القدس للأنباء - بيروت
عقد "مؤتمر أدب المقاومة ومواجهة الحرب الناعمة"، الذي افتتحت فعالياته أمس الإثنين، في قصر اليونيسكو في بيروت، في إطار يوم العودة برعاية رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين، وبدعوة من مسيرة العودة إلى فلسطين، وجمعية القدس الثقافية، وجمعية نساء من أجل القدس، والمنظمات الشبابية اللبنانية، والملتقى الثقافي الجامعي .بحضور ممثلي الفصائل الفلسطينية والاحزاب اللبنانية ونخبة من المثقفين والاكاديميين والطلاب الجامعيين.
بدأت الجلسة الأفتتاحية للمؤتمر، بكلمة رئيس الجامعة، ألقتها بالنيابة عنه، عميدة كلية الآداب والعلوم الأنسانية في الجامعة، حذرت فيها من خطورة الحرب الناعمة في كي الوعي المقاوم الجمعي، خاصة أنها حرب ممنهجة تتم وفق خطط ودراسات وأهداف ماكرة وبتمويل من مراكز صهيوأمريكية، تهدف إلى شطب قيم الأصالة، ومحو الهوية الوطنية، وفق خطط عمل وآليات تطال تدمير مفردات الثقافة العربية والأسلامية في كافة أنحاء المنطقة، ويساعد على تنفيذ المشروع الخطير أنتشار وسائل الأتصال التكنولوجية التي باتت منذ زمن طويل، لغة العصر التقني السائد، للسطو على كل ما له علاقة بالخطاب الثقافي والأعلامي والقيم ..
وقال الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس: " ما برح العرب يواجهون حربا ضروسا ،غاصبة ، غاشمة ، ومجرمة يشنها عليهم الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين مستخدما كل الأسلحة الظاهرة والمستترة ، منها ما كان بالبندقية ، المدفع ، اللغم ، القنبلة ، الصاروخ ، والبارجة . ومنها ما كان بالقتل ، التشريد ، النفي ،الهدم ، السجن ، ومنها ما كان بالخديعة ، المفاوضة ، الإعلام ، والإعلان، منها ما كان بالدعوة إلى التشكيك بالتاريخ ، العاطفة ، الإحساس ، اللغة ، التراث ، والقيم والمفاهيم ..
وهي حرب طويلة جدا، إلى أن يعود الحق في الأرض والعيش وكل مقومات الوجود والهوية ، عندها فقط يسقط مشروع الصهاينة الهادف لهدم الشخصية العربية ، وتشويه تراثها ، وتهجين لغتها ، والتشكيك بقيمها، وتحقيرها والتأكيد على دونية عيشها .
وأضاء الأمين العام لإتحاد الكتاب الفلسطينيين سمير أحمد في كلمته ، على أهمية عقد المؤتمر تزامنا مع الأحداث الأمنية التي تشهدها المنطقة العربية، وقال: "إننا نلتقي اليوم في نقطة وسط بين تاريخين هامين وحدثين متناقضين في تاريخنا المعاصر، الأول الخامس عشر من أيار عام 1948 ، عام النكبة التي سجلت تاريخ إحتلال أرض فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني العنصري الإجلائي الإستعماري التكوين والولادة والنشأة والرعاية على نحو ثمانين بالمئة من أرضها ، وتهجير الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب الفلسطيني ، الذين تحولوا إلى نازحين خارج وطنهم ، يناضلون من أجل الحرية والعودة ، أما الثاني فهو تاريخ الخامس والعشرين من أيار 2000 ، عام الأنتصار والتحرير ، الذي حققته المقاومة الباسلة في لبنان والتي أجبرت العدو على الفرار من الأراضي الجنوبية المحتلة دون قيد أو شرط … وبدون أن يحقق مكسبا أو ينال جائزة ترضية كما حصل مع النظام المصري الذي حول إنتصار أكتوبر إلى أتفاق ” كامب ديفيد ” ، ومنظمة التحرير الفلسطينية التي أنهت الإنتفاضة الشعبية المباركة بأتفاق ” أوسلو ” والأردن الذي خضع لوادي عربة".
