قائمة الموقع

ماذا ينتظر المخيمات الفلسطينية من سيناريوهات بعد عودة "اللينو" من لقاء دحلان؟

2014-03-31T10:22:48+03:00

تحبس "فتح" في لبنان أنفاسها وقد بدت في حركة استنفار سياسي واضح تزامنا مع اجتماعات عسكرية وتنظيمية متلاحقة ترقبا لما تحمله الأيام المقبلة من تطورات داخلية، فصاحبة الطلقة الاولى وكبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تخشى من انشقاق او تمرد في صفوفها على خلفية زيارة قائد "الكفاح المسلح الفلسطيني" السابق العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو" الى الامارات العربية المتحدة لعدة ايام ولقاء عضو اللجنة المركزية السابق لحركة "فتح" العقيد محمد دحلان وزوجته جليلة.
وفي الاروقة الفلسطينية الضيقة، يتداول بأن "زيارة اللينو الى دحلان تعني أولاً حسم خياره، وثانيا هي بمثابة ردّ مباشر على مواقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" واتهامهما بالخيانة، بعدما عمدت قيادة "فتح" في وقت سابق وبناء على توصية المشرف العام على الساحة اللبنانية عضو اللجنة المركزية عزام الاحمد الى تجميد عضوية اللينو ووقف مخصصاته المالية وموازنته الخاصة".
داخل الاروقة ذاتها، يتداول بعدة سيناريوهات للمرحلة المقبلة، اولها ان يعلن "اللينو" حركة "تمرد" او "انشقاق" وقد سربت شائعات عن تشكيل تنظيم "ابناء العاصفة"، وهذا الامر مستبعد حاليا لان "اللينو" نفسه لم يحسمه حتى الساعة لأن دونه محاذير داخلية وخارجية، وهو يؤكد في كل مجالسه الخاصة والعامة ان ما يتم تسريبه مجرد شائعات لاضعافه وتأليب الراي "الفتحاوي" ضده لانه تجرأ على رفع الصوت الاعتراضي علنا وداخل الاطر التنظيمية وبالتالي سيبقى فتحاويا ينادي بالاصلاح ومحاربة المتسلطين على قرارها ومقدراتها، وثانيا ما يتعلق بالدولة اللبنانية اذ ان هناك "فيتو امني لبناني" على مثل هذه الخطوة لسببين: الاول عدم الموافقة على اضعاف حركة "فتح" في المخيمات امام بقية القوى والفصائل الفلسطينية مهما كان الامر ارتباطا بمواقف السلطة الفلسطينية، والثاني عدم الرغبة بان يتسلم انصار دحلان زمام الامور فيها وفي كلا الحالتين حسابات الربح والخسارة مرتبطة بمعادلة اقليمية ودولية وحق العودة ورفض التوطين.
اما ثاني السيناريوهات، فهو ان يستمر الحال على ما هو عليه من المراوحة والانتظار بحيث يعمل اللينو خلالها على استمالة المزيد من المؤيدين لحركة اعتراضه مع اغداق الاموال لتامين الخدمات وتخفيف المعاناة وتهيئة الارضية المناسبة لاي تحرك في المستقبل تبعا للتطورات السياسية والامنية، سواء كانت سلبية في بقاء الخلاف الرئاس "العباسي" مع "الدحلاني" او التوصل الى مصالحة مرة مستبعدة الى الان رغم كل الضغوط العربية التي تمارس على الرئيس "ابو مازن" غربيا وعربيا  وتحديدا اماراتيا ومصريا.
ثالث السيناريوهات دخول مراجع سياسية وامنية لبنانية وفلسطينية لفرض هدنة على اعتبار ان المرحلة لا تتحمل اي توتير امني في ظل المساعي لاطلاق المبادرة الفلسطينية الموحدة لتحييد الوجود الفلسطيني عن صراعات المنطة والحفاظ على العلاقات الفلسطينية اللبنانية.
