قائمة الموقع

المستوى "الإسرائيلي" الرسمي يصعد ضد الأقصى

2014-04-21T06:21:16+03:00

أصيب عشرات المرابطين صباح بجراح وحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال (الإسرائيلي) الرصاص المطاطي والقنابل الغازية والحارقة باتجاههم خلال اقتحامه باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة.
ويشارك في عمليات الاقتحام والتحريض وزراء في الحكومة الصهيونية, وأعضاء كنيست وحاخامات ومستوطنين وجنود جميعهم يتكالبون على الأقصى بغرض السيطرة عليهم وفرض أمر واقع جديد, بينما يجابهون من المرابطين في باحات الأقصى وعلى مداخلة بصمود وبسالة.
وقال مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا في تصريحات صحفية، إن قوات كبيرة من الشرطة الخاصة والتدخل السريع و"حرس الحدود" اقتحمت الأقصى منذ ساعات الصباح، وأطلقت وابلًا من القنابل المسيلة للدموع والحارقة والسامة وغاز الفلفل باتجاه المصلين المتواجدين في ساحاته.
وأضاف: "إن قوات الاحتلال اعتدت على جميع المصلين، وفرضت حصارًا على الجامع القبلي المسقوف، وقامت بتكسير النوافذ الزجاجية للجامع، وأطلقت القنابل على المعتكفين بداخله، ما أدى لإصابة ستة منهم بجراح".
وأوضح أن قوات الاحتلال اعتدت على كل المتواجدين خارج أبواب الأقصى، وهناك عدد من الإصابات برضوض وحالات اختناق، وستة اعتقالات أيضًا، كما اعتدت على طواقم الإسعاف، ومنعت عددًا منهم من دخول المسجد، مشيرًا إلى أن اشتباكات اندلعت بين المرابطين وقوات الاحتلال خارج حدود الأقصى.
وذكر أن قوات الاحتلال انسحبت من ساحات الأقصى، وأعادت انتشارها خارج حدوده، في حين ما زال المئات من المرابطين يتواجدون خارج البوابات، وخاصة عند بابي حطة والمجلس، حيث تمنع دخولهم للأقصى.
وبين أن الاحتكاكات ما بين المصلين وقوات الاحتلال تتزايد في ظل منعهم من دخول الأقصى، وفك الحصار عنه، مؤكدًا صمود المرابطين في الدفاع عن المسجد.
وكانت شرطة الاحتلال منعت من هم دون سن الـ50 من دخول المسجد الأقصى، وفرضت حصارًا خانقًا على جميع بواباته، ولم تفتح سوى ثلاثة أبواب هي السلسلة، حطة والمجلس.
وذكر أبو العطا أن المئات من طلاب مصاطب العلم ومدارس القدس وأهل الداخل المحتل والقدس وكذلك، أبناء الحركة الإسلامية بالداخل يتواجدون عند أبواب الأقصى، حيث اعتدت قوات الاحتلال على الجميع بما فيهم النساء.
ولفت إلى وجود تجمعات كبيرة من المواطنين في أزقة البلدة القديمة، وتسود حالة من الغضب الشديد البلدة، وتتصاعد التكبيرات في كل أنحائها رفضًا للاعتداء على الأقصى.
وأفاد أن نائب رئيس الحركة الإسلامية الشيخ كمال الخطيب وعدداً من قادة الحركة اعتكفوا منذ ليلة أمس داخل باحات الأقصى، وقد تم الاعتداء على النائب الثاني لرئيس الحركة الشيخ حسام أبو ليل، وتسببت بكسر يده.
وأكد أبو العطا أن الحصار ما زال مستمرًا على الأقصى، وأن هناك اعتداءً وحشيًا على كل من يحاول الاقتراب من بوابات الأقصى.
اعتقال مقدسيين
