قائمة الموقع

بعد صمودٍ وانجازات.. انتصار غزة "يفتح النار" على نتنياهو وجيشه

2014-08-28T08:45:55+03:00

الانتصار الكبير الذي حصده الشعب الفلسطيني، بعد صمود أسطوري استمر 51 يوماً من العدوان الصهيوني الهمجي على القطاع، فتح النار على رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو الذي مني بهزيمة مدوية، بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تنصل الأخير عن التوقيع عليه، وأرغم في نهاية الأمر على ذلك بعد تكبد الداخل المحتل بخسائر بشرية واقتصادية ومالية كبيرة.
 
هناك العديد من العوامل التي اجتمعت لتحقق النصر للفلسطينيين أهمها، العمليات العسكرية التي نفذها رجال المقاومة خلف خطوط العدو، وقدرة المقاومة على استمرار اطلاق الصواريخ طيلة أيام العدوان في حرب استنزاف حقيقية، والتفاف الشعب الفلسطيني على مقاومته وقادته وعدم تحقيق رغبة نتنياهو بتقليب الرأي العام الداخلي على المقاومة، ومحاربة الوسائل الصهيونية الاستخاراتية مثل محاربة العملاء.
 
ويرى محللان سياسيان أن الهزيمة الصهيونية قلبت كافة المعادلات العسكرية في المنطقة، وعززت من خيار المقاومة المسلحة كخيار وحيد لتحرير فلسطين، بعد أن أثبتت مسيرة المفاوضات فشلها في انتزاع أي حقوق.
 
هزيمة ساحقة
ويرى المحلل السياسي وديع أبو نصار، أن (إسرائيل) منيت بهزيمة ساحقة خلال هذه الحرب، ليس على المستوى العسكري فقط، بل على المستويات الاقتصادية والسياسية أيضاً.
 
وقال أبو نصار :"المعركة العسكرية التي دارت بين رجال المقاومة في غزة وجنود الجيش الصهيوني، أثبتت أن للداخل الصهيوني أن جيشهم مصنوع من الكرتون، وكسرت كافة قواعده التي بنيت على اسطورة المنظومة الأمنية الصهيونية التي لا تكسر".
 
وأحصت السلطات الصهيونية 70 قتيلاً، 64 منهم من جنود وضباط الجيش، فيما قتل اثنان في كيبوتس "نيريم" قبيل إعلان التهدئة بساعة فقط من مساء أول من أمس بقصف لسرايا القدس، فيما تقول المقاومة الفلسطينية إن خسائر جيش الاحتلال أكبر من ذلك بكثير.
 
وأوضح أبو نصار أن (إسرائيل) استيقظت بعد سريان التهدئة على دمار كبير لحق باقتصادها وسيولتها المالية وبنيتها التحتية، ما ادى إلى انهيار الشيكل مقابل الدولار، وهذا يعمق الأزمة التي سيعاني منها الاحتلال لأشهر قادمة.
 
وبيّن أن معنويات الصهاينة عشية الإعلان عن وقف إطلاق النار، كانت محطمة بالكامل، فيما سمع دوي ألعاب نارية في سماء يافا حيث كان العرب يحتفلون بانتصار المقاومة بغزة على جيش الاحتلال.
 
وأوضح المحلل السياسي أن مئات الآلاف من المستوطنين بقوا في ملاجئهم حتى مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مؤكداً على أن هذه الهزيمة اشعلت قلوب الصهاينة غضباً على نتنياهو ووضعت نهاية لمشواره السياسي.
 
وأضاف أبو نصار: "المجتمع الصهيوني اليوم، ساخط على نتنياهو، وعلى سوء إدارته المعركة، وبسبب تعنته في عدم تحقيق شروط المقاومة منذ أول أيام العدوان، وفي النهاية خضع لهذه الشروط وحققها بعد أن مني الصهاينة بالخسائر الجسيمة وارتفع عدد قتلاهم".
 
انهيار الكيان
من ناحيته، أكد المحلل السياسي إياد عطا الله أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، قاد الكيان الصهيوني إلى "الانهيار"، بعد خسارة جيشه المدجج بجميع أنواع الأسلحة واعتاها، أمام تنظيمات المقاومة الفلسطينية التي تتسلح بقذائف صاروخية محلية الصنع.
 
وقال عطا الله: "إن صمود الشعب الفلسطيني هو السبب الأول في نجاح هذه المعركة وانتصار المقاومة فيها، وخضوع سلطات الاحتلال لمطالب المقاومة في إطار المفاوضات التي دارت للتوصل إلى وقف إطلاق النار".
 
وأوضح أن نتنياهو سقط سياسياً خلال معركته ضد غزة، لأسباب عديدة، منها ارتفاع الخسائر البشرية في صفوف الجيش الصهيوني، وتكبيد الكيان الصهيوني خسائر اقتصادية كبيرة، وتعريض حياة الصهاينة للخطر، والتسبب في إذابة هالة الرعب التي كانت تحيط بجيش الاحتلال كأقوى جيش في المنطقة.
 
وأضاف عطا الله: "الواضح أن المقاومة تجهزت على مدار السنوات الماضية جيداً لهذه الحرب على كافة المستويات العسكرية واللوجستية، ولكن الواضح أن جيش الاحتلال لم يعرف كيف يديرها وكان يتخبط عند كل معركة وينتقم لخسائره بدك الأحياء الشعبية مثل حي الشجاعية وبلدة خزاعة وبيت حانون".
 
وتوقع أن تقود هذه الحرب إلى محاسبات كبيرة في صفوف قادة الاحتلال، واستقالات واقالات، مشيراً إلى أن دائرة المحاسبة قد تشمل نتنياهو نفسه، وقد تضع نهايةً حتمية لمشوار رئيس اركان جيش الاحتلال بيني غينتس مثلما وضعت حرب عام 2012 نهاية لمشوار وزير جيش الاحتلال الأسبق ايهود باراك.

 


المصدر/ الاستقلال

 

اخبار ذات صلة