/مقالات/ عرض الخبر

14 عاماً على انتفاضة «الأقصى»: ظروف الانفجار لا تزال قائمة... كتب: حسن مواسي

2014/09/29 الساعة 11:33 ص

صادفت أمس الذكرى الـ14 لاندلاع «انتفاضة الأقصى» التي تفجرت عقب اقتحام رئيس المعارضة "الإسرائيلية" آنذاك أريئيل شارون المسجد الأقصى المبارك، يوم 28 أيلول 2000، تحت حراسة شرطية مدججة بالسلاح، مستفزاً مشاعر الفلسطينيين ودافعاً باتجاه صدام معهم.
وقبيل اقتحام شارون للمسجد الأقصى، عانى الفلسطينيون انسداد الأفق السياسي وفشل مفاوضات «كامب ديفيد» بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" آنذاك ايهود باراك، برعاية الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، حيث رفضت "إسرائيل" تنفيذ بنود الحل النهائي بحسب «اتفاقية أوسلو»، وانتهاجها سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة والقدس، وتجاهلها الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وكانت الانتفاضة اندلعت في 28 أيلول 2000 وتوقفت فعلياً في 8 شباط 2005 بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ التي جمعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس وشارون.
وتميزت هذه الانتفاضة مقارنة بسابقتها بكثرة المواجهات المسلحة وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والجيش "الإسرائيلي"، وراح ضحيتها 4412 شهيدا فلسطينيا و48322 جريحا، وبلغت خسائر الجيش "الإسرائيلي" 334 قتيلاً ومن المستوطنين 735 قتيلا وليصبح مجموع القتلى والجرحى "الإسرائيليين" 1069 قتيلا و4500 جريح وإعطاب 50 دبابة من نوع «ميركافا» وتدمير عدد من الجيبات العسكرية والمدرعات "الإسرائيلية".
وكانت الضفة الغربية وقطاع غزة مرا بعد اتفاق "اوسلو" بعدّة اجتياحات "إسرائيلية" منها عملية «السور الواقي» و»أمطار الصيف» ولاحقاً «الرصاص المصبوب» حين قام رئيس الوزراء "الإسرائيلي" السابق ايهود اولمرت في كانون الأول 2008 بشن حرب على القطاع بزعم وقف إطلاق الصواريخ.
وبدءاً من نهاية عام 1999 ساد شعور عام بالإحباط لدى الفلسطينيين لانتهاء الفترة المقررة لتطبيق الحل النهائي بحسب اتفاقيات "أوسلو" والشعور بالإحباط بسبب المماطلة وجمود المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني و"الإسرائيلي" بعد مؤتمر قمة «كامب ديفيد»، واكتشاف الفلسطينيين أن "إسرائيل" بدعم من الولايات المتحدة تسعى لفرض حل هو بمثابة استسلام على الفلسطينيين بعيداً عن قرارات الشرعية الدولية، إضافة إلى عدم تطبيق "إسرائيل" للعديد من الجوانب التي تم الاتفاق عليها في "أوسلو" أو الاتفاقيات والمفاوضات اللاحقة. واستمرار "إسرائيل" في سياسة الاغتيالات والاعتقالات والاجتياحات لمناطق السلطة الفلسطينية ورفض الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. كما إلى استمرار بناء المستوطنات واستبعاد عودة اللاجئين واستبعاد الانسحاب لحدود حزيران 1967، جعل الفلسطينيين متيقنين بعدم جدوى عملية السلام للوصول إلى تحقيق الاستقلال الوطني.
في ظل هذا الشعور العام بالإحباط والاحتقان السياسي، جاء اقتحام شارون المسجد الأقصى والتجول في ساحاته، الأمر الذي استفز المصلين الفلسطينيين فاندلعت المواجهات بينهم وجنود الاحتلال في ساحات المسجد الأقصى فسقط 7 شهداء وجُرح 250 وأُصيب 13 جنديا "إسرائيليا" وكانت هذه بداية أعمال الانتفاضة.
وامتدت المواجهات التي بدأها شبان مقدسيون غاضبون من تدنيس شارون للمسجد الأقصى إلى مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، وأراضي الـ48 المحتلة، وارتقى خلالها ما يزيد على أربعة آلاف شهيد فلسطيني على مدار نحو خمس سنوات.
استخدم الشعب الفلسطيني في بادئ الأمر الحجارة لمواجهة جيش الاحتلال، لكن فصائل المقاومة ما لبثت إلا أن طورت من نفسها وإمكاناتها واتخذت شكلًا أكثر تنظيمًا، فاستخدمت عمليات الطعن ومن ثم العمليات الاستشهادية داخل العمق "الإسرائيلي"، وتطور الأمر فيما بعد لعمليات اشتباكات مسلحة وإطلاق صواريخ على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
واستخدمت "إسرائيل" خلال الانتفاضة سياسة الاغتيالات المباشرة، فقتل مؤسس حركة المقاومة الإسلامية «حماس» (الشيخ) أحمد ياسين، ثم اغتيل خلفه في رئاسة الحركة عبد العزيز الرنتيسي، والكثير من قيادات الحركة السياسيين، إضافة إلى الأمين العام للجبهة الشعبية (لتحرير فلسطين) أبو علي مصطفى.
إضافة إلى الاغتيالات قامت "إسرائيل" بتدمير البنية التحتية الفلسطينية، وتدمير مؤسسات السلطة الفلسطينية، وتدمير ممتلكات المواطنين واستشهاد عدد كبير من أبناء فلسطين.
وفيما قوَّض اجتياح الجيش "الاسرائيلي" السلطة الفلسطينية عملياً بعد عملية «السور الواقي»، كانت نتائج الانتفاضة الثانية على "الإسرائيليين" على النحو التالي: انعدام الأمن في الشارع "الإسرائيلي" بسبب العمليات الاستشهادية؛ ضرب السياحة في "إسرائيل" بسبب العمليات الاستشهادية؛ اغتيال وزير السياحة "الإسرائيلي" (زئيفي) على يد أعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؛ إلحاق خسائر بشرية في صفوف "الإسرائيليين"، منها مقتل قائد وحدة الهبوط المظلي "الإسرائيلي" (الكوماندوز) في معركة مخيم جنين، وتحطيم مقولة الجيش الذي لا يقهر في معركة مخيم جنين الذي قتل فيها 58 جنديا "إسرائيليا" وجرح 142. كما تم ضرب اقتصاد المستوطنات "الإسرائيلية".

وبعد 14 عاماً على انطلاق شرارة الانتفاضة الثانية، لا تكاد الظروف التي دعت الشعب الفلسطيني لتفجير انتفاضته تختلف كثيراً. فالأفق السياسي مسدود بعد التعنت "الإسرائيلي" في مفاوضات التسوية مع السلطة الفلسطينية، إضافة إلى استمرار تدنيس المسجد الأقصى وتغول الاستيطان في مدن الضفة والقدس، واستمرار حصار قطاع غزة لما يزيد على سبع سنوات.
 

 

المصدر: صحيفة المستقبل اللبنانية

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/64775

اقرأ أيضا