/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

في ظل غياب عربي وإسلامي وصمت دولي.. الأقصى في خطر!

2014/09/12 الساعة 01:44 م

القدس للأنباء - خاص
تحت حماية الشرطة "الاسرائيلية"، والتضييق على الفلسطينيين، بات مشهد اقتحام الجماعات اليهودية للمسجد الأقصى يشهد تصعيداً نوعياً غير مسبوق.

فلم يكتفِ الإحتلال بتحويل فضاء فلسطين الى مساحة لإستعراض عضلات طائراته الحربية، وأرضها تنهشها أنياب جنازير دباباته، فدنّس مقدساتها، وإستباح باحات أقصاها في أبشع الممارسات.

شكّل عام 2005 نقطة تحول في نهج "إسرائيل" التي إستغلت الظروف الإقليمية ومواقف العرب الخجولة، لتسمح لليهود باقتحام الأقصى. وحاولت مجموعة من المستوطنين اليهود في6  يونيو/حزيران 2005، إقتحام المسجد وسط وجود الشرطة الإسرائيلية، لكن الوجود الكثيف للمصلين، المرابطين أفشل المحاولة.

وعلى إثر تجدد اقتحام الاقصى اليوم، من قبل المستوطنين الذين يتقدمهم كبار الحاخامات، اليوم، أصبح الإقتحام المتكرر  للأقصى- أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين- خبراً اعتيادياً لا يكاد يثير قلقاً!!

تسود اليوم ساحات ومرافق المسجد الأقصى المبارك ومحيط بواباته الخارجية، حالة من التوتر الشديد وسط إعتداء قوات الاحتلال على المصلين وحراس المسجد، لعلّ دافعها الأبرز، يتمثّل بغياب المواقف العربية والإسلامية الحازمة عن هذا التصعيد المدعوم بفتاوى الحاخامات المتطرفة.

مجموعات من المستوطنين تواصل إقتحام الحرم القدسيّ يومياً، ومجموعات أخرى تطلق عبارات، وتقوم بحركات ومسيرات إستفزازية بحق المقدسيين، تتعدّد مبرراتهم وذرائعهم بحجّة الأعياد، أو بإدعاء أداء الصلاة بداخله، أو بهدف التمهيد لإعادة بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، أو لجمع المعلومات والتصوير.

تجدّد جماعات يهودية إستيطانية متطرّفة، بقيادة عضو "الكنيست" موشيه فيغلن، واليميني يهودا غليك، إقتحامها للمسجد الاقصى المبارك من جهة باب "المغاربة"، و"السلسة"، و"حطة"، برفقة حراسات معزّزة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال، وتشرع بتنفيذ جولات استفزازية في باحات المسجد.

وكان نحو عشرة آلاف من اليهود توافدوا إلى ساحة البراق تحت غطاء إقامة طقوس دينية يهودية بمناسبة عيد الفصح العبري، لإقامة صلوات تقليدية يطلق عليها بركة الكهنة، وتوسط المتوافدين من المتدينين اليهود إلى ساحة البراق أفراد من حركة أمناء جبل الهيكل وهم يحملون مجسما للهيكل الثالث المزعوم، وأدوات تستخدم في الطقوس الدينية اليهودية، وحاولوا اقتحام المسجد.

في حين حذرت مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث" من تزايد اقتحامات المستوطنين "الإسرائيلية" للمسجد الأقصى وقالت "مؤسسة الأقصى" الناشطة فى مجال الدفاع عن المقدسات الإسلامية فى الأراضى الفلسطينية فى بيان صحفي مؤخراً: إن ائتلاف "منظمات الهيكل" أصدر مذكرة يوميات سنوية تحمل الأوقات والمواعيد التى يتم فيها اقتحام المسجد الأقصى مع تحديد الجهة المقتحمة والوقت.
 
وعلى الرغم من ذلك، حوّلت الشرطة "الاسرائيلية" القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى خلال أيام، إلى ثكنة عسكرية بزعم حمايته من المتطرفين بينما أغمضت عينيها، عن مجموعات تتألف من 50 شخصا بإقتحام المسجد الأقصى المبارك، الواحدة تلو الأخرى، كان بينهم رئيس لجنة "رباني الضفة الغربية" ، الراب دوف ليؤور،برفقة العشرات من اليهود.

وقد شهد العقد الماضي، تصعيداً ملحوظاً في حجم وعدد الإقتحامات "الإسرائيلية" التي تعرّض لها المسجد الأقصى، في القدس المحتلة، إذ لم تقتصر هذه الاقتحامات على الجماعات المتطرفة، بل شملت أعلى هرم السلطة في "إسرائيل".

إنتهى القرن العشرين بأبرز اقتحام للمسجد، نفّذه رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون في 28 سبتمبر/أيلول عام 2000، وهو الإقتحام الذي فجر إنتفاضة الأقصى الثانية؛ ما ردع "إسرائيل" والجماعات اليهودية من مواصلة هذه الاقتحامات، حيث حظرت شرطة الاحتلال على اليهود -طوال الأعوام الخمسة التي تلت الانتفاضة- دخول الأقصى.

تلى إقتحام شارون، إقتحام وزراء الآثار والشرطة للمسجد في أوقات لاحقة، والسماح للمستوطنين بالصلاة فيه.

وفي 10 سبتمبر/أيلول 2000، تمّ السماح لحركة "أمناء جبل الهيكل" بالدخول إلى ساحات الأقصى على شكل مجموعات لا يزيد عدد أفرادها على سبعة مع مرافقة شرطية.

بينما نحو 150 يهوديا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك وحاولوا أداء طقوس دينية بداخله، في 24 أغسطس/آب 2003.

وإقتحمت قوات الإحتلال في  27فبراير/شباط 2004، المسجد الأقصى مجدداً خلال صلاة الجمعة وأصابت 24 شخصاً بينهم نساء، لتعود وتجدد إقتحامها للمسجد في 2 أبريل/نيسان 2004، وأصابت عشرات المصلين بالأعيرة المطاطية وقنابل الغاز المسيلة للدموع.

وفي 7 يوليو/تموز 2004، إقتحم قائد شرطة القدس "ميكي ليفي" المصلى المرواني متخفياً، بينما الشرطة تجري قياسات مسحية مريبة داخل المسجد الأقصى.

وفي 9 سبتمبر/أيلول، أقام حاخام مستوطنة "تكواع" مناحيم فرومان حفل زواج لإبنه داخل الأقصى، دون إحترام قدسيّته، فتخلله شرب خمر ونبيذ.

وفي21  سبتمبر/أيلول 2004، تمّ إقتحام جماعي للمسجد الأقصى، قام به ما يزيد عن 400 طالب يهودي. وفي 3 أكتوبر/تشرين الأول، إقتحم قائد شرطة القدس "إيلان فرانكو" برفقة أفراد من المخابرات الصهيونية، المصلى المرواني.

وإذا كان الجانب "الإسرائيلي" قد تأكد من أن ردود الأفعال العربية والإسلامية لن تتجاوز بيانات إنشائية للإستنكار والإدانة، بل إن بعض البلاد العربية والإسلامية لم تكلف نفسها عناء إصدارها، فإنه إطمأن أن الطريق بات ممهداً أمام هدم الاقصى وإستكمال تهويد القدس المحتلة. غير أن المقدسيين لن يسمحوا للعدو بتنفيذ مآربه، وسيظلّوا يتصدون له بكل الإمكانات المتوافرة، ولو باللحم الحي، لإفشال مشاريعه، بإنتظار صحوة عربية وإسلامية، ويقظة للضمير الإنساني الدولي.

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/64308

اقرأ أيضا