قائمة الموقع

تداعيات خطف "الإسرائيليين" فلسطينيًا وإسرائيليَا

2014-06-20T09:34:14+03:00

القدس للأنباء- خاص


كسرت أخبار خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل الخميس الماضي، صمتًا مذهلاً في الضفة الغربية التي عانت من ركود المقاومة الفلسطينية على مدى سنوات.
 
لقد ظن الناس أن الضفة قد مات فيها نفَس المقاومة، وأنها أصبحت مجرد مرتع وملعب للجيش "الإسرائيلي" والمستوطنين، إلا أن جاءت عملية خطف الجنود التي أحدثت ضربة قوية هزت النفوس وأيقظت المشاعر والأحاسيس الوطنية، وبثت في الناس آمالاً جديدة تمزج حب الوطن بمتطلبات التضحية والفداء.
كانت عملية الخطف حيوية في ما يتعلق بإيقاظ الضمير الوطني لدى العديد من الناس، والشعب ما زال بحاجة إلى هزات أخرى لكي ينفض عن نفسه الغبار المتراكم عبر السنين.
 
ففي حين إنتقد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس منفذي عملية الخليل، وأكد أنه سينسِّق مع الكيان "الإسرائيلي"، من أجل إطلاق سراح المستوطنين، وأن من قام بخطف المستوطنين يريد أن يدمر السلطة، بالمقابل باركة حركات المقاومة العملية، باعتبارها السبيل الوحيد لتحرير الأسرى من سجون العدو، ولا سيَما أن خطف "إسرائيليين" يبعث الأمل لدى الفلسطينيين عمومًا، ولدى المضربين خصوصًا.
 
بالمقابل، تقوم "إسرائيل" بإجراءات قاسية وهمجية ضد الناس في الضفة الغربية وقطاع غزة، بدأتها بحملة مداهمات لمنازل في مدينة الخليل وبعض البلدات المجاورة لها، وتدميرها وتخريبها، كما قامت أيضًا باعتقال عناصر من حماس وأعضاء من المجلس التشريعي.
 
ولا تزال تتخبط "إسرائيل" في أقوالها وأفعالها،  إذ أنها حتى الآن لم تحصل على طرف خيط من المعلومات يمكن أن تبني عليه، فقادتها يصرحون دون رصيد معرفي،  فنتنياهو يعلن أن الخاطف هو "حماس" دون أن يملك معلومة، لا هو ولا غيره من القادة الأمنيين، رغم حملات الاعتقال الواسعة التي تشنها ليل نهار، بهدف الوصول أو حل لغز المختطفين الثلاثة، ما أقلق الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية" ووضعها في حيرة من أمرها.
 
فالعملية عبارة عن إهانة كبيرة لأجهزة الأمن "الإسرائيلية" وللجيش، لقد أصيبت المخابرات "الإسرائيلية" بضربة قاسية أثبتت أنها ليست أخطبوطًا ومن الممكن الالتفاف على كل إجراءاتها وأساليبها، إذا توافر العقل الفلسطيني العلمي المدبر.
لقد أصيبت هيبة الجيش "الإسرائيلي"، وستلقى "إسرائيل" هزيمة كبيرة ، إذا فشلت في العثور على الأسرى واضطرت في النهاية إلى القبول بتبادل الأسرى.
 
وقد مرت عدة أيام منذ الاختطاف، ولا يوجد مؤشر على أن "إسرائيل" قد اهتدت إلى طرف خيط تبني عليه، ما يشير إلى أن العملية محكمة، وأن الخاطفين قد تدبروا أمرهم جيدًا في إخفاء المأسورين، ولو لم يكونوا قد تدبروا أمرهم لقتلوا المأسورين وتخلصوا من عبء الاحتفاظ بهم.
 
في المحصلة، فإن الشعب الفلسطيني شعر بالقوة عقب الإعلان عن عملية الاختطاف حتى لو لم يكن متيقنًا من الجهة الخاطفة، وقد تعرض للكثير من الأذى والحصار حتى لم يعد قادرًا على التجوال في الطرقات العامة بالضفة، وأصبحت الطرقات مسرحًا للمستوطنين.
 
لقد تمادى "الإسرائيليون" في عدوانهم على الناس والأقصى، دون أن يكون الفلسطينيون قادرين على الرد أو الانتقام، هذه العملية بعثت نوعًا من الروح لدى الفلسطينيين، وستبعث الروح جليًا إذا تأكد للناس أن الخاطفين فلسطينيون، وسيدفع الفلسطينيون ثمنًا بسبب الاعتداءات "الإسرائيلية" المترتبة، لكنهم على استعداد للتحمل من أجل كرامتهم وعزتهم.
 

اخبار ذات صلة