/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

الجامعة العربية والدوران في الحلقة المفرغة!

2014/12/01 الساعة 01:32 م

القدس للانباء / خاص
كلما التأم مجلس جامعة الدول العربية، بجلسات عادية أو استثنائية، على مستوى "القمة" أو وزراء الخارجية، تتكرر الخطابات ذاتها، وتصدر القرارات بصيغها وكلماتها المتعارف عليها بقاموس المؤتمرات، من دون زيادات، وإنما قد تكون منقوصة بفعل التطورات الميدانية والوقائع التي يفرضها الاحتلال الصهيوني على المجتمعين... فالقرارات تصاغ بنبرة خطابية "عالية" فيها الكثير من الشجب والإدانة والاستنكار للممارسات "الإسرائيلية"، لكنها خالية من أي مضمون عملي، وتتجه بشكل منحدر بناء على "توصيات" من هنا و"تلميحات" من هناك... وإشارات عابرة للقارات من هنالك.
فقد تراجعت القمة العربية عن "الانسحاب الكامل والشامل من الاراضي العربية المحتلة" الذي جاء في القرار 242 و338، (1967 و1973)، الى "الارض مقابل السلام"، الذي حملته مقررات قمة فاس في العام 1982، الى "التطبيع مقابل السلام" وفق مقررات قمة بيروت العام 2002... وصولا الى إعلان الموافقة على تبادل الاراضي... و"الدولة الفلسطينية المنزوعة السلاح" والتنازل عن "حق العودة" والاكتفاء بحل عادل لمشكلة اللاجئين يتم الاتفاق عليه في المفاوضات... وحل "بالتراضي لمشكلة القدس الشرقية والاماكن الدينية"...
واليوم تطالعنا الجامعة العربية بتحرك "جديد" وضعت أسسه استنادا الى الكلمة "المؤثرة" لرئيس السلطة محمود عباس الذي خاطب المجتمعين بقوله أنه ملَّ "الإنتظار والتريث"... و’لم يعد بإمكاننا الانتظار والتعايش مع الوضع القائم، خاصة أن "إسرائيل" تزيد من اعتداءاتها لفرض الامر الواقع على الأرض، وتريدنا سلطة دون سلطة، وإبقاء احتلالها لأرضنا دون تكلفة، وتريد أن تبقى غزة خارج الفضاء الفلسطيني، لأنها تدرك تماما، أن لا دولة فلسطينية دون غزة’.
لذلك، وفي ضوء موقف حكومة بنيامين نتنياهو، والرد الاميركي من قبل وزير الخارجية جون كيري المطالب بوضع مشروع لتنشيط "التسوية"، ألمح محمود عباس الى خطة ثلاثية الأبعاد، تبدأ بالطلب من مجلس الامن الدولي لتحديد سقف زمني لانهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67، والا فانه سيدعو معاونيه للتوقيع على الاتفاقيات والمعاهدات الدولية... وسيعمل على وقف "التنسيق الأمني" بين أجهزة السلطة والاجهزة الأمنية "الاسرائيلية"، ولاحقا سيتخلى عن السلطة ويسلم مقاليدها لبنيامين نتنياهو.
وقد دعم محمود عباس خطته بإشارات ومعلومات تؤكد أن العدو الصهيوني لا يبالي بكل قرارات الجامعة العربية ولا بقممها، كما سبق وعبَّر ارئيل شارون الذي رد على بيان قمة بيروت 2002 بانه لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به... وتحدى المجتمعين بالهجوم التدميري على مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة وتدميره!..
وأشار عباس إلى أن "إسرائيل" تسعى إلى تكريس نظام الفصل العنصري، وقد قدمت خمسة قوانين عنصرية وهي: قانون الطرق المعقمة، وبموجبه يمنع الفلسطينيين من استخدام نحو 800 كم من الطرق، وقانون الحافلات العامة لليهود فقط، والذي يمنع الفلسطينيين من استخدام الحافلات العامة، وقانون تطبيق القانون "الإسرائيلي" على المستوطنات في الضفة الغربية، ما يعني أن الأراضي المقامة عليها تلك المستوطنات هي أراض "إسرائيلية"، قانون "يهودية الدولية"، وقانون "الولاء لدولة إسرائيل اليهودية"!..
لقد اعترفت "السلطة"، بان العدو الصهيوني يعمل على فرض وقائع جديدة على الارض... واكدت مرارا وتكرارا بأن المفاوضات عبثية، وانها شكلت غطاء لتوسع الاحتلال واستمراره واحكام السيطرة على الارض المحتلة... لكنها تصر على ان "التنسيق الامني" مقدس... وتصر ايضاً على الاختباء خلف الجامعة العربية التي تتقن فن الدوران في الحلقة المفرغة!..
فالى متى؟


 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/67164

اقرأ أيضا