وفي السياق، ذكرت مصادر إعلامية عبرية أن قوات من الشرطة (الإسرائيلية) اعتقلت 5 شبان مقدسيين ليلة أول من أمس، بعد أن حاولوا تسلق السور الشرقي للمسجد الأقصى والدخول إليه.
وأفاد موقع "والا" العبري أنه تم نقل الخمسة للتحقيق في مركز شرطة "النبي داود" القريب.
هذا واقتحم نائب رئيس الكنيست (الإسرائيلي) "موشيه فيجلن" برفقة مجموعة من المستوطنين باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال، مكث للدقائق معدودة، ومن ثم خرج من باب السلسلة خارج الأقصى.
وكانت مؤسسة الأقصى قالت إن نائب رئيس الكنيست (الإسرائيلي) أعلن نيته اقتحام المسجد الأقصى صباح أمس، ودعا مناصريه إلى مرافقته في جولة اقتحامه وتدنيسه للأقصى.
وأكدت أن الرباط الباكر والدائم وتكثيف شد الرحال إلى الأقصى هو المطلب الحثيث الذي يمكن من خلاله تشكيل درع بشري يحمي المسجد من اعتداءات المعتدين.
ونشر "فيجلين" على صفحته الخاصة على الفيسبوك أنه ومنذ اقتحامه الأخير للأقصى قبل نحو ثلاثة أسابيع اتخذ في قرارة نفسه قرارًا باقتحام الأقصى مرة كل شهر عبري وبتاريخ محدد.
تحذيرات
من جهته، حذر الشيخ ناجح بكيرات مدير المسجد الأقصى المبارك، من استمرار اقتحام الأقصى من قبل المغتصبين، مشيراً إلى أن الاحتلال يهدف لزعزعة الوجود الفلسطيني في المدينة وإفراغها لصالح المغتصبين.
وقال بكيرات : "إن الاقتحامات تأتي في ظل قرارات سياسية لإحياء الأعياد اليهودية في باحات المسجد الأقصى، من أجل إدامة تدنيسه وجعلها صورة يومية واعتيادية"، مؤكداً على أن هذه الاقتحامات تشكل خطراً كبيراً على مستقبل المسجد الأقصى.
وأضاف: "بات اقتحام الأقصى طبيعيا في العين الإعلامية من خلال سياسة التكرار التي لم تواجه بمواقف عربية وإسلامية وفلسطينية جادة الأمر الذي يشكل خطرا حقيقيا على المسجد الأقصى والذي يسعى المغتصبون وحكومتهم إلى هدمه وإحلال الهيكل المزعوم مكانه".
وأوضح بكيرات أن المستوطنين أصبحوا يهتمون بشكل ملفت في ما يسمى عيد الأنوار يدعمهم في ذلك وزراء في حكومة نتنياهو حين يأمرون بتنظيم الرحلات المدرسية إلى القدس وإلى التجوال في المسجد الأقصى.
وتابع: "هذا يدلل على نية مبيتة للتهويد الثقافي والحضاري وربط أجيال المغتصبين بالمدينة المقدسة، في المقابل حالة الجمود والتقصير في ترسيخ وتثبيت الثقافة الفلسطينية تجعل من مشاريع بناء المغتصبات والتهويد تسير بوتيرة وصلت إلى المقدسات بعد أن تجاوزت الحجر والعمران".
وبيّن أن اقتحام المسجد الأقصى يأتي انتقامًا من صمود المقدسيون والمرابطين خلال الأيام الماضية، ومنعهم المغتصبين من اقتحامه وتدنيسه، وكرد فعل حاقد من الاحتلال تجاه ذلك، وأكمل: "هذه الاقتحامات تأتي في سياق الحقد الدفين تجاه المقدسيين، وبهدف تهجير الشبان، والتحضير لمشروع أكبر بشأن الأقصى".
وأكد أن الصراع على الأقصى صراع أيديولوجي ووجودي، وليس صراعاً على قضايا فرعية، "وأعتقد أن هذا الصراع سيستمر، ولكن النتيجة النهائية لمن يصمد ويقدم أكثر للأقصى والقدس، فليس أمام المقدسيين إلا الصمود والثبات، ولابد من تقديم المزيد من البرامج التي تدعم صمود الأهالي".


المصدر: الإستقلال

اخبار ذات صلة