القدس للأنباء- وكالات
رغم اختلاف المشاهد إلا أن كواليس الصور واحدة، فهكذا هو حال أهالي الأسرى في الضفة الغربية المحتلة، لحظة أمل تارة وخيبة تارة أخرى، فلم يدرك أهل الأسير سعيد محمود نخلة (54عاماً)، القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" بالضفة المحتلة، ويقطن بمخيم الجلزون قضاء مدينة رام الله، الصدمة بعدما قررت المحكمة الصهيونية تجديد الاعتقال الإداري له للمرة الثالثة على التوالي لستة أشهر إضافية قبل موعد الإفراج عنه بأيام، لتسلب فرحتهم وتعكر صفوهم بعد أن فرحوا بقرب الإفراج عنه بعد قضائه مدة عام في السجن بشكل إداري، بذريعة وجود ملف سري ضده.
وقالت زوجة الأسير نخلة: "تفاجأت أنا وأبنائي بخبر تجديد الاعتقال الإداري لزوجي، بعدما أنهي أخر تجديد له، فوقع هذا الخبر علينا كالصاعقة، خصوصا بعد استعدادنا التام لاستقباله، لإتمام مراسم زفاف إبنتي الذي تم تحديد موعده بناء على تاريخ الإفراج عن والدها".
وتابعت: "على الرغم من حجم المعاناة التي نتكبدها نتيجة تجديد الاعتقال الإداري، إلا أن السبيل الوحيد لنا هو الصبر على فراقه وانتظاره ليشرق فجر حريته لينير بيتا المعتم من جديد بقدومه".
أمراض مختلفة
أوضحت أن زوجها يعاني من عدة أمراض منها: الذبحة الصدرية، الضغط والسكري، بالإضافة إلى آلام شديدة بالمفاصل بحكم كبر سنة، مشيرةً إلى أن أخر زيارة له أخبرهم بأنه من المحتمل الإفراج عنه في 29 من الشهر الجاري.
ووصفت لحظة اعتقال زوجها بالعنجهية قائلةً: "فجرت قوات الاحتلال باب المنزل وأطلقت الرصاص والقنابل في داخل البيت واعتدوا على أبنائي وكسروا محتويات البيت"، معتبرة ذلك محاولة اختطاف وليس اعتقالاً.
وأضافت:"ما يزيد من حجم معاناتنا أنني أفتقد زوجي أنا وأبنائي دوماً، لعدم وجوده إلى جانبنا، في أي مناسبة للعائلة سواء كانت أفراحاً أو أتراحاً، لكن هذا قدرنا ونحمد الله عليه".
العمل الجاد
وناشدت زوجة الأسير، المؤسسات الحقوقية والقائمين على شؤون الأسرى بضرورة العمل الجاد من أجل الإفراج عن جميع المعتقلين في سجون الاحتلال، وأن تكون خطواتهم فعلية حتى يتم لمس ذلك على أرض الواقع، داعية فصائل المقاومة إلى ضرورة التحرك من أجل الأسرى فأعمارهم تمضي وهم غائبون عن أهاليهم والأمراض تنهش أجسادهم.
وكان الشيخ سعيد قد أمضى في سجون العدو ما يزيد عن ثلاثة عشر عاماً، حيث تعرض للاعتقال 5 مرات بتهمة قيادته في حركة الجهاد الإسلامي، كذلك تعرض للاعتقال السياسي على أيدي عناصر سلطة الحكم الذاتي أكثر من مرة، لذات التهمة.
جدير بالذكر، أن الشيخ سعيد نخلة، أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي بالضفة المحتلة، من مواليد العام 1958م، وهو متزوج ولديه خمسة أبناء، وكانت سلطات العدو قد قامت باعتقاله بتاريخ 29/05/2013م، وتم تحويله للاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، وما أن انتهت حتى جددت له المحكمة الصهيونية أمر الاعتقال الإداري، وكان من المفترض أن يتم الإفراج عنه بتاريخ 29/05/2014م، إلا أن المحكمة الصهيونية أصدرت أمر تجديد اعتقاله الإداري للمرة الثالثة على التوالي.
ويقبع في سجون العدو أكثر من مائتي أسير في الاعتقال الإداري، يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام لليوم "35" على التوالي، معظمهم أسرى محررون ونواب في المجلس التشريعي ونشطاء في مجال الأسرى.