/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

محررون: صفقات المقاومة أقصر الطرق لتحرير الأسرى

2014/04/18 الساعة 07:53 ص

أجمع أسرى محررون على أن أقصر الطرق لتحرير الأسرى والمعتقلين داخل سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، إجراء عمليات تبادل أسرى مع العدو، لأنه لا يعرف إلا لغة القوة والمقاومة لاسترداد حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرين إلى أن المقاومة الفلسطينية فرضت شروطها في قضية الإفراج عن الأسرى وهذا ما بدا واضحاً في صفقة "وفاء الأحرار".
وأكد الأسرى المحررون أن اتفاقية " أوسلو" ومفاوضات السلام الجارية بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" رغم أنها عملت على إخراج عدد من الأسرى، إلا أنها لم تُحقق الإنجاز الذي حققته المقاومة خلال عمليات تبادل الأسرى، مشددين على أن قضية الأسرى لم تحظ بالاهتمام الكبير والتفاعل المباشر حتى هذه اللحظة سواء من القوى السياسية الفلسطينية أو الشارع الفلسطيني، "والتي لا بد من أن تكون على سلم أولوياتهم.
وأبرمت فصائل المقاومة في قطاع غزة مع دولة الاحتلال بواسطة مصرية عام 2011 صفقة "وفاء الأحرار"، والتي أفرج بموجبها عن الجندي "الإسرائيلي" "جلعاد شاليط" مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً، حيث تعد الصفقة من أضخم عمليات تبادل الأسرى العربية"الإسرائيلية".
يذكر أن 87 أسيراً أُفرج عنهم من سجون الاحتلال في المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي" خلال ثلاث دفعات، ومن المرتقب أن يتم الإفراج عن 14 أسيراً آخر بما يسمى الأسرى القدامى "ما قبل أوسلو" في الدفعة الرابعة خلال الشهر الجاري، والتي لم تلتزم بها حكومة الاحتلال حتى اللحظة.
عمليات تبادل
الأسير المحرر فؤاد الرازم المبعد من القدس إلى غزة ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، والذي أمضى 31 عاماً في سجون الاحتلال، يؤكد أن أقصر الطرق لتحرير الأسرى والمعتقلين داخل سجون الاحتلال إجراء عمليات تبادل مع الاحتلال "الإسرائيلي"، لأن العدو لا يعرف إلا لغة القوة والمقاومة لنيل حقوق الشعب الفلسطيني.
ويشير الرازم، إلى أن التاريخ يثبت ذلك، ففي عام 1985 تمت صفقة تبادل أسرى مع أحمد جبريل، والذي أُطلق سراح 1150 أسيراً مقابل ثلاثة أسرى "إسرائيليين"، وفي عام 2011 كانت صفقة "وفاء الأحرار" التي أٌطلق بموجبها أكثر من ألف أسير، مستدركاً: "لكن مفاوضات السلام الجارية والتي تُوجت باتفاق أوسلو لم تستطع إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال".
ويلفت إلى أن هناك 30 أسيراً فلسطينياً في سجون الاحتلال أمضوا أكثر من 20 عاماً في الأسر ما قبل اتفاق "أوسلو" معتقلين، ومازال العدو "(الإسرائيلي)" متمسكاً بعدم إطلاق سراحهم، لافتاً إلى أن الأسير الفلسطيني هو أكثر الناس حساسية بالتأثر إيجاباً وسلباً بالواقع الفلسطيني، وجاء على رأس ذلك الانقسام الفلسطيني.
ويبيّن الأسير المحرر أن قضية الأسرى لم تحظ بالاهتمام حتى هذه اللحظة سواء من القوى السياسية الفلسطينية أو في الشارع الفلسطيني، مطالباً بأن تكون قضية الأسرى على سلم أولويات الشعب الفلسطيني بشكل عام وعلى رأسها القيادات السياسية، وأن تستغل السلطة الفلسطينية المكانة التي أُعطيت لها في الأمم المتحدة من أجل التوجه إلى المؤسسات الدولية لتجريم هذا الاحتلال وما يقوم به بحق أسرانا.
