القدس للأنباء – وكالات
أكد محللون وخبراء في الشأن (الإسرائيلي) أن جيش الاحتلال ينتهج قصف قطاع غزة كوسيلة للهروب من مواجهة الرأي العام الداخلي الناقم من فشل أجهزته الأمنية في منع العمليات "الفدائية" وإطلاق الصواريخ, معتبرين أن قصف القطاع يمثل الحل الأخف ضررا من تنفيذ عملية محدودة في غزة قد تكون وخيمة العواقب.
وأجمع المحللون والخبراء على سعي حكومة الاحتلال استفزاز المقاومة في غزة لتوليد ردة فعل تخولها توسيع عملياتها الهادفة إلى تخريب اتفاق المصالحة الفلسطينية, مشيدين بالأداء التكتيكي العالي للمقاومة الفلسطينية وحفاظها على أعلى درجات ضبط النفس والمهنية في التعامل مع استفزازات الاحتلال .
وكانت الطائرات الحربية (الإسرائيلية) قد كثفت غاراتها الجوية على قطاع غزة منذ الإعلان عن اختفاء ثلاثة من المستوطنين بالقرب من مدينة الخليل , حيث استهدفت الغارات التي شملت كافة مناطق قطاع غزة مواقع عسكرية للمقاومة وأراضي زراعية خالية، مما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجراح .
مجرد ذريعة
واعتبر المحلل السياسي طلال عوكل أن الحكومة (الإسرائيلية) حاولت اتخاذ عملية الخليل كستار وذريعة من أجل تنفيذ مخططات مبيتة أبرزها ضرب المصالحة الوطنية الفلسطينية , مضيفا :" فشلت (اسرائيل) في تحقيق هدفها من خلال هذه الذريعة كون الاستيطان برمته عملية مخالفة للقانون الدولي ولم تحظ بردود الفعل الإقليمية التي كانت تنتظرها الأمر الذي دفعها لتوسيع ردها من أجل خلق حالة من الرد المتبادل ".
وبين عوكل أن القصف المتكرر على قطاع غزة حال وقوع أي عمل سواء بالضفة أو غزة أو الداخل المحتل يجسد الفشل الأمني, مستبعدا إقدام جيش الاحتلال على فتح جبهة لحرب برية داخل قطاع غزة والاكتفاء بالقصف فقط .
وأوضح أن قصف غزة بات ورقة محروقة في الشارع الصهيوني ولا يُحدث الأثر المرجو منها , مشيراً إلى أن عمليات القصف لم تتوقف قبل عملية الخليل ولن تتوقف حتى في حال العثور على المستوطنين المختفين ".
استجداء معلوماتي
بدوره ووصف المحلل السياسي هاني البسوس عمليات القصف المتكررة لقطاع غزة بـ"الحيلة الواهية" من أجل دفع فصائل المقاومة للتصريح بأي معلومات حول عملية الخليل تسهل عمل الشاباك , مردفا :" (إسرائيل) تتعامل مع قطاع غزة على أنه بؤرة المقاومة وهي المسئولة عن أي عملية تستهدف الكيان , بالإضافة إلى سعيها الدائم لزعزعة الاستقرار في غزة ".
وحذر البسوس من محاولات صهيونية حثيثة لفصل قطاع غزة والأحداث الجارية فيه عن بقية الوطن من خلال إشعال جبهة الضفة وتشتيت الفلسطينيين بين جبهات متعددة , مشددا على تعمد الكيان تكرار قصف القطاع فور أي عملية من أجل امتصاص غضب الشارع العبري .
تحت النار
بدوره , شدد الخبير في الشأن الصهيوني وليد المدلل على وجود رسائل عديدة ترغب الحكومة الصهيونية في إيصالها من خلال استهداف القطاع وفي طليعتها إشعار الفلسطينيين بأنهم تحت النار في أي لحظة والتصوير بأن الجيش يقوم بعمليات عديدة وواسعة للحفاظ على أمن (إسرائيل) , مضيفا :" قصف القطاع يندرج في سياق حالة الصراع المكشوف والعلني بين الفلسطينيين والصهاينة, وهو لم يتوقف ولكنه يأخذ صورة متفاوتة من حين إلى أخر حسب تطورات الأوضاع ".
وأوضح المدلل أن الحكومة الصهيونية تنظر إلى قصف القطاع على أنه الحل الأقل ضرراً من تنفيذ عملية عسكرية قد تعود بنتائج عكسية وخيمة على الكيان , مبينا أن القصف يأخذ أهدافا إعلامية وسياسية بحتة .
واعتبر الخبير في الشأن الصهيوني أن انتشار دعوات إرهابية من قبل متطرفين وجماعات صهيونية متطرفة مثل " تدفيع الثمن" تنذر بإمكانية تنفيذ أعمال عدوانية خلال الأيام القادمة من قبل عصابات المستوطنين بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية , معقبا :" هناك أكثر من 30 جماعة مسلحة متطرفة تطلق دعوات لمهاجمة الفلسطينيين وهي مدعومة من أعضاء في الكنيست وتنفذ أعمالها بحماية من جيش الاحتلال وتحظى بدعم مالي وسياسي من الحكومة ".