حصلت مذبحة دير ياسين، الواقعة غربي القدس في 10 نيسان/ أبريل عام 1948 على يد الجماعتين الصهيونيتين الإرهابيتين: "أرغون" و"شتيرن". أي بعد أسبوعين من توقيع معاهدة "سلام" طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي القرية. وراح ضحية المذبحة أعداد كبيرة من سكان القرية من الأطفال، وكبار السن والنساء والشباب، وتذكر المصادر العربية والفلسطينية أن ما بين 250 إلى 360 ضحية تم قتلها.
وفي تفاصيل المجزرة فقد شن الصهاينة الهجوم على قرية دير ياسين قرابة الساعة الثالثة فجراً، بمساعدة من الهاغاناه ، وفتحوا الأعيرة النارية على القرويين دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة. ولم تكتف العناصر اليهودية المسلحة من إراقة الدماء في القرية، بل أخذوا عدداً من القرويين الأحياء بالسيارات واستعرضوهم في شوارع الأحياء اليهودية وسط هتافات اليهود، ثم العودة بالضحايا إلى قرية دير ياسين. وتم انتهاك جميع المواثيق والأعراف الدولية حيث جرت أبشع أنواع التعذيب، فكما روى مراسل صحفي عاصر المذبحة: "إنه شيء تأنف الوحوش نفسها ارتكابه"، ذلك لنعرف أعداء الإنسانية والوطن الفلسطيني.
تزايدت الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة نتيجة الرعب الذي دبّ في نفوس الفلسطينيين من أحداث المذبحة، وعملت بشاعة المذبحة على تأليب الرأي العام العربي وتشكيل الجيش الذي خاض حرب الـ 1948. وبعد مذبحة دير ياسين، استوطن اليهود القرية وفي عام 1980 أعاد اليهود البناء في القرية فوق أنقاض المباني الأصلية وأسموا الشوارع بأسماء مقاتلين "الإرغون" الذين نفّذوا المذبحة.
رغم مرور 66 عاماً على المذبحة التي وقعت في البلدة تبقى دير ياسين في الذاكرة الفلسطينية، ليست موقعا جغرافيًّا داخل أراضي48 وحسب، بل هي جرح نازف ورمز لجرائم الصهيونية التي ما زالت تحرم الناجين منها ولاجئيها في الضفة الغربية من زيارتها، والذين يصرون على العودة اليها مهما كلفهم الثمن.