وأكد الأمين العام أن المقاومة بإنتصارها التاريخي أكدت أن عصر الهزائم ولى ، وبدأ عصر الأنتصارات ، وأن زمن الضعف والهوان والأستسلام الذي تكرس على يد الأنظمة العميلة ، صار خلفنا وبدأ عصر القوة ، عصر عنوانه مقاومة حتى النصر والتحرير…
الجلسة الافتتاحية:
وتضمنت فعاليات الجلسة الأفتتاحية أيضا ، كلمة اللجنة المنظمة للمؤتمر ، تحدث فيها الدكتور عبد الملك سكرية عن أهمية تنمية الفكر المقاوم بين فئة الشباب الفئة المستهدفة الأولى ثقافيا وإعلاميا وفنيا وذائقة وتشويها لوجدانهم ووعيهم الجمعي، وقال أن الحرب الناعمة من أبشع أشكال الحروب في وحشية وإجرامية أهدافها ، لأنها تستهدف العقل والفكر والقيم، وأكد على ضرورة مواجهة كل أشكال التطبيع لتكريس الفكر الأصيل المناهض للتركيع والخضوع لقيم لا تمت لحضارتنا وأصالتنا بصلة .
أدرارت الجلسة الأولى الدكتورة هالة أبو حمدان، تحدث فيها اللدكتور هشام سلطان (من الأردن) حول القضية الفلسطينية وعلاقة المثقف فيها.
وقال: "الكيان الصهيوني غدة سرطانية لا بد من أستئصالها حتى تتحرر كل الشعوب، ولا خيار في تحقيق ذلك الا عن طريق واحد (المقاومة) أما الحديث العبثي عن المفاوضات والتسويات، فهو مضيعة للوقت وهدر لدماء الشهداء وقهر الأسرى خلف القضبان ."
ومن جانب آخر تطرق الدكتور طلال عتريسي ، عميد المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الأنسانية إلى الأبعاد النفسية والأجتماعية للحرب الناعمة ، من حيث زعزعة القيم والعقائد، وإضعاف أقوى سلاح تملكه الأمة ، الأرث الحضاري والتاريخي والأنساني ، وقال أن الحرب الناعمة ليست حربا جديدة، بل أستخدمت أيام الحرب الباردة بين الأتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية ، وهدفها الأساسي ضرب الانتماء .
وحذر الدكتور طلال من حرب المصطلحات التضليلية ، وحملات الجمعيات الدولية ، الداعية الى دورات تدعو الى التسامح المشبوهة في منطقتنا مع أنه الأجدر أن تكون هذه الحملات في الكيان الصهيوني العنصري …
وخصص الدكتور محمد طي (من لبنان)، محور كلمته عن آليات مواجهة التطبيع، مؤكدا أن كل الدول الأستعمارية الأستكبارية أستخدمت منذ وقت طويل القوة الصلبة في تنفيذ مؤامرتها على الأمة التي تقوم على التهديد والأكراه أو على الإغراء لتحقيق أهدافها كما أشار جوزيف ناي على المغريات ( الجزرات ) وعلى التهديدات (العصي) ، كما أستخدمت الوجه الثاني للقوة ( القوة الناعمة ) وقال أن مواجهة الحرب الناعمة لا يقتصر على فلسطين فقط ، لأن التخطيط لأحتلال فلسطين كان يستهدف المنطقة بكاملها.
وختم الدكتور طي بالتأكيد أن الحرب مع العدو بشقيها الناعم والصلب لن يكتب له النجاح ، وصاحب الحق في ختام المطاف في درب النصر الحتمي على المدى القريب أو البعيد ، لا يهم لأن الثورات لا تحدد بزمن .
وقال أن العدو ومن وراءه في جانب الحرب الناعمة ، يقدم كل يوم ، دليلا جديدا على كذبه ،ونفاقه ، وغدره ، وأطماعه ، التي لا تحدها حدود .
وكان ختام الجلسة الأفتتاحية ، مع كلمة حسن عبيد عيسى ممثل أتحاد الكتاب العراقيين حول( نجم والي والتطبيع الثقافي ) حذر فيها من أدوار المثقفين المشبوهة في ترويج وتسويق التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني ، واصفا أياهم بأكوام القاذورات التي لا بد من التصدي لها، وفق خطة مبرمجة فاضحة ومحاكمة علنية لهم ، ليكونوا درسا في وقت فشل فيه الكيان الغاصب في تطبيع الشعوب العربية …
رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/59450