قائمة الموقع

الرشيدية: قلق من الفوضى والفلتان في بعض الأحياء ودعوات لضبط الوضع قبل تفاقمه

2015-01-12T09:55:04+02:00

الجهاد - خاص
انتشرت في مخيم الرشيدية ظواهر مقلقة، تمثلت بتكرار إطلاق النار في الليل والنهار، وترويع الأطفال، وإشعال الإطارات التي تسبب مشاكل صحية، وإقفال بعض الشوارع والأزقة في أحياء عدة، ما دفع الأهالي إلى الاحتجاج ورفع الصوت لتدارك هذا الوضع قبل تفاقمه، وضبط الفوضى والفلتان.
نشرة "الجهاد" تجولت في الأحياء، والتقت المواطنين، والقيادات الأمنية والسياسية، للوقوف على الحقائق كاملة.
لم نكن نتوقع أثناء طرح أسئلتنا على المواطنين، للتعرف إلى واقع الوضع في مخيم الرشيدية، إحجام البعض عند الإجابة، وتردد البعض الآخر، وطلب ثالث عن عدم ذكر إسمه كاملاً، أو الإشارة إليه بالأحرف الأولى، وذلك خوفاً من ردود أفعال الذين يقومون بممارسات مخلة بالأمن، وتسيء إلى الأهالي وسمعة المخيم.
شكا لنا المواطن م.س، الذي تحفظ عن ذكر إسمه، بذريعة الخوف من "أصحاب المشاكل"، حسب تعبيره، من الفلتان الحاصل في المخيم، ودعا كل المعنيين إلى الإسراع في ضبط الأمن، لأن هذه القلّة تشوّه صورة المخيم، الذي قدّم العشرات من الشهداء، وطالب بوقف إحراق الدواليب التي تسببت للأطفال وللبيئة بالتلوث، وأضراراً صحية فادحة، وقد لطخت الجدران بالسواد، وألحقت الأذى بأصحاب الأمراض المزمنة كالربو، وبأصحاب محال الخضار والمحلات التجارية، وقال: "إن إطلاق الرصاص ليلاً بمناسبة أو بدون مناسبة روّع الأطفال وأزعج السكان".
وعندما إقتربنا من أحد المواطنين للحديث معه حول الموضوع نفسه، رفض مكتفياً بالقول: "الله ينجيّنا من بطش هؤلاء".
وحذر أيمن قاسم "حلاق"، من خطورة إقفال عدد من الشوارع والأزقة في بعض الأحياء، دون رقيب أو حسيب، وكأن المخيم بات يعيش رحمة الله، رغم أن هذه "الزمرة" لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وأشار الى أن هؤلاء الأشخاص يعمدون إلى إطلاق الرصاص بغزارة، في كل المناسبات، ما خلق أجواء متشنجة.
ودعا الحاج أبو محمد، إلى ضرورة معالجة هذا الواقع سريعاً، خوفاً من انتشار الفوضى على نطاق أوسع يصعب ضبطه.

دوريات أمنية على مدار الساعة    
اعترف أمين سر فصائل منظمة التحرير وقائد الأمن الوطني في منطقة صور توفيق عبدالله، بأن الفوضى القائمة في المخيم أقلقت الجميع، وقال: "كنا دائماً ننبّه من هذا الموضوع، وبالتالي هذا عمل صبياني، هناك مجموعة من الشباب الزعران داخل المخيم، قاموا ببعض السرقات وألقي  القبض عليهم، وهناك من أراد منهم لفت الأنظار، ونحن لسنا قوة ردع، بل نريد الأمن والأمان لأهلنا، وهناك ترتيبات ستُتّخذ خلال الأيام المقبلة.
وقد اتفقنا مع كل الفصائل على تشكيل لجان اجتماعية لمعالجة كل الإشكالات الحاصلة من قبل مجموعة تتعاطى السِكر والمخدرات، وسنساعد القوة الأمنية التي تقوم بدوريات ليلية على مدار 24 ساعة للملمة الموضوع بالّتي هي أحسن، ومسؤولية حفظ الأمن وضبطه يعني الجميع.
ونظر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان ومسؤول منطقة صور الحاج أبو سامر، لهذه المسألة من زوايا عدة، أهمّها أن المخيم مُقام على مساحة لا تزيد عن كيلو متر واحد يقطنه 30 ألفاً من اللاجئين الفلسطينيين والنازحين من سوريا، الأمر الذي أدى إلى كثافة سكانية، ووضع اجتماعي واقتصادي معقد، وإلى تفشي البطالة، مع ضعف موارد الرزق، برزت في أجوائها حالات من الفوضى خارجة عن نمط التفكير الفلسطيني وعاداته وتقاليده.
ولكنه وصف الواقع بـ "المقبول الذي لا يشكل خطراً"، داعياً إلى عدم المبالغة بالأمر وإعطائه الحجم الطبيعي، مع عدم الاستهتار به، لأن كل كبير يبدأ صغيراً.
وأوضح موسى، وجود معاناة في التعاطي مع المخلّين بالأمن، تعود بعض أسبابها للتعصب العائلي، وبعضها الآخر لصراع الأجهزة الأمنية الذي يلعب الدور الأكبر في ضبط هؤلاء وعدم محاسبتهم، ومع ذلك هناك مساع جادة لضبط الأمن.
ووضع عضو القيادة السياسية لحركة حماس في لبنان جهاد طه، ما يجري في مخيم الرشيدية، في اطار الإشكالات الفردية وليس السياسية، معتبراً أن هذا الشيء طبيعي في مخيمات تعاني ظروفاً إنسانية واجتماعية وديمغرافية صعبة للغاية، إلا أن هناك موقفاً فلسطينياً موحداً لمواجهة من يعبث بأمن واستقرار المخيمات، والموضوع بحاجة لحكمة بعيداً عن إرقاقة الدماء، وبالتالي ليس هناك غطاء سياسياً أو عائلياً لهؤلاء الأفراد، لكن ذلك لا يعفينا من المسؤولية الجماعية على المستوى السياسي والاجتماعي والمؤسساتي للحذر والحزم لقطع الطريق على من تسول له نفسه تشويه صورة المخيمات وقال: "وجّهنا لهؤلاء الأفراد رسالة عبر مرجعيتهم التنظيمية باعتبار أن أمن المخيم خط أحمر، وهناك اهتمام سياسي للفصائل لمعالجة هذا الملف.
في الختام: هل يتم معالجة "الظواهر المقلقة" التي أشرنا إليها آنفاً؟! أم أنها ستنتشر ويستفحل أمرها؟! سؤال برسم المعنيين.

 

 

المصدر: نشرة الجهاد

اخبار ذات صلة