/مقالات/ عرض الخبر

لماذا كسر الصمت ؟؟؟

2014/04/02 الساعة 07:57 ص

ربما يعتقد البعض أن " معركة كسر الصمت " كانت مجرد جولة من التصعيد المتبادل بين سرايا القدس من جهة والعدو الصهيوني من جهة أخرى وانتهت بالتوصل لتثبيت اتفاق التهدئة من جديد بوساطة مصرية كما جرت العادة .
وربما قرأ الكثير من المحللين السياسيين والعسكريين هذه الجولة بتعمق أكثر واستفاضوا في الشرح والتحليل وإلقاء الضوء على كثير من جوانبها الغير معلنة .
ولكن لو أردنا استعراض أهم انجازات هذه " المعركة " القصيرة زمنيا بحيث لم تستمر إلا عدة ساعات ما بين فعل سرايا القدس ورد فعل العدو لوجدنا الكثير مما يمكن أن يقال والعديد من النقاط التي يمكن تسليط الضوء عليها .
ولنبدأ من ناحية التسمية التي أطلقتها السرايا على هذه العملية وهل هي مجرد اسم استعراضي إعلامي فقط أم يحوي في طياته الرسائل التي أرادت إيصالها للأطراف المختلفة ، وهل هذه التسمية التي شدت انتباه الكثيرين وأصبحت اسما متداولا بين العامة والخاصة تحولت إلى واقع عملي على الأرض أم بقيت خبرا تتداوله وسائل الاعلام فقط ؟؟؟
وهذا التساؤل يمكننا الإجابة عليه في نفس سياق الإجابة عن سؤال اكبر واشمل وهو : لماذا كسر الصمت ؟؟؟؟
بداية كسر الصمت جاءت في مرحلة صعبة ودقيقة من تاريخ شعبنا وفي ظل تغيرات إقليمية ودولية ملحوظة وكذلك في ظل حالة من الصمت المريب تجاه ما يحدث من اعتداءات صهيونية على شعبنا في الضفة والقطاع ، وأصبحت حالة التغول الصهيوني في الدم الفلسطيني وكأنها نوع من التسلية لا تواجه بأي رد فعل سواء على المستوى الرسمي أو حتى الشعبي ناهيك عن الموقف الدولي والعربي المتخاذل إن لم يكن المشارك.
فجاءت " كسر الصمت " لتكسر حالة الجمود المثير للجدل على مستوى الداخل الفلسطيني لا سيما المقاوم منه وكسر الأغلال التي كانت تكبل يد المقاومة وتمنعها من الرد على أكثر من 1600 خرق للتهدئة منذ نوفمبر 2012م.
ومن جانب آخر كسر ذلك الصمت الإقليمي والدولي والعربي الذي تناسى تحت وطأة الأحداث الجسام التي تعصف بالمنطقة والعالم بأنه يوجد شعب فلسطيني يُقتل ويُحاصر ويُمنع من ابسط حقوقه دون أن يحرك احد ساكنا .
وجاءت كذلك لكسر صمت الجبهة الداخلية الصهيونية التي كانت تنعم بالأمن ورغد العيش في ظل توقف ردود المقاومة واستمرار حالة الهدوء في المغتصبات والمدن الصهيونية.
فجاءت معركة " كسر الصمت " بهذا الاسم وهذا المعنى وهذه الفعالية لتكسر صمتا داخليا وخارجيا وصهيونيا وتعيد من جديد الاعتبار للمقاومة وشعبها وتذكر من نسي أو تناسى بان القضية الفلسطينية حية وأصحاب مشروع المقاومة الحقيقيين ما زالوا على العهد وما ضلوا الطريق وما فقدوا البوصلة كما البعض.
ولو تأملنا بتمعن ما تحقق من انجازات سنجد أنها مهمة جدا وسيكون لها ما بعدها من تبعات سواء على المستوى الفلسطيني أو المستوي الصهيوني وربما أبعد من ذلك .
فمثلا عندما تجبر العدو على الالتزام مجددا بوقف سياسة الاغتيالات الممنهجة بعد 15 شهرا من ممارستها بدون وازع ولا رادع فهذا انجاز مهم .
أن تدفع قادة العدو سياسيين وعسكريين " لبلع " تهديداتهم والتراجع عنها والقيام برد فعل استعراضي لإرضاء المغتصبين المذعورين فهذا انجاز .
أن تعيد غزة ومعاناة أهلها إلى بؤرة الاهتمام الإعلامي وما تبعه من وساطات سياسية واتصالات دولية لا سيما مصرية بعد قطيعة طويلة  فهذا انجاز مهم جدا .
أن تعيد للشعب المحاصر والمظلوم في الضفة وغزة وذوي الشهداء والأسرى في السجون وذويهم روحهم المعنوية التي افتقدوها خلال الفترة الماضية وظهر ذلك جليا من خلال التأييد الجارف لهذا العمل وتوزيع الحلوى في الشوارع وإطلاق الألعاب النارية فهذا قمة الانجاز .
لو أردنا أن نعدد الانجازات لهذه المعركة لما انتهينا خلال ساعات ولكن يمكننا أن نلخص كل ما تقدم بجملة واحدة قالها أحد المواطنين البسطاء والغير مسيسين عندما قال معقبا على كسر الصمت : " الحمد لله أنني عشت في زمن كانت فيه سرايا القدس " .

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/56732

اقرأ أيضا