قائمة الموقع

نتائج العدوان على غزة: هجرة وإنتحار وعلاج نفسي وسياج "ذكي"

2014-09-30T08:32:30+03:00

ما تزال نتائج العدوان الصهيوني على قطاع غزة تلاحق الكيان على الصعد كافة، السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية وحتى النفسية. وتسعى الحكومة للاستفادة من دروس وعبر تلك الحرب التي أبدت فيها المقاومة الفلسطينية قدرة عالية من الصمود في وجه العدوان المدمر، ومن المواجهة التي تنوعت اشكالها واساليبها فوق الارض وتحتها وفي الجو، ايضا حيث تفجرت صواريخ المقاومة فوق المدن والمستوطنات وعطلت المطارات والكثير من المؤسسات، حتى اللحظات الاخيرة من العدوان.
ورغم ان لجنة التحقيق التي شكلها الكنيست لدراسة مسار الحرب العدوانية ونتائجها، واستخلاص دروسها وعبرها، فان حكومة نتنياهو تنفذ خطوات استباقية، لتوفير الحماية لقطعان المستوطنين الذين يعيشون بقلق دائم، ويطالبون الحكومة بحل جذري يقيهم صواريخ المقاومة ومخاطر الانفاق الهجومية، التي تقلق المستوطنين والجنود على حد سواء.
ويبدو أن تصريحات ثالوث الحرب نتنياهو، يعالون وغنتس، وزيادة موازنة المؤسسات العسكرية والامنية، لم تغير في المعادلة التي كرستها الهزيمة امام حفنة من المقاومين الفلسطينيين المحاصرين، وبالتالي لم تقنع الجنود ولا المستوطنين بان حكومتهم قادة قادرة على تجاوز الهزيمة التي تلاحقهم بين جبهتي الشمال والجنوب. وباتت انعكاسات الحرب بادية للعيان في الحياة العامة وعلى صفحات الصحف ومادة لبرامج الحوار في وسائل اعلام العدو..
فقد ازداد لجوء الجنود الى عيادات الامراض النفسية، وشاعت ظاهرة الانتحار، وارتفعت وتيرة الهجرة من الكيان، وبات البحث عن ملاذ أمن مطلب العديد من الصهاينة، اما المستوطنين في غلاف غزة فيدعون حكومتهم لانجاز حل جذري قبل ان تدعوهم للعودة الى منازلهم.

ازدهار العلاج النفسي، والانتحار
بهذا الصدد ذكرت صحيفة معاريف "الإسرائيلية" أن الشرطة العسكرية تحقق في انتحار ثلاثة جنود من لواء جفعاتي، أحد ألوية النخبة على خلفية مشاكل نفسية لها علاقة على ما يبدو باشتراكهم في المعركة البرية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة، على موقعها الإلكتروني امس الاثنين، أن الشرطة العسكرية "الإسرائيلية" تحقق في ثلاث عمليات انتحار عبر طلقات نار أطلقت من سلاحهم الشخصي، اثنتان منها في موقعين للواء جفعاتي على حدود غزة، وواحدة وسط "إسرائيل" خلال الأسابيع الأخيرة.
وأوضحت أن التحقيقات تأخذ بعين الاعتبار فرضية الآثار النفسية للعدوان "الإسرائيلي" على غزة واشتراكهم في العملية البرية. ونقلت عن مصدر مسؤول في قطاع الصحة النفسية بالجيش، لم تسمه، قوله إن العام الماضي شهد انتحار ثمانية جنود فقط، بينما سجلنا في الأسابيع الأخيرة انتحار ثلاثة.
وكان الجيش "الإسرائيلي" قد أطلق حملة لمعالجة الأضرار النفسية التي يعاني منها عناصر الجيش جراء الحرب على غزة. وذكرت القناة الثانية في التلفزيون "الإسرائيلي"، أن العشرات من الجنود "الإسرائيليين"، الذين اشتركوا في الحرب خضعوا لعلاج نفسي، موضحة أن الجيش بدأ، مؤخرا، حملة للبحث عن المرضى النفسيين في صفوف جنوده، وأطلق عليها اسم “الحارس الصامد”.
وأضافت أن بعضا من الجنود الذين شاركوا في المعارك بشكل مباشر، يخضعون للعلاج في أقسام خاصة أعدت لذلك بإشراف أطباء يلقون محاضرات نفسية ويعقدون لقاءات مع الجنود "الإسرائيليين".

سياج أمني "ذكي"ً حول مستوطنات غزة
من جهة أخرى قررت وزارة الدفاع "الإسرائيلية" تشييد سياج أمني ذكي على حدود المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، كل واحدة منها على حدة للتأقلم مع التهديدات القادمة من القطاع، بحسب مصادر عسكرية.
ونقلت القناة العاشرة عن تلك المصادر دون أن تسميها القول أن وزارة الحرب قررت: "تشييد سياج أمني ذكي لحماية المستوطنات المحيطة بغزة". وأضافت القناة أن قرار بناء السياج الأمني جاء على خلفية العدوان الأخير على غزة، وللتأقلم مع التهديدات القادمة من القطاع، معتبرة أن هذا القرار يأتي في سياق العبر المستفادة من الأحداث الأمنية خلال الحرب.
ولم تذكر المصادر الإسرائيلية طبيعة هذا السياج، ولا طوله، ولا مصير السياج الموجود حاليا بطول 41 كيلو مترًا بين غزة والمستوطنات الإسرائيلية. وأعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين، عن اعتقال فلسطيني تسلل من غزة إلى إسرائيل وجاري التحقيق معه لمعرفة الأسباب والدوافع لتسلله. كما لقي حادث تسلل شاب فلسطيني، بسكين، وفقا لرواية إسرائيلية رسمية، قرب المستوطنات المحيطة بغزة ردود فعل غاضبة في وسائل إعلام إسرائيلية. وعلقت مصادر من الجيش الإسرائيلي على حوادث التسلل بقولها للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي بأن "كل من يتسلل عبر السياج بين غزة وإسرائيل هو إرهابي".

 

اخبار ذات صلة