قائمة الموقع

شاتيلا.. حنين وذكريات وتصميم على العودة بذكرى النكبة

2014-05-15T05:55:02+03:00

القدس للأنباء - خاص
ستة وستون عاماً مضت على نكبة فلسطين، وما زال اللاجئون الفلسطينيون في كافة أماكن تواجدهم، يستذكرون ذلك اليوم الأليم. فللكبار رواياتٌ حفروها في أذهاننا، وللأطفال أمنياتٌ تحلم بتراب الوطن، وإصرارٌ يجسِّد عشق العودة إلى فلسطين.

في كل زاوية من زوايا الشتات، تجد النكبة والأرض والغربة حاضرين، ليظلوا ذكرى أليمة تحارب النسيان، ودافعاً قوياً للتمسك بحق العودة إلى أرضٍ سلبت ظلماً وقهراً. ففي مخيم شاتيلا، أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الشاهد الحيٌ على مجازرَ حاولت النيل من عزيمة اللاجئين، وتصفيتهم والقضاء عليهم، تجد الأعلام الفلسطينية، والرسومات الوطنية، و"البوسترات"، كلها تستذكر التراب والوطن، ونجسد الدار والعودة.

عندما تجلس مع كبار السن في المخيم، وتسألهم عن ذلك اليوم، يتذكرونه بكل تفاصيله، يحدثونك عن بلدهم السليب من قبل قوات العدو، وعن حياتهم قبل النكبة وأثناءها وبعدها.

مراسل "القدس للأنباء" في مخيم شاتيلا، جال في أزقة المخيم، وشوارعه الضيقة، زار أحياءه "التراثية"، دخل بيوته العتيقة، واستمع إلى عددٍ من كبار السن، الذين شهدوا النكبة وعاشوا ظروفها الحالكة.

ساعات ونعود!
يقول أبو أحمد (75 عاماً): "احتل العدو الصهيوني أرض فلسطين المباركة، بالتآمر مع بعض الدول الاستعمارية، لقد خرجنا من أرضنا ومفاتيح بيوتنا بأيدينا، كنا نظن أنها أيام وسنعود، ولكن لم نكن نعلم أن الأعوام ستمضي دون أن يحق لنا مشاهدة أرضنا وممتلكاتنا، واليوم وبعد 66 عاماً، كلنا أمل بالعودة إلى أرضنا ووطننا الحبيب."

ويضيف "كنت أجلس إلى جانب أبي في مسجد القرية الوحيد، وما هي إلا لحظات، حتى بدأت القذائف تنهمر علينا من قبل عصابات الهجانا اليهودية، فسارع أبي إلى الخروج من المسجد الذي تعرض لقذيفة في سوره الشرقي، وتوجهنا إلى المنزل وقال أبي لأمي: (ضبي البقجة يا مرا... بدنا نطلع من القرية لأنو العصابات اليهودية بلشو قصف على القرية، خلينا نطلع يا مرا وبس تروق الأحوال بنرجع ...)".

ويتابع: "أثناء سيرنا في الطريق، رأينا الشهداء على الأرض، والناس تخرج من بيوتها وتاركة أغراضها، معتقدة أن الموضوع لن يطول كثيراً. سرنا بين البساتين والقرى المدمرة حوالي أسبوع إلى أن وصلنا إلى جنوب لبنان، وبقينا هناك لقرابة الشهر، وتنقلنا في عدة مناطق إلى أن استقر بنا الحال في مخيم شاتيلا في بيروت".

جنة على الأرض
أما أم محمد (77 عاماً)، فتروي قائلةً: "شو ما أحكي ما بقدر أوصف جمالها، عكا جنة، وكان عنا أراضي عايشين من خيراتها بعد خير ربنا، كنا نجمع الخضار والفواكه من الصبح، نقطف التين عن الشجرة وناكله، ونوزع لجيراننا من خيرات أرضنا، كانت حياتنا حلوة".

وتَشرد أم محمد قليلاَ، ثم تضيف: "فلسطين روحي وقلبي، أخ لو بلف العالم كلو متل بلدي وجمالها ما بلاقي، الله ينتقم من يلي تآمرو علينا مع أعداءنا، وهجرنا من أرضنا،

لن أتنازل
الشاب بلال الأحمد (21 عاماً)، الحالم بالعودة إلى فلسطين يوماً من الأيام، بعد أن ورث مفتاح بيت جده في قرية الجاعونية، يؤكد تمسكه بأرض أجداده، ويقول: "عاهدت جدي قبل وفاته، حين سلمني المفتاح، أن لا أتنازل عن حق العودة، وأن أعمل على تحرير بلادنا حتى تحقيق ذلك، وإن لم استطع فسأنقل ما عاهدت به جدي لأبنائي، بمواكبة التحرير والعودة إلى أرض أجدادي".

وسقط الرهان
وهكذا سقطت المقولة الشهيرة لرئيسة حكومة العدو آنذاك غولدا مائير "الكبار يموتون والصغار ينسون"، فالصغار كما الكبار متمسكون بحق العودة وببلدهم فلسطين، ويروون قصص أجدادهم وكأنهم كانوا معهم أثناء التهجير، هذا هو حال اللاجئين الفلسطينيين، كل أحاديثهم تبقى عن بلدهم ومدنهم وقراهم، لا يتخلون عن حقهم في العودة إلى أرضهم، ويرفضون التوطين والتهجير، ولا يريدون سوى العودة إلى وطنهم فلسطين.



 

اخبار ذات صلة