قائمة الموقع

محللون: مواقف حركة ا"لجهاد" تعبر عن وعي وطني

2014-04-08T02:58:42+03:00

رأى محللون سياسيون أن اهتمام "إسرائيل" الزائد في الآونة الأخيرة بالأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين الدكتور رمضان عبدالله شلَّح، تزامن معه اهتمام متوازٍ بحركة "الجهاد" ككل، لتنامي بنيتها الحالية لاسيما بعد عملية "كسر الصمت"، معتبرين أن هذا الاهتمام يدلل على أن "الجهاد الإسلامي"، تمثل ذروة الوعي في الحركة الوطنية الفلسطينية، وتبين فهم قادتها، لتكوين وطبيعة التعبئة الموجودة في المجتمع الصهيوني.
هذا وكانت كلمة شلّح في مؤتمر: "العالم الإسلامي ودوره في هندسة القوى العالمية"، الذي عقد في طهران في الحادي عشر من مارس آذار الماضي، قد حظيت باهتمام بالغ من وسائل إعلام عبرية.
 

رؤية ثاقبة
وقال الكاتب والمحلل السياسي، عامر خليل: "إن طبيعة الوعي والرؤية الثاقبة التي يمتلكها الدكتور شلَّح، هي التي جعلت الصهاينة يهتمون بكل ما يصدر عنه من مواقف"، مشيراً إلى أن كيان الاحتلال الصهيوني تهتم بحركة الجهاد منذ بداياتها الأولى وتدرك وتفهم حقيقة مشروع المقاومة ومواجهة الاحتلال الذي تحمله الحركة على عاتقها.
وأضاف: "أن هذا الاهتمام له دلالات واضحة أولها أن حركة الجهاد تمثل ذروة الوعي في الحركة الوطنية الفلسطينية في فهمها وفي تقدير المواقف السياسية التي ترقى إلى المستوى المطلوب في مواجهة الاحتلال الصهيوني، فضلاً عن فهم قادتها لتكوين وطبيعة التعبئة الموجودة في المجتمع الصهيوني ولطبيعة الأوضاع الإقليمية والدولية".
ولفت خليل، إلى أن المطالبات المتكررة للدكتور شلَّح، بضرورة أن تكون القدس هي رأس حربة المشروع الوطني الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وتسليطه الضوء عليها في خطاباته، في محاولة لحث العرب والمسلمين للالتفاف حولها وجعلها القضية المركزية للأمة، كفيلة بإثارة الصراع وتحويله إلى نقطة هامة جداً في عملية التحرير والمواجهة مع هذا الكيان.
وكان الكيان الصهيوني هدد بالتنصل من اتفاق التهدئة إذا ما زار شلَح ونائبه زياد النخالة، قطاع غزة في شهر ديسمبر من عام 2012.
 

عصيّة على التطويع
ومن جانبه، اعتبر الكاتب والمختص في الشأن الصهيوني، أكرم عطا لله، أن اهتمام "إسرائيل" بالأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الدكتور رمضان شلَّح، تزامن معه اهتمام متوازٍ بحركة "الجهاد" ككل، باعتبارها تشكل خطراً عليها ولا يمكن تطويعها، منوهاً إلى أن هناك إجماعاً لدى الصهاينة بضرورة الاستمرار في مواجهة هذه الحركة والعمل على ضربها.
وبيَّن عطا لله، أن الأوساط العسكرية والأمنية في "إسرائيل" تبدي اهتماماً كبيراً بحركة "الجهاد"، وبتنامي بنيتها الحالية، لاسيما بعد عملية "كسر الصمت" التي أطلقت بموجبها الحركة رشقات كبيرة من الصواريخ صوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، لافتاً إلى أن "الجهاد الإسلامي" بفكرها السياسي والأيديولوجي، وابتعادها عن حسابات السلطة منحها القوة.
واعتبر المفكر الفلسطيني عادل سمارة، استخدام الدكتور شلح أو توظيفه لأغنية نعومي شمير،التي عملت في صفوف جيش الاحتلال في حديثه عن القدس، شكل اقتحاماً وتغلغلاً فكرياً،وهذا ما يضايقهم.
وأوضح ، أن الصهاينة يعتبرون أن الاقتحام أو التغلغل الفكري خاصية تقتصر عليهم، فكيف بها إذا جاءت من شخصية إسلامية فلسطينية مقاومة بحجم الدكتور شلح، لافتاً في السياق إلى الدور القتالي لحركة "الجهاد".
ونوه، إلى أن هذا التوظيف لو جاء من شخصية لا تمارس المقاومة لما حظي بهذا الاهتمام، أضف إلى ذلك أنه يأتي من إيران لتكتمل مبررات انزعاجهم.
ورأى أن الأمين العام لـ"الجهاد الإسلامي" أراد التنبيه للخطر المحدق الذي أدى فيه التطاحن بين بعض القيادات إلى تطفيش العرب والمسلمين عن قضيتهم المركزية، مشيراً بذلك إلى ما جرى مؤخراً بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والنائب في المجلس التشريعي محمد دحلان.
وبحسب سمارة، فإن حالة التضامن مع القضية الفلسطينية ضعيفة في الفترة الحالية، مرجعاً السبب في ذلك إلى عملية اغتيال "الربيع العربي"، لمصلحة الغرب والإمبريالية العالمية.

 

اخبار ذات صلة