القدس للأنباء – خاص
ازدادت معاناة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال قسوة في ظل الإهمال المتعمد من قبل إدارة السجون، وتوفير مسلتزمات مواجهة الانعكاسات السلبية للمنخفض الجوي، وقد وصفت مصادر طبية لـ "وكالة القدس للأنباء"، الوضع القائم في المعتقلات، بأنه خطير جداً، لأنه يتسبب بأمراض قد تؤدي إلى الوفاة.
وناشدت هذه المصادر الجهات الدولية إلى التحرك السريع لإنقاذ الأسرى من هذا الوضع المأساوي.
نقص الاحتياجات الشتوية
وأوضح الأسرى في معتقل النقب الصحراوي، أن درجة الحرارة في صحراء النقب تصل إلى دون الصفر، ما يؤدي إلى تجميد أطرافهم، وأكدوا أن إدارة مصلحة السجون تستهتر بحالتهم، وتقوم بممارسات قاسية ضدهم.
وأضاف الأسرى، أن ما يزيد الوضع صعوبة، أن المنخفض الجوي حملت رياحه الشديدة رمال الصحراء إلى داخل الغرف وساحة (النزهة)، فأثر ذلك على أوضاعهم الصحية وحركتهم، بخاصة أن بعضهم يعاني من أمراض كالربو والحساسية.
وحذر مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة، من الانعكاسات الخطيرة للأجواء الباردة على حياة الأسرى في كل السجون والمعتقلات الصهيونية، وذلك نتيجة نقص في الاحتياجات الشتوية كالأغطية والأحذية والملابس الشتوية، ورفض إدارة السجون تزويدهم بتلك الاحتياجات في ظل البرد الشديد.
وناشد الأسرى وذويهم، المنظمات والمؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية بالتدخل السريع أو زيارة السجون للإطلاع على الواقع المأساوي فيها، وتوفير كل ما يلزم من مستلزمات شتوية ومواد غذائية، تساعد المعتقلين على الصمود في وجه المنخفض القائم، والمتوقع أن يزداد سوءاً.
أوضاع المرضى تزداد سوءاً
وأعلن خبراء ومتابعون لشؤون الأسرى، أن المعتقلين المرضى هم أكثر تأثراً في هذه الأجواء القارصة، وبخاصة المصابين بأمراض الروماتيزم والمعدة والتهابات المفاصل، وأوجاع العظام، وغير ذلك من الأمراض المزمنة.
وحذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من تردي الأوضاع الصحية للأسرى في مستشفى الرملة، بعد ازدياد حدة برود الطقس وانعدام أدوات ووسائل التدفئة، وقالت: إن إدارة المستشفى لا تتعامل مع المرضى بالحد الأدنى من المعاملة الإنسانية، بخاصة المصابين بالالتهاب الرئوي الحاد كحالة الأسير جعفر عوض.
وأفاد تقرير للهيئة أن الظروف الصحية لمئات الأسرى آخذة بالتردي، بسبب سياسة الإهمال الطبي لمصلحة السجون وعدم توفير التدفئة اللازمة لهم.
ووصف مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير جواد بولس أوضاع الأسرى بالمأساوي وغير المسبوق، لعدم توفير الرعاية اللازمة لهم، وطالب المجتمع الدولي إلى التقيد بالقانون الدولي لجهة مراعاة ظروف الأسرى والمعتقلين.
ودعت جهات حقوقية عربية، إلى قيام المؤسسات الدولية بواجبها تجاه حماية الأسرى، إذ لا يجوز أن تبقى "إسرائيل" استثناء في رفض تطبيق القوانين، والإصرار على سن عشرات القوانين المخالفة لحقوق الإنسان، وقالت: إن عدم الالتفات للأسرى في ظل الأوضاع المناخية القاسية، سيؤدي إلى كوارت إنسانية خطيرة.