نشرة الجهاد
العودة ليس مجرد شعار لدى الفلسطيني، إنه قرار نابع من الأعماق، نابع من الإيمان بحقه، وعدالة قضيته، وهو مصمم على ترجمة هذا القول فعلاً، وفق الامكانات والظروف المتاحة راهناً، وصولاً إلى اللحظة التاريخية التي يستيعد فيها كامل حقوقه.
مسيرة العودة التي انطلقت قبل ثلاثة أعوام إلى إلى الحدود اللبنانية المشرفة على فلسطين، عند بلدة مارون الراس، كانت تجسيداً لإرادة وتصميم الشباب على رفع الصوت عالياً في وجه العدو الصهيوني الغاصب، " الأرض لنا وسنعود إليها عاجلاً أو آجلاً".
لّوح الشباب بقبضات الأيدي، وأعلام فلسطين، وأطلقت الحناجر هتافات للوطن والحرية، فردّ جنود العدو المدججين بالسلاح، بالرصاص الحيّ، ما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين، روى الشباب الأرض بدمائهم. وها هي كل عام تزهر أفواجاً، تطالب بمواصلة الطريق حتى التحرير الكامل.
"نشرة الجهاد"، وفي ذكرى مجزرة مسيرة العودة، التقت أهالي الشهداء والجرحى، فأكدوا أنهم ماضون في نفس المسيرة ولو كلفتهم المزيد من الأرواح، لأن كل التضحيات تهون في سبيل فلسطين.
شقيق الشهيد أبوشقرا / عين الحلوة
يقول أحمد أبو شقرا الشقيق الأكبر لشهيد مسيرة العودة عماد أبو شقرا، لـ "نشرة الجهاد": "منذ شهادة عماد ونحن نعيش على ذكراه في كل أوقات حياتنا، ولن ننسى ما قام به تجاه فلسطين، لأنه يدل على مدى حرص شعبنا الفلسطيني، على بذل الأرواح في سبيل تحرير الأرض من المغتصبين الصهاينة".
والد الشهيد صبحة/ عين الحلوة
ويؤكد سعيد صبحة "أبو نبيل" والد الشهيد عبدالرحمن صبحة، الذي ارتقى شهيداً خلال مسيرة العودة، لـ "نشرة الجهاد"، أن غصة كبيرة تحرق قلبه منذ استشهاد نجله، لكنه يحتسبه شهيداً عند الله.
وقال "أبو نبيل": "نحن مستعدون لتقديم المزيد من الأبناء لقتال العدو الصهيوني، والغاصبين لحقوقنا المقدسة في فلسطين"، مثنياً على دور "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" والشعب الفلسطيني، الذين وقفوا إلى جانبهم، وكانوا معهم في كل لحظات حياتهم، وحاولوا تعويض غياب نجله.
شقيقة الشهيد أبو شليح/ عين الحلوة
وتصف شريفة أبو شليح شقيقة شهيد مسيرة العودة محمد أبو شليح، لـ "نشرة الجهاد"، خواطر تجول في فكرها بعد مرور ثلاثة أعوام على استشهاد شقيقها، معبرة عن فراق أخيها الصعب والأليم، مستشهدةً بما حصل مع سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، عندما فقد طفله ابن الثمانية أشهر، فقال حينها: "إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنّا على فراقك يا إبراهيم لمحزنون".
وقالت شريفة: "إن استشهاد محمد هو فخر نعتز به إلى يوم الميعاد، لقد أضاء لنا الطريق بدمه القاني، خذي منه لأعراسك فلسطين".
الجريح مصطفى الخطيب/ عين الحلوة
ويروي أحد جرحى مسيرة العودة مصطفى قاسم الخطيب، لـ "نشرة الجهاد"، تفاصيل تعرضه للإصابة في "مارون الراس" على الحدود الفلسطينية، قائلا: "تعرضت لإصابة مباشرة في فخذي، عندما اقتحمت، أنا وعشرات الشبان، الشريط الشائك الموجود على حدود فلسطين.
وأضاف: "لقد كانت إصابتي بالغة الخطورة، لأن الأوتار والأعصاب تقطعت، وأعاني من العجز الدائم، والتعرض لجلطات في القدم، لكن سأجري قريباً عملية زرع العصب في القدم".
وأثنى الخطيب على تعاطف الشعب الفلسطيني معه، في وقفة كريمة تشي بشرف الانتماء لفلسطين وشعبها، آملا أن يتكرر جرحه كل يوم في سبيل تحرير فلسطين، من الدنس الصهيوني".
والد الشهيد محمود سالم/ البص
ويعبّر محمد سالم "أبومحمود" والد الشهيد محمود سالم، الذي ارتقى خلال مسيرة العودة، عن فقدانه الأليم لنجله، وتعايشه مع ذكرياته الجميلة، لافتاً إلى أن أصدقاءه ومحبيه كثيرون، ورغم التفافهم حول العائلة، إلا أنهم لم يعوضوا شيئاً من وجوده.
وقال لـ "نشرة الجهاد": "عندما أتذكر استشهاد محمود، أشعر بالفخر والاعتزاز، لأن الله اختاره شهيداً من أجل تراب الوطن، وقتل برصاص عدوه الصهيوني المغتصب لأرضه، وأنا أتحسّر لأنني لم أكن من المشاركين في المسيرة".
عم الشهيد محمد الصالح/ برج الشمالي
أما مسؤول "حزب الشعب" في مخيم البرج الشمالي جمال الصالح، عم الشهيد محمد سعيد الصالح، فيقول لـ "نشرة الجهاد": "أصبح همّ هذا الجيل الرئيسي، هو التفكير في حق العودة، عبر تنظيم دورات ومناسبات كثيرة في مختلف المجالات بإسم الشهيد محمد، وهذا يدل على الروح الجهادية والوطنية المتعلقة بالشهادة وحب فلسطين والمضي في هذا الطريق".
وأضاف: "لقد ترك لنا محمد غصة في القلب، وفراغاً في المكان، وفخراً باستشهاده على حدود أرض هُجِّرَ منها قسراً".
ووجّه رسالة للشهيد أكد فيها، أن الشعب الفلسطيني سيسير على خطى الذين سقطوا من أجل فلسطين، آملاً أن يتقبّله الله شهيداً.
أما والدة الشهيد مريم أحمد دحويش، فأشارت إلى أن شهادة محمد ورفاقه، كانت قرباناً للقضية الفلسطينية على طريق العودة".