قائمة الموقع

خبراء: القدس لن تعود إلا بتفعيل خيار المقاومة

2014-06-08T08:38:15+03:00

سبعة وأربعون عاماً على سقوط مدينة القدس كاملة، ولا يزال الاحتلال الصهيوني يواصل تنفيذ مخططاته بصورة مستمرة و متسارعة  لتهويدها وتحويلها إلى مدينة يطغى عليها الطابع اليهودي، من خلال استحداث معالم غريبة عن المدينة وتوطين المزيد من المستوطنين المتطرفين فيها، وتهجير المقدسيين وطردهم من بيوتهم وأراضيهم، وأخيراً منع  أهالي القدس خط الدفاع الأول والأخير  من دخول المسجد الأقصى للصلاة فيه، فيما  يسمح للجماعات الصهيونية  تحت حماية الشرطة الصهيونية بدخولها لأداء صلواتهم  "التلمودية"، بينما الأمة العربية والإسلامية تغط في ثُبات عميق ، ولا يسمع  منها إلا أصوات الشجب والاستنكار.


القدس تنتظر ..!!


الخبير الفلسطيني المختص بشئون عمارة المسجد الأقصى وشئون القدس المهندس جمال عمرو، أكد أن مدينة القدس تعيش كارثة متكاملة الجوانب والأشكال، ولم يعد فيها أي شيء صالح للحياة يمكن التعويل أو البناء عليه، واصفاً الحالة التي تعيش القدس اليوم في ظل تفشي البطالة بين الشباب المقدسي، وانهيار التعليم والصحة وتدهور الوضع الاقتصادي بـــ " الموت السريري"، وأنها ــ تنتظر إعلان وفاتها عبر وسائل الإعلام في لحظة ـــ على حد وصفه.


وقال عمرو :" الصهيونية العالمية أعطت الأمة الإسلامية نحو خمسون عاماً  من الوقت والفرصة كي يفكروا ولم يفكروا، وكي يتحركوا ولم يتحركوا، حتى سقط أكثر من 80% من مدينة القدس عام 48 على يد العصابات الصهيونية، ثم جاءت النكسة عام 1967 وسقطت كل المدينة بقبضة الاحتلال"، مشيراً إلى أن  الحملة الصهيونية بحق مدينة القدس والتي بدأت منذ عقد المؤتمر اليهودي الأول في بازل بسويسرا عام 1897 م حتى الآن، لم تتوقف للحظة، وأنها تسير بخطوات متسارعة  نحو إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
 
وتابع حديثه قائلاً :"  الاحتلال الصهيوني لم يكتف بسقوط المدينة كاملة تحت قبضته، بل واصل  مخططاته وعدوانه بكل قوة لتغيير معالمها الإسلامية، حتى جاءت اتفاقية "أوسلو" التي استطاع من خلالها الصهاينة استدراج المفاوض الفلسطيني لكارثة ثالثة بحق تلك المدينة المقدسة، بموجبها رفع الاحتلال القدس لرقم واحد لديه وجعلها ضمن أهم أولوياته، فيما جعلها المفاوض الفلسطيني رقم صفر تأتي بعد مسألة المياه والمعابر، وبطاقات الـ v.i.p, و ...الخ "، مبيناً أن مدينة القدس منذ بدء المشروع الصهيوني على ارض فلسطين تعيش معركة محتدمة و لم تهنأ لمرة واحدة بالراحة والسكون أو حتى فترة استراحة محارب، كما في الضفة الغربية والقطاع، حتى وصل معدل الاعتداء على المسجد الأقصى وحده نحو (3200) اعتداء وصل حد المجازر.
 
ونوه عمرو إلى أن من يقود معركة الدفاع عن القدس اليوم  النساء المقدسيات متسلحات بكلمة "الله أكبر" التي تصيب جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه بالذعر والخوف، حيث أن معظم الشباب المقدسي معتقل في سجون الاحتلال، مشدداً على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية على كل ارض فلسطين لإبقاء جذوة الصراع مشتعلة مع العدو الصهيونية، طالما أن الأمتين الإسلامية والعربية متقاعستين عن أداء فريضة تحرير فلسطين بما فيها القدس وكل المقدسات الإسلامية.  
 
تفعيل المقاومة


أما الخبير في الشأن الفلسطيني، المحلل السياسي د. عبد الستار قاسم، فوافق المهندس جمال عمرو على ضرورة تفعيل دور المقاومة بكل وسائلها داخل مدينة القدس وكل فلسطين، مؤكداً أن الأمتين العربية والإسلامية عملت ما يلزم  وما يتوجب من اجل تمكين الكيان الصهيوني من أرضنا ومقدساتنا.
 
وقال الخبير في الشأن الفلسطيني :" الصهاينة يدركون جيداً أن القدس لها خصوصية الخصوصية وأنها جوهر الصراع معهم.. لهذا هم وضعوا كل ثقلهم للسيطرة على هذه المدينة وتغيير معالمها ومحو كل ما من شأنه ان يدل على إسلاميتها، حتى المسجد الأقصى بات مهدد بالانهيار في أي لحظة بعد أن اكتملت أعمال الحفريات تحته منذ زمن ".
 
 واستطرد قائلاً :" أما نحن فكل الذي قدمناه لمدينة القدس منذ احتلاله الجزئي عام 48 والكلي عام 67 فقاعات إعلامية وجعجعة فارغة من المضمون والمحتوى، فيما الصهيونية هي الآن الحاكمة والآمرة والمسيطرة على المنطقة برمتها وتفعل ما يحلوا لها دون خوف أو وجل ..".
 
وطالب قاسم الذين يذرفون الدموع من الزعماء العرب والمسلمين  كذباً وافتراءاً على مدينة القدس، بحبس دموعهم والاحتفاظ بها لأنفسهم، لأنها لم تعد تجدي نفعاً أمام الواقع المؤلم والمحزن الذي تعيشه مدينة القدس بكل ما فيها اليوم.
 
وحول ما هو المطلوب إزاء ما يحدث؟، أجاب قاسم :" لم نكن عبر التاريخ كمسلمين وعرب تائهين كما نحن اليوم، الحقيقة مؤلمة جداً. وتشير إلى أننا فقدنا على مدار 100 عام مضت، أي منذ المؤتمر اليهودي الأول عام 1897 حتى الآن البوصلة"، مشدداً على ضرورة استعادة البوصلة وذلك بالتخلي عن كل مشاريع التسوية التي لم يجني منها شعبنا سوى مزيد من الضياع، إلى جانب استعادة وحدتنا الداخلية وتوحيد كافة الجهود نحو القدس، وتعزيز خيار المقاومة، خاتماً بالقول :" ما أخذ بالقوة والقتل والدمار والمجازر لن يسترد إلا بقوة المقاومة وبسالة أبنائها الذين ينتظرون من أمتهم الدعم والمساندة لتحقيق النصر ".   


المصدر: سرايا القدس
 

اخبار ذات صلة