كان حذرا في فرحته و لم يبدها لأحد ... "سيعود رائد إلى المنزل و أخيرا" وبدأت التحضيرات مع إقتراب الموعد .. إلا ان شيئا كان يمنعه أن يفرح ملئ القلب... كان لخوف من خيبه قادمة نصيب كبير أيضا في قلبه الذي أعياه الإنتظار...وكان ما حذر منه.
"إسرائيل" تراجعت عن إطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى... "إسرائيل" تراجعت عن إطلاق سراح رائد بعد كل هذا الغياب ... وما زال لديه مزيدا من الأيام ليعدها في بعده، كما قال حينما سألناه مازحين هل تعد سجنه بالأشهر، حينما قال: معتقل منذ 24 عاما وسبعة أشهر"، فرد " باليوم والله".
والد الأسير "رائد السعدي من السيلة الحارثية في جنين تلقى خيبه أخرى .. هي الأكبر فلم يعد في العمر متسعا لإنتظار قادم بعد أن بلغ من العمر 79 عاما:" الله أعلم أعيش لحد ما أشوفه وإلا لاء".
السعدي واحد من قائمة طويلة تضم أسماء 30 أسيرا من قدامى الأسرى الذي كان على "إسرائيل" الإفراج عنهم يوم أمس حسب الإتفاق بينها وبين السلطة الفلسطينية والذي عادت الأخيرة بموجبه للمفاوضات قبل تسعة أشهر.
القائمة التي تضم 15 من أسرى الداخل الفلسطيني المحتل والقدس المحتلة، وأسيرا من قطاع غزة، 14 أخرون من الضفة الغربية، جميعهم تجاوز إعتقالهم 20 عاما ومحكومين بمؤبدات، كما رائد المحكوم بالمؤبد مدى الحياة لعامين.
يقول الوالد:" في البيت قلق كبير منذ البداية وخاصة أن لا تأكيد من الطرف الصهيوني على الإفراج عنهم، ونحن لم نبلغ بشكل رسمي لا من الوزارة ولا الرئاسة، كنا ننتظر قائمة مصلحة السجون".
وكان السعدي، وهو من قيادات حركة الجهاد الإسلامي في السجون، قد أعتقل في العام أغسطس 1989 وحكم بالمؤبد لمرتين بعد إدانته بقتل جنديين، وطوال هذه الفترة ترفض "إسرائيل" شمله في أيه صفقة قامت بها بحجة أن " إيديه ملطخة بالدماء".
أعتقل السعدي وعمره لم يتجاوز 22 عاما، واليوم وقد تجاوز من العمر 46 عاما، لا تجد عائلته سوى التأمل برحمه الله أن يمن عليها برؤيته:" أمه مريضة ولا تتحرك وأنا بلغت من العمر ما بلغت ولم يبق لدينا أمل سوى رؤيته في البيت حرا".
ويقبع السعدي حاليا في سجن جلبوع، حيث قامت إدارة السجون بنقله قبل شهر واحد من سجن نفحة، ولا تدري عائلته عنه شئ فالوالدة لا تقوى على زيارته فيما يمنع باقي أشقائه من زيارته بحجة المنع الأمني.
جدير بالذكر أن الأسير الشيخ "رائد السعدي " عميد أسرى حركة الجهاد الإسلامي بالضفة المحتلة واحد ابرز قادتها، ويعد ثالث أقدم أسير في سجون الاحتلال من مدينة جنين بعد الأسيرين عثمان بني حسن، وهزاع السعدي، حيث انه معتقل منذ 28/8/1989 ، ومحكوم بالسجن المؤبد مرتين، إضافة لعشرين عاما بتهمة الانتماء للجناح العسكري للجهاد الإسلامي ومقاومة الاحتلال وتنفيذ عمليات عسكرية أدت لمقتل جنود ومستوطنين صهاينة.