تواصل الصحافة اللبنانية متابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية، وخاصة الأمنية منها، على خلفية ما يبث من إشاعات وينشر من أخبار وإشاعات حول تسلل بعض المطلوبين إلى مخيم عين الحلوة تحديداً، ويصل الأمر في بعضها لرسم "سيناريوهات" تفصيلية لعمليات دخول هذا المطلوب أو ذاك، في محاولة لإظهار عين الحلوة بؤرة خارجة على القانون ومرتعاً للمطلوبين، رغم أن قادة المخيم الذين ينتمون لمختلف الفصائل والحركات الفلسطينية أكدوا بالقول وبالفعل أن المخيم يقف على الحياد في الصراعات الداخلية اللبنانية، ولن يكون شوكة في خاصرة الجوار، وان بندقيته موجهة أبداً غلى صدر العدو الصهيوني...
كشفت صحيفة البلد في تقرير لمراسلها في صيدا محمد دهشة، أن مصادر أمنية سياسية لبنانية عبرت "عن ارتياحها لمواقف القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية المؤكدة على رفض تحويل مخيم عين الحلوة الى ملاذ آمن للمطلوبين". واعتبرت الصحيفة "ان التعاطي مع قضية المطلوب للعدالة اللبنانية شادي المولوي جرى بمسؤولية عالية...".
وأضافت ان التحرك الفلسطيني ترك "رسالة واضحة بأن المولويوغيره من المطلوبين ان وجدوا، لا بيئة حاضنة لهم، وغير مرغوب فيهم... واشارت المصادر، الى ان التحدي الكبير يكمن اليوم بالحفاظ على الثقة المتبادلة بين القوى الفلسطينية والاجهزة الامنية في شأن اي قضية امنية قد تطرأ، انعكاسا لمسار غير قصير من التعاون والتنسيق نجح في تجنيب عين الحلوة وصيدا تداعيات امنية خطيرة وآخرها ما جرى في طرابلس نفسها وفق شهادة مسؤولي الاجهزة الامنية انفسهم الذين اشادوا بالدور الفلسطيني...
وواكبت الصحيفة سلسلة الإتصالات التي أجرتها قيادات فلسطينية سياسية وأمنية مع مسؤولين في صيدا. حيث زار مسؤول لبنان في القيادة العامة ابو عماد رامز أمين عام التنظيم الشعبي الناصر أسامة سعد، ورئيس تيار الفجر عبدالله الترياقي... فيما استقبلت النائب بهية الحريري امين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات وابو عرب حيث جرى عرض للشأن الفلسطيني عموما.
وكتبت دوللي بشعلاني في صحيفة الديار مقالة بعنوان: "مشروع القرار العربي لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين يفتح الباب أمام حقّ عودة اللاجئين" تناولت فيه المشروع المقترح من الجامعة العربية لمجلس الامن الذي يطالب بتحديد زمني لانهاء الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67، والمتوقع ان يتم التصويت عليه خلال هذا الشهر أو كانون الثاني المقبل...
وتشير الكاتبة الى ان البعض يتفاءل "بفكرة إعادة إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والجانب "الإسرائيلي"، لما قد يكون لها من تأثيرات إيجابية على دول المنطقة، على ما يقول مصدر ديبلوماسي مطلع، وفي طليعتها لبنان، كونها تبحث أيضاً في إنهاء الإحتلال "الإسرائيلي" للأراضي المقدّسة، ما يعني مناقشة حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم تطبيقاً لقرار مجلس الأمن رقم 194، ودفع التعويضات لهم. الأمر الذي من شأنه حلّ مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من خلال عودتهم الى بلادهم، وإزالة المخيمات الموزّعة على المناطق اللبنانية كافة والتي تُعتبر بؤراً أمنية منذ سنوات تأوي الفارّين من وجه العدالة من جنسيات مختلفة، وينهي شبح التوطين عن كاهل لبنان الذي غالباً ما يتمّ التلويح به.
وتضيف الكاتبة يبدو أنّ ثمّة اتجاه جدّي من قبل الدول الأوروبية لإنهاء هذا الصراع الذي يتفاقم منذ عقود، وللاستعجال في تبنّي قرار لإطلاق عملية السلام، خصوصاً مع بروز خطر الجماعات الإرهابية التي باتت تُهدّد الجميع. ولهذا ترى بأنّ التخفيف من حدّة بعض الصراعات في المنطقة، أو حتى إنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي تمهيداً لإنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي، قد يُساهم كثيراً في إعادة السلام الى منطقة الشرق الأوسط، ما ينعكس إيجاباً على دول العالم".
وتحت عنوان "عاصفة عين الحلوة تعالج في صيدا" كتب محمد صالح في السفير مقالة رصد فيها الاتصالات السياسية والامنية التي جرت في صيدا بين وفود فلسطينية وقيادات صيداوية من أبرزها النائب بهية الحريري ومحافظ الجنوب منصور ضو والدكتور أسامة سعد وعبدالله الترياقي، ومسؤول مخابرات الجيش في منطقة صيدا العقيد ممدوح صعب
وقد دانت «اللجنة الفلسطينية» على لسان قائد «الأمن الوطني الفلسطيني» اللواء صبحي ابو عرب الاعتداءات الاخيرة على الجيش، مشددةً على أن «عين الحلوة لن يكون ملاذاً آمناً لأي مطلوب للعدالة اللبنانية، لأن الجيش اللبناني يعتبر ضمانة للوطن».
ونقلت صحيفة النهار تغريدة للشيخ احمد الاسير على صفحته "التويتر" رد فيها على الانباء التي تقول انه في عين الحلوة قائلا: "أنا لست موجوداً في مخيم عين الحلوة، ولا أنصح أحدا من المطلوبين (...) بدخول المخيم".