انغرست ثقافة المقاومة في قلوب وعقول أطفال جنين، الذين لم يتسن لهم العيش بحرية كباقي أطفال العالم بفعل الإجرام الصهيوني المتواصل بحقهم وبحق كافة أبناء الشعب الفلسطيني على مدار السنوات الطويلة الماضية "، بهذه الكلمات بدأ المواطن يحيى السعدي (25 عاماً) حديثه عن أطفال مخيم جنين وأطفال فلسطين.
وأضاف السعدي:"نحن نربي أولادنا على محاربة العدو ليكونوا الجيل القادم للدفاع عن مخيم جنين وفلسطين، وليكون الجيل القادر على حمل البنادق ضد من سلب الأرض وقتل البشر، ونحن نفتخر بذلك لأنه لم يتوانى بسفك دماء الكبار والصغار"، مشيراً إلى أن مخيم جنين شهد العديد من المجازر والقتل، وأبناؤنا قادرون على التمسك بنهج المقاومة وعدم نسيان شهداءهم.
وأشار السعدي إلى أن الشعب الفلسطيني بأبنائه هم من سيحملون شعلة المقاومة، ليشعلوا ثورة جديدة من الصراع مع العدو الصهيوني، مؤكداً أن حمل الأطفال الأسلحة البلاستيكية تعكس ثقافة المضي على نهج الشهادة ومقاومة المحتل .
وكانت القناة الثانية في تلفزيون الاحتلال، قد نشرت تقريراً حول مخيم جنين بعنوان "أطفال الجهاد هم الجيل القادم للمسلحين الفلسطينيين في جنين".
وعلقت القناة على هذا التقرير قائلة: "أطفال يحملون بنادق بلاستيكية ، هذا هو المنظر الذي استقبل الفلسطينيين بمخيم جنين الاسبوع الماضي، وإن طموح هؤلاء الأطفال أن يتحولوا إلى نشطاء مقاومة عندما يكبرون لمواجهة الاحتلال" .
حب الوطن
بدوره، قال المواطن أبو أحمد (34 عاماً) من مخيم جنين: " لابد على كل أب فلسطيني أن يربي أبناءه على أمجاد المقاومة، لأن هذا الشعب محتل منذ فترة طويلة، ونحن لا نرد وطننا المسلوب إلا عبر القوة، فما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة".
وأضاف أبو أحمد: "أطفالنا لن نعلمهم على العنف بل نعلمهم على كراهية الاحتلال وحب الوطن، من خلال تربيتهم على المقاومة والجهاد، لنعتمد عليهم جنوداً وليس أطفالاً، لمحاربة المحتل الذي احتل الأرض ، وما زال يمارس كافة الأساليب الهمجية بحق الشعب الفلسطيني ".
وأشار إلى أن الاحتلال بات متخوفاً من هذه الأجيال الصاعدة ، منوهاً إلى أن التقارير الصهيونية التي نُشرت عبر وسائله الإعلامية تحاول تشويه صورة أطفال فلسطين، تصورهم على أنهم أطفال يتربون على العنف منذ صغرهم.
يولد حقد
من جانبه، أوضح أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى د. درداح الشاعر أن الأسباب التي دفعت الأطفال لحمل أسلحة وبنادق بلاستيكية، معايشتهم عمليات الاجتياح المتكررة لقرى ومدن فلسطين ومخيم جنين على وجه الخصوص، مشيراً إلى أن حمل الأطفال للسلاح وهم في سن مبكر يجعل الجيل القادم يعمل على حماية جنين من الاحتلال الصهيوني والدفاع عن أرضه.
وقال الشاعر: "إن التقارير الصهيونية التي تُنشر عبر وسائله الإعلامية تشوه من صورة الأطفال الفلسطينيين، وأن ذويهم يعلِّمونهم العنف، لكن صورة الاحتلال خاطئة والمواطن يربي أطفاله على المقاومة والجهاد"، مشدداً على أن المقاومة ليست من أنواع العنف.
وأشار إلى أن الاحتلال يؤثر في نفسية الأطفال بارتكابه الكثير من المجازر أمام أنظارهم، وهذا يولد حقداً لدى الطفل الفلسطيني للانتقام من الاحتلال في المستقبل، لافتا إلى أن حمل الطفل للسلاح مرتبط بوجود المحتل على أرضه، وفي حال دحر الاحتلال من فلسطين لا يعود السلوك قائماً في حياة الأطفال.
المصدر: الاستقلال