قائمة الموقع

أوباما يريد استعمار المنطقة بطائرات بلا طيار.. كتب: تحسين الحلبي

2014-08-25T13:01:51+03:00

إذا كانت "إسرائيل" قد اغتصبت فلسطين وقتلت عشرات الآلاف من العرب فلسطينيين وسوريين ومصريين وأردنيين وعراقيين، ودمرت ولا تزال تدمر بيوت الفلسطينيين في كل مكان يعيشون فوقه، فإن حساباً بسيطاً يدل على أن الإدارات الأميركية قتلت من العرب في العراق واليمن وليبيا أكثر مما قتلته "إسرائيل" منذ عام 1948 حتى الآن. ومع ذلك تنتشر السفارات والمصالح الأميركية في معظم الدول العربية، بينما لا توجد في الدول العربية لـ"إسرائيل" سوى سفارتين في عمان وفي القاهرة فقط. فلماذا نبرر للولايات المتحدة أن تقتل العرب ونصمت ونجد أن علاقات دول عربية مع واشنطن أقوى وأكثر حرارة مع دول عربية أخرى أو دول صديقة في المنطقة؟! وهل أصبح الجمهور العربي عاجزاً عن رؤية ما تنفذه الإدارات الأميركية من خطط تنشر فيها الإرهاب في كل مكان حتى في دول تقول إنها صديقة أو حليفة؟!
فالولايات المتحدة تنشر المجموعات الإرهابية في العراق واليمن من جهة وتقول للعرب إنها أرسلت طائرات بلا طيار لضرب هذه المجموعات من الجهة الثانية، وتقتل باسم هذا الإجراء العسكري مئات وآلاف من المدنيين حين تهاجم هذه الطائرات أهدافاً في اليمن أو العراق أو باكستان وأفغانستان.
وفي الولايات المتحدة نفسها طالبت منظمات حقوقية أميركية بمحاكمة الرئيس أوباما لأنه يعطي الأوامر لطائرات بلا طيار لمهاجمة مجموعات (القاعدة) فيقتل الأبرياء ومن بينهم من يحمل الجنسية الأميركية ولا علاقة له بالمجموعات التي تستهدفها هذه الطائرات.
وبسبب ازدياد هذه الحملة ضد أميركا من داخل أميركا وليس من العرب الضحايا سارع أوباما إلى محاولة إرضاء عدد من عائلات الضحايا اليمنيين وأرسل تعويضاً بقيمة مليون دولار، علماً أن عدد هؤلاء الضحايا يزيد على مئتين!؟ ومع ذلك لم تطلب حكومة اليمن ولم تسمح لغيرها بمطالبة أوباما بتحمل مسؤولية مقتل اليمنيين الأبرياء، وفي الباكستان اعترضت الحكومة مرات كثيرة على قصف الطائرات الأميركية بلا طيار لأهداف بحجة (ملاحقة رجال القاعدة) وقتلت أكثر من (1000) من الباكستانيين الأبرياء، وها هي آلة القتل نفسها هذه تنتقل إلى العراق بحجة قصف مجموعات داعش ولا أحد يجرؤ أو يدري ربما حتى الآن عن الإشارة إلى المدنيين الذين تقتلهم الطائرات الأميركية حين تقصف مجموعات داعش!؟
ويكشف أحد المعارضين الأميركيين لسياسة الطائرات بلا طيار أن أوباما سيسعى الآن إلى تكثيف غاراته على مجموعات "داعش" في العراق وقرب حدود العراق مع سورية لكي يدفعها إلى حشد مجموعاتها داخل الأراضي السورية المتاخمة للعراق لأنها تعرف أن الطائرات الأميركية لن تلاحقها طالما تتجه إلى عمليات الإرهاب ضد السوريين. والكل يعرف أن أوباما طلب من الحكومة العراقية حين سحب قوات الاحتلال الأميركية في العراق في عام 2011 الموافقة على بقاء آلاف كثيرة من قوات المارينز والموظفين في السفارة الأميركية في بغداد، ومنحهم الحصانة الدبلوماسية لمنع محاكمتهم من قبل العراقيين إذا ارتكبوا أي مخالفات على أرض العراق، لكن الحكومة برئاسة المالكي رفضت هذا الطلب فأغضبت أوباما، واليوم من سوف يحاكم الأميركيين الذين يتحكمون بحركة وقصف الطائرات بلا طيار التي ستتسبب بقتل العراقيين الأبرياء على غرار ما حدث في اليمن وباكستان!؟
إن التدخل العسكري الأميركي في العراق يعود مرة أخرى لقتل العراقيين بحجة محاربة الإرهاب وهو نفس المبرر الذي دفع الرئيس بوش الإبن إلى قتل أكثر من مليون من العراقيين وتدمير العراق عام (2003). إن عودة قوات أميركية تحت غطاء خبراء عسكريين لمساعدة العراق على محاربة "الإرهابيين" تحمل أهدافاً هي الأخطر على العراق منذ احتلاله عام 2003 لأن الجميع يعرف أن إيقاف الدعم المالي عن عشرات المنظمات المتطرفة التي نشأت من منظمة القاعدة وداعش هو الذي ينهي الإرهاب في العراق وفي سورية وفي كل مكان. والإدارة الأميركية تسمح لحلفاء محليين بدعم هذه المجموعات بالمال لكي تستعين بعض الدول بطائرات القتل الأميركية مثلما جرى في اليمن وباكستان ويجري في العراق.
المصدر: الوطن السورية


 

اخبار ذات صلة