ندد الخبير الدولي في مجلس حقوق الإنسان (ريتشارد فولك.. وهو أمريكي الجنسية) بسياسة اسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واعتبرها تحمل صفات الفصل العنصري والتطهير العرقي وان هذا الوضع يتفاقم عامًا بعد عام متهمًا اسرائيل بوضع خططًا منهجية متواصلة لتغير التركيبة العرقية في القدس الشرقية والإفراط في اللجوء الى القوة والعقوبات الجماعية وتدمير المنازل والمزيد في بناء المستوطنات، وتغيير تركيبة القدس السكانية داعيًا محكمة العدل الدولية التدخل وانهاء هذاالإحتلال الطويل للأرض الفلسطينية. (الرأي 23/3/2014) هذا ليس بجديد على دولة الاحتلال الإسرائيلي فعلى مدى 66 عامًا من اغتصابها لفلسطين استخدمت جميع الأساليب غير المسبوقة لمحتلين اخرين في العالم لطرد الفلسطينيين من ارضهم بالقوة وبأساليب في غاية اللؤم والخبث وهي موثقة لدى مؤسسات دولية معروفة.
لقد سجلت اسرائيل في الأعوام الأخيرة ارتفاعًا بنسبة 38% على الأحداث التي وقعت في الأرض المحتلة واتسمت بطابع تمييزي عنصري ليس ضد العرب فحسب بل ضد العمال الأجانب والمهاجرين والأفارقة، كما ان الشرطة والجيش الإسرائيلي تتعاملان مع المواطنين العرب (أصحاب الأرض) داخل الخط الأخضر وخارجه ك(أعداء) وليس كمواطنين... ففي السنوات الأخيرة جرى قتل المئات من الشبان العرب اخرهم ثلاثة في جنين واخر في رام الله تم قتلهم بدم بارد وفي وضح النهار.
كما سجل العامان الأخيران ارتفاعًا كبيرًا في حالات الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين من قبل مواطنين اسرائيليين على خلفية عنصرية، والرسالة الموجهة الى اليهود من اجهزة التعليم والإعلام والقضاء والقيادات الدينية والسياسية وكلها تعتبر دعوة صريحة لممارسة العنصرية والتحريض ضد العرب.
لقد اصبحت العنصرية في اسرائيل سياسة رسمية وستصبح أكبر واوسع إذا تم التوافق على يهودية الدولة حيث سيصبح العرب سكان البلاد الأصليين عرضةً للتهجير، وهذا تكريس (اسرائيل كدولة ابارتهايد تمامًا كجنوب افريقية قبل التسعينات حيث كان الحكم بيد الأقلية البيضاء.
السياسات العنصرية للحكومات الاسرائيلية المتعاقبة متماثلة و ليست جديدة، فمنذ عهد بن غور يون و مرورًا بليفي اشكول و غولدا مائير و مناحيم بيجن و اسحاق رابين و اسحاق شامير و انتهاءً ببنيامين نتنياهو تقوم كلها على اقناع جميع من يلتقون بهم من كبار المسؤولين الامريكيين و الأوروبيين و الأسيويين و الافريقيين.. و حتى كبار المسؤوليين العرب يجب ان تكون فلسطين خالية من العرب.!
المصدر: الرأي، عمّان