القدس للأنباء – خاص
رسمية عودة، مناضلة فلسطينية، تعرضت للاعتقال والتعذيب في سجون العدو الإسرائيلي، وعندما انطلقت إلى الحرية بعد تبادل الأسرى، لاحقها الإرهاب الصهيوني إلى أمريكا.
لم تحمها الجنسية الأمريكية التي اكتسبتها، بل زادت أوضاعها تعقيداً، وهي مهددة الآن بسحب الجنسية والإبعاد.
شهدت هذه القضية ردود أفعال حقوقية وانسانية وشعبية واسعة، فتواصلت حملات الدعم لها ولمواقفها.
من هي رسميّة عودة؟
رسمية عودة ذات الستة والستين عاماً، مناضلة فلسطينية من قرية "لفتا"، ظهر اسمها سنة 1969 إثرعملية تفجير لسوبر ماركت، شاركت بها في القدس المحتلة. قُتل وجرُح أثناءها عددٌ من "الإسرائيليين". ومن ثمّ قامت بتفجير قنبلة في محيط السفارة البريطانيّة ردّاً على قيام بريطانيا بتزويد العصابات "الإسرائيلية" بعشرين دبابة.
اعتقِلَت عودة من قبل سلطات الإحتلال، وهي في الثاني والعشرين من عمرها، نُسف منزلها وحكم عليها بالسجن ثلاثة مؤبدات وعشر سنوات. في ما بعد، تمكنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من اختطاف جنديّ "إسرائيلي" خلال اجتياح لبنان عام 1978 ومبادلته بـ 76 أسيراً فلسطينياً عام 1979، في عملية "النورس" التي تمّت في "جنيف" من بينهم 12 أسيرة، ورسمية عودة كانت واحدة منهن. وتمّ الإفراج عنها شريطة الإبعاد عن فلسطين.
غادرت رسمية فلسطين إلى الولايات المتحدة، وعاشت هناك وحصلت على الجنسية الأمريكية. ولكن في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 2013، تم اعتقالها من قبل عناصر وزارة الأمن الداخلي الأميركي، ووجهت لها تهمة مطاطة، وهي الإحتيال على منظومة الهجرة الأميركية، بزعم أنها لم تذكر قبل عشرين عاماً في طلبها للحصول على الجنسية الأميركية أنها اعتقلت في سجون الإحتلال "الإسرائيلي" قبل 45 عاما.
تبين أن هيئة الإدّعاء الأمريكي، تشنّ حملة ضد العرب والمسلمين، وتتخذ إجراءات قانونية قاسية لأبسط القضايا، تظهر فيها معاداة واضحة للعرب. كما وتبيّن لاحقاً أن نبش قضية كهذه بعد مضيّ 44 عاماً لرسمية، والتي تعتبر من أهم الناشطات في المجتمع العربي في شمال الولايات المتحدة، لم يكن صدفة محضة، بل هي محاولة من اليمين المتطرف واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، لإثارة حملة من المضايقات ليس ضدها وحسب، بل ضدّ كل النشطاء العرب والمسلمين والمناهضين للحروب، الذين يرفعون أصواتهم عالياً ضد دفع أموال الضرائب لشن الحروب ودعم الإحتلال "الإسرائيلي".
قمع وإبعاد
أمّا في الوقت الحالي، فرسمية عودة خرجت من السجن الصغير إلى السجن الأكبر. بعد أن دُفعت كفالتها، مُنعت من مغادرة الولايات المتحدة الأميركية. تجلس في منزلها بانتظار محاكمتها التي ستجرى في العاشر من شهر حزيران المقبل. مع العلم أنه إذا ما تمَّ إثبات التهمة الموجهة اليها فسيحكم عليها بالسجن مدة عشر سنوات، وستسحب منها الجنسية الأمريكية بالإضافة إلى إبعادها عن الولايات المتحدة.
استنكر أفراد الجالية العربية والإسلامية التهمة الموجهة لرسمية، ليس هم فقط بل الكثير من أفراد ومنظمات المجتمع الأمريكي والأوروبي يرون الظلم في قضية رسمية عودة. فهم يعتبرون هذه الأفعال هجمات سياسية جديدة من قبل الحكومة الأمريكية لتجريم فرد فلسطيني وعربي ومسلم آخر كرّس حياته لشعبه ولقضيته. هم يثقون أن رسمية بريئة من التهمة الموجهة إليها، وأنها تعرضت لأشد أنواع التعذيب في سجون الإحتلال الأمر الذي تنوي الحكومة الأميركية فعله برسمية مجدداً.
حملات دعم
أقيمت حملات عدّة في كلٍّ من أميركا وأوروبا لدعم قضية رسمية، أُيِّدتها أكثر من 100 منظمة وجمعية أميركية وأوروبيّة، كما أصدرت عريضة إلكترونيّة قام أكثر من 3000 شخص بالتوقيع عليها حتى الآن. حتى أن دعوة تقام للإحتجاج تحت عنوان “All Out for Detroit” وذلك خارج المحكمة في ولاية "ديترويت" حيث ستمثل رسمية عودة في العاشر من حزيران المقبل. كما أن بعض الجمعيّات الفلسطينية ستقوم بتنظيم فعاليات بمناسبة ذكرى النكبة في الخامس عشر من شهر أيّار، واغتنام الفرصة لرفع عدد المؤيّدين لقضية رسمية ولفت الإنتباه لحملة أخرى بعنوان “I Support Rasmea”.