القدس للأنباء
في خضم العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والمتواصل منذ أكثر من شهر، استراح اللاجئون الفلسطينيون عامة، وسكان مخيم عين الحلوة خاصة، من موجة الشائعات اليومية التي تحاك في الغرف السوداء. ويقوم بنشرها وترويجها بعض خفافيش الاعلام، ممن يتلقون تعليماتهم، من اجهزة مخابراتية لا مصلحة لها الا استمرار توتير الساحة اللبنانية، ومحاولة الزج بالفلسطينيين في اتون الصراعات الداخلية.
ورغم اشتداد سعير الفتن الدموية المتنقلة في غير ساحة بعيدة أو قريبة للبنان، ظل الفلسطينيون بمنأى عنها، يحصنون مخيماتهم بقناعة عامة تسود معظم أوساطهم الشعبية والفصائلية، بأن لا مصلحة لفلسطين: قضية وشعبا بما يجري من اقتتال اهلي هنا وحروب تدميرية تفتيتية هناك. ففلسطين التي تشكل وجهة المقاومين وبوصلة المجاهدين الدائمة هي الخاسر الاكبر من كل ما يجري.
فكل هذه الثوابت الواضحة والصريحة التي ترسخت قولا وفعلا داخل الساحة الفلسطينية، وجدت ترجماتها في عشرات البيانات والمذكرات التي وصلت الى معظم المراجع والاوساط السياسية والعسكرية والامنية ناهيك عن وسائل الاعلام اللبنانية على اختلاف انتماءاتها السياسية وتلاوينها الطائفية والمذهبية... وفي تشكيل القوة الامنية المشتركة بمخيم عين الحلوة من القوى والحركات والفصائل الفلسطينية على اختلاف انتماءاتها وتلاوينها، والتي ساهمت في تكريس أجواء الامن والاستقرار داخل المخيم، وبين المخيم والمحيط...
ورغم حالة الاستقرار السائدة، والهدوء الذي يخيم على عين الحلوة ومحيطة، ظل بعض خفافيش الاعلام ينعقون بنشر الاشاعات والاكاذيب بشان ظهور هذا "المطلوب" أو ذاك "المتواري" عن الاجهزة الامنية اللبنانية في بعض احياء عين الحلوة، الامر الذي يثير الكثير من التساؤلات حول مغزى بث هذه الاشاعات المفبركة في ظل اجواء الهدوء والاستقرار التي تسود في هذا المخيم الذي يعج بآلاف الساكنين الآمنين من لاجئين فلسطينيين ونازحين من سوريا...
علما ان مخيم عين الحلوة كغيره من المخيمات هو في الميزان الجغرافي لا يساوي حيا من أحياء اصغر مدينة في لبنان، وأن شوارعه الضيقة لا تخلو من المواطنين نهارا أو ليلا، خاصة في اجواء المناخ الصيفي القاسٍ الذي يزيده بؤساً انقطاع التيار الكهربائي والمياه وانسداد مسارب الهواء التي تجبر المواطنين المحرومين نعمة النوم على قضاء لياليهم أمام بيوتهم طلبا لرحمة الله...
فهاتوا يا خفافيش الاعلام ما عندكم من معلومات، لنتبين صحة مصادركم، ويظهر الخيط الاسود من الخيط الابيض، ولنسدر الستار لمرة اخيرة عن هذه الشائعات التي ملها المواطنون مثلما يئست منها صفحاتكم الصفراء...
ان المخيمات الفلسطينية عامة وعين الحلوة خاصة عصية على محاولات استدراجها وزجها في اتون الفتن الداخلية. وهي لن تشفي غليل الناعقين بالشائعات!
فعلى ما ومن، يستند الناعقون في فبركة شائعاتهم؟.. ولماذا يعجز هؤلاء عن تصوير هذا المطلوب أو ذاك المتواري رغم توفر الكاميرات في الشوارع وفي ايدي المواطنين جميعا ومن بينهم بعض الجواسيس والعسس؟..
وهل يعلم الناعقون بأن مخيم عين الحلوة، الذي تنهشه الشائعات بشكل يومي وغيره من المخيمات الجنوبية تحرسه حواجز الجيش اللبناني من كل جانب، ويخضع الداخلون اليه والخارجون منه الى اجراءات امنية لا تتوقف عند اشهار الهوية والتسجيل فحسب وانما تشمل التصوير والتفتيش الدقيق للمركبة من الداخل والخارج؟
إن خفافيش الاعلام يعلمون اكثر من غيرهم ان المخيمات لا تشكل بيئة حاضنة لاية جماعات تستهدف المس بامن واستقرار لبنان.
فهل توقفون حملاتكم؟