من جملة ما تتفاجأ به، وأنت تسير في شوارع وأزقة مخيم عين الحلوة، فوضى الدراجات النارية، التي تتجاوز كل المشاعر والنداءات والأعراف. بخاصة أن بعض السائقين هم من الأطفال، ما سبّب ويسبب الكثير من المشاكل والحوادث المؤلمة. وقد ارتفعت مؤخراً شكوى المواطنين والسائقين وبائعي الخضار بحثاً عن حل.
لمعاينة هذا الواقع عن كثب، تجوّلت نشرة "الجهاد" في شوارع المخيم، والتقت عدداً من المعنيين في الملفات الأمنية والإجتماعية، وبعض المواطنين، الذين دعوا الى إنقاذهم من هذه الفوضى القاتلة.
المطالبة بتوفير الحلول
شرح أمين سر اللجنة الشعبية لفصائل منظمة التحرير في المخيّم أبو ربيع سرحان، توجّه الشباب للمتاجرة وبيع وإستئجار الدراجات النارية، فأعاد السبب الى أزمة البطالة القائمة، نتيجة تقاعس "الأونروا" عن تشغيل اللاجئين. واعترف بأن فوضى حركة هذه الدرّاجات، أدّت الى العديد من الحوادث، وطالب في حديثه لـ"نشرة الجهاد"، أصحاب الشأن والسلطة في المجتمع الى تنظيم عمل هذه المهنة، وتوفير الحلول المناسبة أثناء حصول أي إشكال.
وهذا ما ركّز عليه عضو اللجنة الإعلامية في اللّجنة الشعبية سمير الشريف، الذي دعا بدوره الى إيجاد صيغة لتخفيف المعاناة في هذا المجال، وتنظيم هذه المهنة، وتفويت الفرصة على المغرضين الذين يستغلّون حوادث الدراجات للإساءة للمخيّم.
وطالب مصطفى فرهود، الى دراسة وتنظيم حركة سير الدراجات، بخاصّة في أوقات ذروة حركة الشارع، أو خروج الطلاب من مدارسهم، وذلك من أجل سلامة المارّة. ورأى في عمل الدراجات مخاطر كبيرة بسبب حوادث السير التي تحصل بين الحين والآخر، وما يترتب على ذلك من عجز في توفير الإستشفاء المناسب.
وقال مسؤول سرية السير في القوة الأمنية المشتركة في المخيّم أبو وسام عثمان: أنه ضد الفوضى التي تسببها الدراجات النارية، لأنها تؤدي الى حوادث ومشاكل عدّة. وطالب بتأليف لجنة من أصحاب تلك المهن، حتى تستطيع القوة المشتركة من أن تتواصل معهم، آملاً منهم التعاون، ووقف تأجير الدراجات وقت انصراف الطلاب من مدارسهم، وعدم التأجير لمن هم دون السن القانوني، كي لا يستغلّهم أحد، كما طالب بعدم تجوّل هذه الدراجات في الأزقة الضيّقة والأسواق التجارية أوقات الذروة .
قلق وخوف
وتحدّث السائق معتصم ياسين، عن المضايقات والمخاطر التي تسببْ بها هذه الدراجات، ووصف صغار السن وبعض سائقي الدراجات بالمتهورين، لأن سرعتهم زائدة، ولا يتقيدون بأي قاعدة أو قوانين، ما يسبب له ولزملائه القلق والخوف، لأنهم يتجاوزون السيارات دون إنذار، ويحاولون المرور بين السيارات ما يؤدي الى الحوادث.
وقال: هذه الفوضى تؤثر على حركتنا، لانه لا يوجد للدراجات خط سير محدد، لا في الليل ولا في النهار، ودعا الأهل الى أخذ المبادرة وتوعية أبنائهم وضبط حركتهم حرصاً عليهم وعلى المارّة من وقوع المزيد من الحوادث التي لا تُحمد عقباها، وأكد أنه صادف حوادث عدة في هذا الشأن.
ورأى صاحب عربة الخضار منير قاسم، أن حركة الدراجات النارية مقلقة، لأن تحرك السائقين يتم بشكل غير طبيعي وسط الزّحمة ويسيرون بسرعة ذهاباً وإياباً، ما يجعل الخوف يسيطر على المارّة، وأصحاب المحلات التجارية وبائعي الخضار على حدٍ سواء، لأن أي حادث يؤدي الى إقفال السوق والعودة الى منازلنا قبل أن نبيع بضائعنا، وهذا بدوره يؤثر على حركة البيع والشّراء، وعلى باب رزقنا الوحيد، لذلك أطالب المعنيين بتنظيم عمل الدراجات في سوق الخضار، وكل المخيّم.
المصدر: نشرة الجهاد