات التدمير الممنهج للدول العربية وتهجير أبنائها... وهم الذين يساهمون بأموالهم وبصفقات أسلحتهم بإطالة أمد الفتن التي تضرب منطقتنا ودولنا العربية وتحصد المئات من الضحايا يوميا!..
إن وجود هؤلاء المسؤولين على رأس تظاهرة مناهضة لـ "الإرهاب" لن يبرئهم من مئات المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني، بأسلحتهم وبدعمهم وبتغطيتهم ضد الشعب الفلسطيني والعربي، وليس آخرها عدوان تموز على قطاع غزة المحاصر منذ سبع سنوات، والذي راح ضحيته أكثر من ألفي شهيد وآلاف الجرحى وتدمير عشرات آلاف المنازل والمؤسسات...
لقد فسّر البعض وجود نتنياهو على رأس التظاهرة بأنه محاولة "لتبييض إرهابه" وتلميع صورته الملطخة بدماء الفلسطينيين بعامة، والغزيين بخاصة... فيما رآها البعض الآخر جزءا من حملته الانتخابية التي يسعى من خلالها لعودة قوية إلى رأس السلطة في الكيان... فيما قال آخرون إنها هجوم "إسرائيلي" معاكس، للرد على البرلمانات الأوروبية ومن بينها الفرنسي، التي صوتت بشكل رمزي لصالح الاعتراف بالدولة "الفلسطينية"... وتقف في معظمها ضد سياسة الاستيطان وتقاطع منتوجاتها!..
قد تصح كل هذه التفسيرات، إلا أن الشيء الذي لم يلحظه الكثيرون، نطق به نتنياهو وبصوت عالٍ... حين دعا "يهود فرنسا ويهود أوروبا" في كلمة متلفزة يوم السبت الماضي للهجرة إلى الكيان الصهيوني، مؤكداً أن "إسرائيل ليست فقط المكان الذي تتوجهون إليها للصلاة بل دولة إسرائيل هي وطنكم». مستثمرا هذا الحدث للترويج لهجرة اليهود الى الكيان، خاصة في ظل التقارير "الإسرائيلية" التي سجلت تراجعا ملحوظاً في معدلات الهجرة الى الكيان، لأن عوامل دفع هؤلاء اليهود لترك بلدانهم الأصلية باتجاه "إسرائيل" غير ناضجة، مقابل ارتفاع منسوب الهجرة المعاكسة التي تقلق قادة العدو واللوبي الصهيوني في العالم!..
فالهجرة اليهودية إلى فلسطين المحتلة تعتبر حجر الزاوية لاستمرار (إسرائيل)، دولة غير طبيعية على حساب الشعب الفلسطيني، حيث للعنصر البشري اليهودي دور محوري، في بناء جيش قوي وقادر على التوسع والعدوان...
هذا، وذكرت وسائل الإعلام "الإسرائيلية" ان نتنياهو كلّف لجنة وزارية أن تبحث خلال الأسبوع الحالي سبل تشجيع هجرة اليهود الفرنسيين والأوروبيين إلى "إسرائيل". في حين أشارت تقديرات حكومية في تل أبيب إلى أن نحو 10 آلاف يهودي فرنسي سيهاجرون إليها العام الحالي.
فهل تساهم "عملية باريس" وغيرها من العمليات المشابهة التي قد تشهدها الدول الأوروبية "الظروف الدافعة" لهجرة يهود فرنسا وأوروبا إلى "إسرائيل"، التي كانت الشغل الشاغل لمراكز الأبحاث والدراسات "الإسرائيلية" والصهيونية والوكالة اليهودية ووزارة الهجرة "الإسرائيلية"؟..
إن وزارة "الهجرة والاستيعاب" أجابت على هذا السؤال بالقول: إن الهجمات الأخيرة التي شهدتها باريس وقتل فيها عدد من اليهود – والتي قد تسهم في انضاج ظروف الهجرة -  قد هزت أركان الأقلية اليهودية هناك، وأن ذلك سيدفع المزيد من اليهود للهجرة إلى "إسرائيل"!..




 

اخبار ذات صلة