من الظلم تولد المعاناة ومن المعاناة يولد الالم ومن الالم ينطلق الامل، ومن غزة تنطلق الصواريخ وتحوم طائرة استطلاع غزيه فوق الاراضي الفلسطينية.
هذا هو ملخص الحكاية فمن غزة كانت البداية واشعلت لنا كل الحكايا، بعد ان كنا فقدنا الامال ووضعنا الرؤوس في الرمال، وكنا نعيش الاحلام ونحن لانعرف ان كنا صاحيين ام نائمين.
فغزة جعلت احلام يقظتنا حقيقة... فاحلموا في القدس ايضا وتاملوا فان الامل الذي ولَد من معاناة غزة صواريخ قادر على ان يوَلد من القدس ارادة لا تلين، وكيف لا والقدس ارض التحرير ومهوى القادة الابطال كصلاح الدين.
من يخسرك يا غزة العزة فهو الخاسر الاكبر! اما انت فلن تخسري، فكل خساراتك ربح «الشهادة ربح» والحياة ربح، والكرامة ربح، والشجاعة ربح، الصبر ربح، وصواريخك جوائز نصفق لك الفوز بها واعتبري طائرتك التي غزتهم في غزوة رمضان المبارك وفي قيض تموز هدية منك لهم فلا باس ان نهدي الاعداء ليعترفوا بهدايانا وبعدها يفزع لهم وليس لكِ من نكروا انفسهم وتخلوا عن ذاتهم لاجلهم وليس لاجلك.
احب القدس واعشق الخليل، لكن اعذروني فانا الان لا اطيق غيرها، «فغزة» هي جنوني حتى يكتمل النصر وهو قادم لا محالة. فاهلها الغزيون تقدسهم ارض فلسطين... وفيها خالفت الطبيعة نفسها. «ففلسطين والشهادة ولادة متبادله» وبالتحديد فغزة والشهادة ولادة متبادلة، فمن الشهادة تاتي الحياة. فلا ولادة من غير دم .
اقول لكم استبشروا بالظلم خيرا ففلسطين سيأتيها الخير انشاء الله وقريبا، فالظالم سيجني بارادة وعزيمة المظلوم ما جنته يداه، والمحتل سينتهي ولن يدوم. فبالاصرار والعزيمة يصنع لنا ابطال غزة ما عجزت عنه كل الاجيال. فجيلك ياغزة الان هو جيل الامل والمستقبل الذي انتظرناه، فمدي ذراعيك للقدس والخليل وَثوري معك كل فلسطين بما فيها الجليل.
لم تنتظر غزة المحاصرة منكم ومنهم لتمدوها بالعزيمة. فها هي وحصارها تقدم لكم نموذجا لن ينساه الاعداء حتى لو انتم وانتم من اهلها نسيتموه .
كان بامكانها ان تتخلى وتعيش برخاء مع الاعداء، «بعضكم يحلم به» ولكنها غزة الابية التي تابى ان تكون مع الدنية، فهي تقول لكم الموت ولا الدنية والموت ولا بيع القضية.
اعملوا انتم ما يحلوا لكم، فغزة هي التي تعمل فقط ما يحلو لنا، وستلحقون بها من غير عزيمتكم. فهي وجدت على الارض الاردنية والعربية اهلا امدوها بعزيمة الصبر والثبات لتعلمنا كيف سنبدا من الان، كيف لنا ان نعيش بحرية
المصدر: الدستور الاردنية