/مقالات/ عرض الخبر

السلطة الفلسطينية كطرف ثالث؟.. كتب: نواف ابو الهيجاء

2014/03/29 الساعة 07:23 ص

دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس العدوان الصهيوني على قطاع غزة، كما دان في الوقت عينه، عملية اطلاق الصواريخ الفلسطينية على «اسرائيل».
هذا الموقف يعيد الى الاذهان مواقف سابقة للسلطة الفلسطينية دانت فيها عمليات المقاومة وعزّت الصهاينة بقتلاهم، ما يطرح سؤالا حول ما إذا كانت السلطة الفلسطينية طرفاً ثالثاً بين الكيان الصهيوني والشعب الفلسطيني، او بين المنظمات الفلسطينية المقاوِمة وبين العدو الصهيوني؟
السلطة الفلسطينية انبثقت الى الوجود بموجب «اتفاقية اوسلو» ولكنها من نتاج «منظمة التحرير الفلسطينية» التي يفترض انها تمثل الشعب الفلسطيني. اعترف العرب بالمنظمة واعترف نحو ثلثي دول العالم بها ممثلا وحيدا وشرعيا للشعب الفلسطيني. واذا كان الواقع قد قال ان المنظمة وضعت على الرف منذ «اتفاقية اوسلو» الا ان الواقع ذاته يقول أيضاً بأن الرئيس الفلسطيني هو رئيس «منظمة التحرير الفلسطينية» وهو ايضا رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح».
قبل بضعة ايام انعقدت اجتماعات المجلس الثوري لحركة «فتح» واعلن رفضه تمديد المفاوضات بين السلطة والكيان الصهيوني. كما اعلن رفضه الاعتراف باسرائيل، دولة يهودية، ودعا الى الوحدة الوطنية والى تفعيل «منظمة التحرير الفلسطينية». فهل ستمتثل قيادة السلطة لما اعلنه المجلس الثوري لحركة «فتح»؟
تصرفات السلطة تأتي وكأنها تصرفات قوة ثالثة او طرف ثالث من حيث الموقف من الاحتلال ومن المفاوضات ومما يجري في الداخل الفلسطيني. فليس يفترض في الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ان يكون طرفا بين الشعب وبين الاحتلال والا لما كانت المنظمة في الاساس التعبير عن الارادة الشعبية الفلسطينية في التحرير وفي العودة.
والمؤسف أنه حين سئل الرئيس الفلسطيني عن الموقف من المقاطعة الدولية للكيان الصهيوني قال، انه لا يدعو الى المقاطعة، وان السلطة الفلسطينية تتعامل مع اسرائيل ولا تقاطعها. العجيب ان الرئيس هنا يتصرف فعلا كطرف ثالث لا كطرف مجابه للاحتلال ويريد ازالته على الاقل مما احتل من ارض فلسطين في العام 1967.
القضية اليوم تحتاج الى مناقشة في الوسط الفلسطيني لإعادة الصورة الى طبيعتها. ان قرارات عديدة اتخذت في اجتماعات القيادات الفلسطينية في القاهرة دعت الى تفعيل دور المنظمة ولكنها حتى الآن بقيت حبرا على ورق. فما المانع في اعادة رسم خريطة العلاقات الفلسطينية الفلسطينية بما يعيد الى الفلسطينيين قوتهم في استعادة الوحدة الوطنية وفي اعادة هيكلة وتفعيل «منظمة التحرير الفلسطينية» لتكون الممثل الشرعي الحقيقي للشعب الفلسطيني. مثل هذا الأمر إما أن يدعم السلطة في مواجهة الاحتلال، أو ينزع عنها الثقة.

 

المصدر: صحيفة السفير
 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/56413

اقرأ أيضا