أقصر الطرق
قال إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية بغزة، إن تحرير الأسرى من السجون (الإسرائيلية) لا يمكن أن يتم إلا بخطف جنود إسرائيليين على غرار عملية أسر الجندي جلعاد شاليط في يونيو 2006.
أما الأسير المحرر محمود مرداوي المبعد من الخليل إلى غزة ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، والذي أمضى 20 عاماً في سجون الاحتلال، فيوافق الرازم على رأيه بأن أكثر الطرق التي نجحت في تحرير الأسرى من سجون الاحتلال هي عمليات تبادل الأسرى، لأنها فتحت طرقاً فرعية أخرى أثمرت إطلاق سراحهم.
ويقول مرداوي:" نحن رأينا أن صفقة وفاء الأحرار والتي فرضت على الجهات الفلسطينية أن لغة التفاوض مع الاحتلال لن تجدي نفعاً، بل أنها فرضت شروط المقاومة حول كيفية إطلاق سراح الأسرى"، منوهاً إلى أن المعاناة التي يعانيها الأسرى داخل السجون قد تؤدي إلى انفجار الوضع خارج السجون.
ويضيف" الحركة الأسيرة في كل المراحل رأس الجسر وضمير الشعب الفلسطيني، الذي ينظر إلى مستقبل الشعب بعيداً عن المصالح، لأنهم يرتبطون بمصلحة الوطن الحقيقية"، مشيراً إلى أن الأسرى كان لهم تأثيرهم على القيادة الفلسطينية كونهم وحدويين ويلتصقون بلُب القضية بعيداً عن المصالح الشخصية، ولكن بعد الانقسام لم يعد لهم ذات نفس التأثير قائم. 
ويتابع المحرر مرداوي: " رغم هذا الانقسام المفروض على قيادتنا وشعبنا إلا أنه مازال يعول على هؤلاء الأسرى في كل المراحل ليلعبوا الدور لإعادة اللحمة والأصل الفلسطيني، فهم الممر الوحيد والطبيعي لتحقيق إنجازات للقضية في كل مساراتها سواء المقاومة أو المفاوضات".
القضية الرئيسية
بدوره، يعتبر الأسير المحرر والمختص بشئون الأسرى أحمد الفليت المُفرج عنه بصفقة وفاء الأحرار والذي قضى في سجون الاحتلال 20 عاماً، أن قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال المفترض أن تكون القضية الرئيسية وتحظى بإجماع وطني على كل إنسان حر في هذا العالم، وأن تكون على رأس أولوية الجهات الرسمية وغير رسمية.
ويشدِّد الفليت، على أن القوة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية على الاحتلال "(الإسرائيلي)" هي التي من أطلقت سراح الكثيرين من الأسرى، وهي الأقدر على فرض شروطها في تلك القضية "وهذا ما بدا واضحاً في صفقة التبادل "وفاء الأحرار" عام 2011م."
ويوضح أن اتفاقية "أوسلو" التي وَقّعت عام 1993 لم تستطِع حتى هذه اللحظة إخراج الأسرى القدامى "ما قبل أوسلو"، الذين مازالوا يقبعون داخل السجون سواء من الضفة الغربية أو قطاع غزة والقدس والداخل الفلسطيني، منوهاً إلى أن المفاوضات ما بين السلطة و"(إسرائيل)" رغم أنها أخرجت ثلاث دفعات خلال هذه الفترة إلا أنها لم تحقق الإنجاز الذي حققته المقاومة خلال عمليات تبادل الأسرى.
ويؤكد الفليت:" أن ما نقوم به من جهد لمناصرة قضية الأسرى يعتبر أقل القليل بالنسبة لما قدمه هؤلاء الأسرى من تضحيات دفاعاً عن شعبهم، متمنياً أن يتم العمل على تدويل قضيتهم من أجل التخفيف عنهم والوصول إلى حد أدنى من حياة كريمة لهم داخل السجون".


المصدر: الاستقلال

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/57780

اقرأ أيضا