قائمة الموقع

الأسرى المضربون.. واقع ومأساة.. وفعاليات دون جدوى

2014-06-19T18:58:10+03:00

القدس للأنباء - خاص

لا تزال السجون الصهيونية مكتظةً بآلاف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، التي ما فتئت سلطاتها تستحضر العشرات منهم يوميًا، للإقامة الجبرية لديها لساعات، لأيام أو لسنوات.. أو ليقضيَ ما تبقّى من عمرهِ لديها.


لا يكاد يمر شهر إلاّ وتستقبلُ فيه السجون المئات إن لم نقلِ الآلاف، يخرج منهم جزء لا بأسَ به، ويبقى جزء بهِ بأسٌ شديد، خمسة آلاف أسير فلسطيني يقبعون داخل السجون، يقابلهم تغول صهيوني لا يمت للإنسانية بصلة، ومجتمع دولي صامت، وألسنة فضلت العمل بـ "خير الكلام ما قل ودل"، وعيون فضلت التنحي نحو زوايا فارغة، علمًا أنه ما من ركن أو زاويةٍ إلا روتها دموع ودماء أسير، ولونتها معاناة ومأساة معتقل.

لم يترك لهم المجتمع الدولي الصامت، ولا الحكومات العربية المتقاعسة، سبيلاً غير الإضراب بالأمعاء الخاوية، الأمعاء التي أصبحت بندقية المحارب خلف القضبان الحديدية، بدأت ثورتهم منذ ثلاثة أعوام، فجرها القيادي بالجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان، لتضم اليوم عشرات الأسرى المضربين، احتجاجًا على اعتقالهم الإداري.


وينضم إليهم عشرات الأسرى بين الفينة والأخرى، ممن يعيشون المأساة ذاتها، ويذوقون مرارة عذاب السجان ذاته، ليثبتوا أن قهر السجان زائل، وأن الحرية قادمة لا محالة.
جميعهم نجحوا وانتصروا على جلادهم، فصنعوا من ضعفهم قوة كسروا بها هيبة الكيان، وقيدًا يدمي معصمهم، وأهانوا – بقلة حيلتهم – كرامة سجان يفخر بتعذيبهم. ثورة تنتفض لتؤكد أن الفلسطينيين رغم قلة حيلتهم وحصارهم، ورغم بقائهم خلف القضبان، إلا أنهم لا يزالون أقوى من تغول سجانهم.


المعضلة أن فعاليات المؤسسات والفصائل والجمعيات لم تكن كافية، ولم تعد تجدي نفعًا لـ"روتينيتها"، لأنها تقتصر على الحملات الإلكترونية البسيطة، والمسيرات التضامنية، واللقاءات والندوات السياسية، وهذا كله لا يصنعُ نصرًا، إلا أنه حافزًا، لأن الكيان الصهيوني، الذي صمَّ آذانه عن المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية، لن ينصت لصوت ناشطين أو سياسين، ولن يرتدع بتضامنهم، ولن يكترث لصراخهم.


لا حل لقضية الأسرى سياسيًا، لأن المفاوضات العقيمة ضاعفت أعدادهم، ولأن الفعاليات تقتصر على التضامن فقط دون نتيجة، فالحل هو بأسر الجنود الصهاينة ومبادلتهم بآلاف الأسرى، على غرار عملية أسر "شاليط"، والمستوطنين الثلاثة المفقودين حتى الآن.


أسرى ينتظرون الحرية، وأهل يذوقون مرارة البعد عنهم، ومجتمع لا يكترث لحالهم، واحتلال يتغول في تعذيبهم، وفعالياتٌ لا تسمن ولا تغني من جوع، واقع حالك ينتظر نور الحرية، وشمسًا تحطم القيود...
 

اخبار ذات صلة