قائمة الموقع

عين الحلوة: رمضان يراوح بين هشاشة الأمن والفقر المدقع!

2014-07-03T07:31:14+03:00

 القدس للأنباء - خاص
يعاند أبناء مخيم عين الحلوة، هواجس الخوف والقلق بعد سلسلة من عمليات الاغتيال والحوادث الأمنية، التي أرقتهم نهارا وقضت مضاجعهم ليلا، وبإصرار على الطاعة والعبادة يستقبلون شهر رمضان المبارك بالفرح، بعيداً عن الفقر والبؤس والجيوب الفارغة والأفواه الجائعة والبطون الخاوية بانتظار الغد الأفضل.

وقد ساهم باستقبال شهر رمضان الفضيل باطمئنان، الهدوء الأمني الذي سبقه، فضلاً عن الحراك الشعبي والشبابي ولجنة تجار سوق عين الحلوة، التي أضاءت الأنوار وزينته، وأعلنت عن فتح المحال التجارية ليلاً، في خطوة غير مسبوقة، أرست الكثير من الارتياح في نفوس أبناء المخيم، الذين كانوا يلازمون منازلهم عند ساعات الليل الأولى، خوفًا من توتير أمني أو عملية اغتيال.
غير أن مسحراتي رمضان، لم يحضر في المخيم بعد، غاب صوته عنوة، خوفًا من التجوال ليلا، واستعيض عنه بالمنبهات الحديثة، لكن أبناء المخيم ما زالوا يحافظون على عادات وتقاليد قديمة، تؤكد على الترابط الاجتماعي في ظل التفكك المدني، إذ يقومون بتبادل صحون الطعام بين الأهل والجيران، فتتحول المائدة إلى "وليمة" مشكلة الأصناف، "يتربع" فيها التمر وشراب الجلاب، وصحن الفتوش، والشوربة، وسواهم من طعام رمضان الخاص.

منغصات في رمضان
ويؤكد علي حسين، أن الناس ما زالت تنظر إلى رمضان على أنه شهر الرحمة والخير، فهم يتبادلون الطعام والشراب في أيامه ولياليه، ويواظبون على الصلاة في المساجد كل فرض، ويصلون التراويح ليلا، غير أن فقدان الأمن والاستقرار بشكل دائم ينغص عليهم، فالوضع بات الآن أفضل من أشهر سابقة، كنا لا نجرؤ فيها على الخروج من المنازل لصلاة المغرب في المسجد.
كما ينغص على أبناء المخيم صيامهم الفقر المدقع، إذ تشير الاحصاءات الفلسطينية المختلفة الى أن نسبة البطالة وصلت إلى حدها الأقصى ولامست 70%، فيما الذين يعملون يتقاضون الحد الأدنى للأجور، ويتراوح بين 350 ـ 400 ألف ليرة لبنانية، دون أي ضمان صحي أو إجتماعي، أو تعويض نهاية الخدمة، وغالبيتهم يعملون مياومين أو في مواسم معينة فقط، ما يجعلهم عاجزين عن تأمين كل احتياجات رمضان الكريم.

أيام عجاف
ويقول الحاج علي قاسم من بلدة طيطبا، وهو رب أسرة مؤلفة من خمسة أولاد وبنات: "إنها أيام عجاف، في إشارة إلى عدم قدرة الناس على شراء كل احتياجاتهم الرمضانية، في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة"، مضيفا: "لقد نسينا الكماليات، وبتنا بشق النفس نؤمن الضروريات".
غير غصة الأمن ووجع الفقر المدقع، فإن عجلة البيع في سوق الخضار، وسط المخيم الذي يعتبر "باروميتر" أوضاع الناس، تدور بنشاط مضطرد، وإن كانت متثاقلة بسبب إرتفاع الأسعار والغلاء، وانعدام القدرة على تأمين احتياجات رمضان، من لحوم وحلوى، وقبلها انعدام فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة، كلها عوامل جعلت من السوق "حركة بلا بركة"، يرسم "بانوراما" المعاناة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات، منذ 66 عاماً، حيث يعانون من الفقر المدقع، في ظل حرمانهم من الحقوق المدنية والاجتماعية والمدنية.

ضنك العيش
ويتساءل أبو علي الخطيب من بلدة رأس الأحمر بحرقة: "هل كتب على الفلسطيني الشقاء والحزن طوال العمر، وأن لا يدخل إلى منزله الفرح أبداً؟!!".. في إشارة إلى ضنك العيش وعدم قدرة الناس على شراء ما تحتاج إليه في رمضان، قبل أن يضيف "رغم ذلك نصر على الفرح ورسم ألوان الحياة إلى أن تتحقق العودة عندها يكون فطرنا وعيدنا الحقيقي".

اخبار ذات صلة