بمقابل، هذه السيناريوهات، علمت "النشرة"، ان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المسؤول التنظيمي المركزي جمال محيسن يقوم بزيارة لافتة الى لبنان حيث عقد اجتماعات تنظيمية مع كوادر الحركة في مختلف المخيمات وتحديدا في عين الحلوة والمية ومية، اوضح ان الزيارة تأتي ترجمة للقرار الذي منذ ما يقارب السنتين بالتواصل بين اقاليم الوطن واقاليم الشتات، بهدف استنهاض العمل التنظيمي وتبادل الخبرات التنظيمية بين ابناء التنظيم الواحد.
واكد محيسن على ثوابت ان حركة فتح غنية بشلال الدم الذي سال على ارض فلسطين ولبنان وفي كافة انحاء العالم والذي وصل الى اوروبا ومن حق حركة فتح استعمال كافة وسائل النضال بما فيها السياسية حسب ما ترتائيه الظروف ومصلحة الشعب الفلسطيني التأكيد على انعقاد المؤتمر السابع استنهاضاً للحركة.
بموازة هذا، كان امين سر حركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات وقائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب قد ترأسا اجتماعين تنظيمي وعسكري لقادة كتائب قوات الامن الوطني والكادر الفتحاوي في لبنان، خلصا فيه الى ضرورة الالتزام بقرارات حركة "فتح" وعدم التعاطي مع اي عرض من قبل دحلان وانصاره والا سيكون عرضة للتجميد او الفصل، وسط تشديد على ضرورة حماية المخيمات وعدم الانجرار الى اي اشكال او فتنة في هذه المرحلة الدقيقة.
كما وضع ابو العردات المجتمعين في قرارات المجلس الثوري لحركة فتح التي تؤكد على تفعيل الاطر الحركية كافة  والمؤسسات الحركية والتمسك بالثوابت الوطنية  والوحدة الوطنية وضرورة انهاء الانقسام..."، وقال اللواء ابو عرب، ان "فتح" ستبقى قوية وموحدة، عصية عن الانقسام او الفرقة، وهي تواجه استحقاقين هامين داخلي في حفظ امن المخيمات واستقرارها مع القوى الفلسطينة كافة وخارجي في حمايتها من تداعيات الخلافات اللبنانية والاحجاث الامنية السورية.
إلى ذلك، أكّد العيمد "اللينو" في مخيم عين الحلوة، حيث استقبل المهنئين بعودته، انه تكاثرت في الاونة الاخيرة الكثير من التحليلات والتأويلات وتمادى البعض ليرسم طبيعة المرحلة المقبلة وتداعياتها كاشفين عمّا في صدورهم من غيظ وهنا لا بد ان نؤكد المؤكد اننا باقون على ارث الشهداء واننا ابناء حركة فتح هي عزتنا وكرامتنا وبيتنا الرحب، قائلا "ان حركة فتح عصية ولا تقبل القسمة وقد ادرك ذلك شعبنا والمغامرون وان فتح هي حركة الجماهير وليست منوطة بقيد او بقرار ارعن بنزع عنا هذه العزة سنبقى فتح وستبقى حناجرنا تصرخ داخل الاطر الحركية بوجه الفاسدين والمتسلقين لنعيد البريق الذي خفت من سواد افعالهم.
وخلص اللينو بالتأكيد على الحرص لدى القوى الوطنية والاسلامية لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان وتعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية ومباركة جهودهم التي اثمرت مبادرة التفاهم لضمان امن واستقرار شعبنا وتجنيبه الصراعات الخارجية وضمان حسن الجوار مع الاشقاء اللبنانيين، قائلا "نحن جنود لتنفيذ اي مبادرة يرى الشعب الفلسطيني له مصلحة فيها وتحصن وضعة الداخلي".

 


المصدر: موقع النشرة

 

اخبار ذات صلة