/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

برج الشمالي – البص.. لن نتخلى عن مفتاح العودة

2014/05/15 الساعة 10:20 ص

القدس للأنباء -  خاص
ستة وستون سنة فشلت في أن تسدل الستار على ذاكرة الأجداد، ففلسطين ما زالت في قلبهم ووجدانهم، ومفاتيح منازلها تسلمها الجيل الجديد، الوفي للعهد والوعد، فكل الديار، وكل بقاع الدنيا لا تساوي ذرة تراب من أرض الوطن.
وكالة "القدس للأنباء"، وفي ذكرى النكبة، جالت على عدد من الفعاليات والمواطنين في مخيمي البرج الشمالي والبص، استمعت إلى ذكريات الجيل القديم، وإلى مواقف الجيل الجديد، فأجمعت على أن الوطن غالٍ، ولن يستبدل بكنوز الأرض كلها، فالعودة حق، ولن يضيع حقٌ وراء مطالب.
خدعنا جيش الإنقاذ
تحدث الحاج أحمد سليمان محمد، من مواليد 1934، عن بلدته مغار الخيط في سفح جبل كنعان، الواقعة على سهل الحولة والممتدة حتى نهر الأردن. اشتهرت بزراعة الزيتون والحبوب والسمسم وحبة البركة، وكذلك بالآثار التاريخية كالكهوف والنواميس والمغر.
وقال محمد: "لقد قاتلنا اليهود ببسالة، قبل أن يخدعنا جيش الإنقاذ بحيلة الخروج والعودة بعد أسبوع، فخرجنا من بلادنا إلى حدود لبنان، ولم نعد حتى الآن".
وأضاف: "أفضل أرضي وبلدي عن أي مكان بالعالم، فأنا متمسك بها، وأمتلك أوراق الطابو التي تثبت ملكيتي للأرض والمنزل، وأوصي أولادي وأحفادي بالعودة إلى فلسطين، وأن لا يفرطوا بها".
وتابع: "أتمنى أن أموت وأدفن في بلدي، ربَّيت أولادي على حب فلسطين، وها أنا الآن أبٌ لشهيد، استشهد أثناء الاجتياح الصهيوني للبنان، وكان عريساً جديداً، فأنا أقدم أولادي ونفسي من أجل فلسطين والعودة إلى بلدنا ".
أطماع صهيونية
قال الفلسطيني بركات بركات، (من قرية ميعار قضاء عكا)، المقيم في مخيم البص حالياً: "خرجت من فلسطين وأنا طفلٌ عام  1948، ولجأت مع أسرتي إلى لبنان. في البداية لم أعلم شيئاً عن سبب الهجرة، وعما يدور في فلسطين، لكن مع مرور الأيام أدركت الأطماع الصهيونية التي دفعت أعداءنا إلى احتلال الأرض وقتل الأبرياء".
لجوء وحرمان
محمود بركة "ابو رياض"، من مواليد فلسطين عام 1931 من بلدة صفورية، هو أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، حدثنا عن قريته وعائلته فقال: "كانت شفا عمرو محتلة من قبل الصهاينة، فاستعد أهل (صفورية) للدفاع قريتهم، فلغموا الجسور تحسباً لأي هجوم، ومساندة لأهل شفا عمرو من عدوان الصهاينة".
وتابع: "بعد سقوط بلدة صفورية، نزحنا مشياً على الأقدام لمدة يومين، حتى وصلنا إلى (كفربرعم)، فما لبثنا أن أقمنا فيها  فيها ليلة واحدة، حتى توجهنا إلى بلدة (بنت جبيل) اللبنانية، ومكثنا فيها ما يقارب الشهر، ومن ثم قامت الدولة اللبنانية بنقل جميع الفلسطينيين إلى أماكن عدة في لبنان (منها بعلبك والقرعون وعنجر)، ومكثنا في عنجر لمدة 8 سنوات، إلى أن تم نقلنا إلى مخيم (البرج الشمالي) في مدينة صور، وبعد ذلك بدأت معاناة اللجوء والحرمان والنضال في نفس الوقت".
مجازر جلعتنا نترك الأرض
وقالت سنية حسين موسى من سكان (مخيم البص) التي هجرت من قرية النهر: "كان عمري 11 سنة عام 1948، وأثناء الحرب أتى جيش الإنقاذ لحمايتنا، لكنه خذلنا".
وأضافت: المجازر التي ارتكبت بحقنا في  فلسطين، جعلتنا نترك الأرض ونأتي إلى لبنان، لذلك نوصي الأجيال القادمة بأن يتمسكوا بحق العودة".
فشل المعادلة
أما مدير المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم البص محمد حسين موسى فيقول: "أنا من جيل النكبة، من الجيل الذي لا يزال يحتفظ  بمفتاح العودة، خرجت من فلسطين وعمري سنة واحدة".
وأضاف: لقد أثبت شعبنا أن المعادلة الصهيونية، القاضية بموت الكبار ونسيان الصغار، قد فلشت، فنحن الأبناء والأحفاد لن ننسى فلسطين. وبقوتنا وتحالفنا مع بعضنا لا بد أن نعود إلى وطننا.

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/59208

اقرأ أيضا