قائمة الموقع

"اليرموك".. الحصار والجوع يفاقمان الوضع الصحي والإنساني

2014-03-28T06:08:54+03:00

 تفاقم المأساة الإنسانية التي يعيشها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، حيث تكاد تنعدم المواد الغذائية والاحتياجات الطبية والصحية وتدهور الأوضاع المعيشية بسبب الحصار المفروض على المخيم منذ حوالي عام، وإعاقة دخول المساعدات الإغاثية للمخيم، مما تسبب في ارتفاع حالات الوفاة جوعا.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وصفت الوضع في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بـ"المعقد للغاية"، مطالبة بالوصول المستدام إلى اللاجئين الفلسطينيين، سيما أن آلاف منهم لم يتلقوا المساعدات الإنسانية بعد.
قد أصدر مجلس الأمن الدولي في 22 شباط (فبراير) الماضي، قرارا بالإجماع يدعم بمقتضاه ايصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في سورية.
 

وضع مأساوي 
أوضح مدير الهلال الأحمر الفلسطيني في سوريا د. شاكر الشهابي، أن الوضع الصحي لمخيم اليرموك مأساوي، بسبب نفاد المواد الطبية من مستشفى فلسطين بشكل كامل نتيجة الحصار المفروض على المخيم، حيث يعجز المستشفى عن تقديم ما يلزم للجرحى، وهذا يؤدي إلى وفاة الكثيرين منهم، لعدم وجود الأدوية والسيرومات الملحية والسكرية والمختلطة، إضافة إلى نفاد الأدوية الأخرى من المستشفى.
وأشار د. الشهابي، إلى أن قطع الكهرباء منذ أكثر من عام وحاجة المولدات الكهربائية لمادة السولار التي إن توفرت فأسعارها تفوق ستة أضعاف السعر المعتمد، الأمر الذي أدى إلى توقف قسم العمليات تماماً في المستشفى لعدم وجود المواد الطبية اللازمة للعمليات الجراحية وعدم وجود كادر طبي حيث استشهد الطبيب الجرّاح الوحيد في مخيم اليرموك العام الماضي، لافتا إلى أن المستشفى يكاد يخلو من الأطباء الجراحيين ويعتمد الإسعاف على ما يقدم للجريح من إيقاف النزيف وخياطة الجروح وبعض الجبائر.
وأضاف:" المستشفى قبل الأزمة الحالية كان يعمل بطاقة تستوعب 65 سريراً، خمسة أسِرَّة للعناية المركزة وغرف الحواضن وأربع غرف للعمليات وجميعها توقف بشكل كامل، فيما لا يزال يعمل قسم صغير بخمسة أسِرَّة داخل قسم النسائية والتوليد خصص لحالات سوء التغذية".
 

أمراض مختلفة 
وأكد الشهابي، انتشار أمراض سوء التغذية وخاصة بين الأطفال وكبار السن، والأمراض المعدية الجلدية كالجرب والقمل إضافة إلى التهاب الكبد الوبائي والكساح عند الأطفال وأمراض القلب والضغط والأمراض المزمنة لدى المسنين، مشيراً أن المريض بسوء التغذية يحتاج عادة ما بين الشهر والشهرين لاستعادة عافيته إذا ما تناول مواد غذائية بشكل تدريجي، حيث تعرض أكثر من خمسة عشر طفلاً للوفاة خلال العام الماضي نتيجة سوء التغذية.
وأوضح الدكتور الشهابي، أن الأطباء العاملين في المستشفى بغالبيتهم فلسطينيون إضافة إلى بعض السوريين، ويتبع المستشفى سياسة أخذ المال ممن يستطيع أن يدفع حتى يتمكن من علاج من لا يستطيع أن يدفع.
وكشف تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية، عن وفاة ما يقرب من 200 شخص داخل مخيم بفعل الجوع منذ تشديد الحصار في يوليو/ تموز 2013.
 

مهمة إنسانية 
وبدوره أوضح أبو جلال – مدير مستشفى فلسطين أن المستشفى كان يستقبل كافة الحالات وتعهد بعلاج الجميع سواء كان مدنياً أو عسكرياً، فمهمته في نهاية المطاف إنسانية، مشيراً إلى قرار رئاسة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني باستقبال كافة الجرحى دون الاستفسار عن هويتهم.
ووصف أبو جلال، حال مستشفى فلسطين قبل الأزمة بخلية النحل التي تستقبل كافة الحالات، وسيارات الإسعاف التي تعمل على مدار الساعة لتغطي كافة أرجاء مخيم اليرموك، حيث اعتاد المستشفى القيام بكافة أنواع العمليات الجراحية باستثناء القلب المفتوح، لافتا إلى أن قسم الإسعاف يعاني من انخفاض قدرته الاستيعابية من 1000 مريض خلال الشهر إلى 600 فقط.
 

انعكاسات طبية واجتماعية
ومن داخل مخيم اليرموك قال جمال حماد مسؤول الهلال الأحمر الفلسطيني في المخيم: " إن مرض سوء التغذية التي يعاني منه السكان يتسبب في إذابة النسيج الدهني الموجود بين العضلات والجسم، ويظهر في المرحلة الأولى نتيجة نقص الأكل ثم هزال بالعضلة ومن ثم يتغير لون الجلد وأخيراً مرحلة الوجه القمري، والخطير بهذه الآفة إنها غير مدروسة ولا توجد كتب أو ألأكاديميات تحدثت عنها إلاَّ ما ندر".
ولفت حماد، إلى أن المريض بسوء التغذية يحتاج إلى متممات غذائية قبل بدء تناول الطعام، حيث يتعرض المريض عادة إلى سوء تغذية يتبعه حالة من الجفاف تتمثل ببروز عظام القفص الصدري، مشيراً إلى أن ذلك يتسبب بعدة انعكاسات طبية واجتماعية حيث يتحول المريض إلى شخص "نزق" ذو رد انفعالي سريع، وما إلى ذلك من العنف الفردي والأسري والجماعي، وحالات تساقط الشعر ونقص الكلس".
وشدد على أن النساء الحوامل لا يستطعن إكمال حملهن والمرضعات منهن غير قادرات على إرضاع أطفالهن، مبيناً أن طبيباً بيطرياً وحيداً يقوم بعمليات الولادة الطبيعية في مخيم اليرموك، إضافة إلى ثلاث قابلات يقمن بذلك.
ومن المعضلات الطبية المنتشرة في مخيم اليرموك نقص ما يعرف طبياً بـ"الشوارد" حيث ينعكس على آلية عمل الكليتين فانحباس السوائل وانتفاخ الأطراف يؤديان لقصور كلوي متبوع بفشل كلوي ومن ثم الوفاة، وذلك في ظل عدم وجود طبيب مسالك بولية للعلاج.
ويقيم في مخيم اليرموك أكثر من أربعين ألف فلسطيني أغلبهم نزح من مخيمات الحسينية والسبينة والسيدة زينب حيث تعتبر هذه المخيمات فارغة من سكانها.
 

المصدر: الاستقلال


 

اخبار ذات صلة