/مقالات/ عرض الخبر

هل مخيم عين الحلوة بؤرة أمنية؟! كتب: هيثم أبو الغزلان

2014/04/05 الساعة 12:17 م

يصرُّ البعض على تكرار محاولاته زج الفلسطيني في الصراعات الداخلية في لبنان، ويعمل هذا البعض بإصرار غريب، عدم ملاحظة التطور الحاصل من الجانب الفلسطيني إزاء الخلافات الداخلية، وعدم الدخول في أتون هذه الفتنة. لماذا محاولات اقحام الفلسطيني في أمور لا ناقة له فيها ولا جمل؟!! ولماذا هذا الإصرار، ومن المستفيد منه؟!
ويأتي في هذا السياق ما كتبه الصحافي رضوان الذيب في صحيفة الديار (5-4-2014)، تحت عنوان: "هل تشمل الخطة الأمنيّة ضرب مراكز للإرهابيين في عين الحلوة وصبرا وبرج البراجنة؟".
بات معروفاً أن الفصائل الفلسطينية أدانت كل الأعمال الإجرامية التي تستهدف المدنيين، وتسعى إلى خلق فتنة مذهبية تحرق الأخضر واليابس، وتحرف البوصلة عن فلسطين التي تتعرض مقدساتها وأرضها للنهب والتهويد. وعملت هذه الفصائل وعلى رأسها الجهاد وحماس وفتح على إبعاد العنصر الفلسطيني عن الأزمة، وهذا ما تبدى من خلال إدانة الأعمال الإجرامية، والعمل على إنجاز تفاهم أُعلن عنه في المبادرة الفلسطينية للقوى الوطنية والإسلامية المؤلفة من 19 بنداً ـ وليس 12 كما ذكر الذيب ـ، وأهم ما ورد فيها التزام القوى والفصائل الوطنية والإسلامية بـ: "مواجهة كل أشكال الفتنة" و"إدانة كافة عمليات التفجير التي تستهدف الآمنين والأبرياء المدنيين على كامل الأراضي اللبنانية" و"تتولى الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ضبط الأوضاع الأمنية في المخيمات الفلسطينية" و"وقف كل أشكال التحريض المذهبي والطائفي والإعلامي،. و"رفع الغطاء عن كل من يثبت تورطه بأعمال أمنية من داخل المخيمات" و"الحيلولة دون أن تكون المخيمات الفلسطينية منطلقاً لأية أعمال من شأنها المساس بالأمن في لبنان"، و"رفض استقبال أو إيواء لأية عناصر متورطة بأعمال أمنية في المخيمات" وغيرها من البنود التي تُظهر الحرص على أمن لبنان ومعالجة القضايا التي من شأنها أن تكون عامل توتر، على سبيل المثال: "السعي لتسوية أوضاع المطلوبين ومن يلزم من الأشخاص مع الجهات المعنية في الدولة اللبنانية، و"تأمين الغطاء السياسي والقضائي والأمني من الجهات الرسمية والحزبية اللبنانية لتنفيذ هذه المبادر"، ومطالبة "الجهات اللبنانية المعنية بتخفيف الإجراءات على مداخل المخيمات والمعاملة الحسنة للمارة وخاصة النساء وتسهيل الدخول والخروج"..
ما تقدم يعني أن النظر إلى المخيمات الفلسطينية من منظار أمني فقط، سيكون له مفاعيل ارتدادية سلبية لا تخدم أحداً؛ فالمخيم الفلسطيني كأي تجمع بشري آخر له وجهه الحضاري الإيجابي، ما يعني أن التركيز اللبناني – الفلسطيني، يجب أن يكون باتجاه سحب كل الذرائع والأسباب التي تدفع لليأس والإحباط، واتجاهات لا تحمد عقباها! والعمل سوية لتصويب المسارات لما يخدم قضايانا المحقة، وإنساننا الذي يبحث عن الأمان والاستقرار والعودة إلى الوطن السليب.

 



 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/56971

اقرأ أيضا