/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

خطة استجلاب آلاف اليهود تثير مخاوف عرب النقب

2014/03/26 الساعة 10:32 ص

 لم تكتفِ سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمخططات اقتلاع وهدم منازل المواطنين العرب في النقب المحتل، بل تسعى لاستجلاب آلاف اليهود الجدد للإقامة فيها خلال العقد القادم، في محاولة لتهويد المنطقة، وإلغاء الوجود العربي وتحويله المنطقة لأكثرية يهودية.
ويخشى المواطنون العرب في النقب من تطبيق تلك الخطة الإسرائيلية، وإحلال اليهود مكانهم، وبالتالي طردهم من أراضيهم، ولكن رغم ذلك يصرون على مواصلة النضال بكافة الوسائل والطرق للحفاظ على وجودهم في قراهم وممتلكاتهم.
وكان وزير "تطوير النقب والجليل" الإسرائيلي سيلفان شالوم قال أمام مؤتمر "النقب والجليل" في سديروت الثلاثاء، إن حكومته قامت خلال السنوات الخمسة الماضية بأشياء كثيرة تهدف في الأساس إلى استجلاب 300 ألف يهودي، للإقامة والسكن في منطقة النقب خلال العقد القادم.
وأعلنت الوزارة الإسرائيلية مؤخرًا عن إعفاءات ومساعدات مالية لكل يهودي يقوم بشراء مأوى جديد أو بيت في النقب والجليل، "من أجل تشجيع واستيعاب اليهود من مركز البلاد في النقب والجليل، ومنع الهجرة المحلية منهما إلى المركز".
ويأتي ذلك في ظل الحديث عن أن وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي تعمل على تطبيق مخطط "برافر" الاقتلاعي في النقب بهدوء، مستخدمة وسائل الترغيب والترهيب لحمل السكان على إخلاء أراضيهم والانتقال للسكن في تجمعات سكانية قائمة، وذلك وفق التقرير السنوي لهيئة فرض الأحكام المتعلقة بالأراضي التابعة للوزارة.
 

تهويد النقب
ويقول رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف فيها بالنقب عطية الأعثم، إن هذه الخطة تأتي في إطار تهويد منطقة النقب، وتحويلها إلى أكثرية يهودية، للحد من الوجود العربي، ومصادرة الأراضي العربية من أجل استجلاب هؤلاء المستوطنين واليهود.
ويضيف أن المؤسسة الإسرائيلية تسعى للتضييق على المواطنين العرب بكافة الوسائل وطردهم من بلادهم، ومن أجل ذلك وضعوا مخطط "برافر"، فهي تحاول تجميع المواطنين في 1% فقط من أراضي النقب، وهدم حوالي 30 قرية غير معترف بها لتوفير أراضي للمستوطنين، لإقامة مستوطناتهم على أنقاض تلك القرى.
ويوضح أنها تعمل أيضًا على أن يكون اليهود بالنقب أكثرية، وأن يكون تأثير العرب هامشي، مؤكدًا معارضته ورفضه القاطع لهذه الخطة، ولاستجلاب اليهود إلى النقب، ومصادرة أراضيها، معربًا عن خشيته من تطبيقها.
وتعمل المؤسسة الإسرائيلية –وفق الأعثم- منذ سنوات على جلب آلاف اليهود للإقامة بالنقب، وتمنحهم المزيد من الإغراءات والمحفزات من أجل ذلك، إلا أنهم يرفضون العيش فيها، مما حدا بالدول العبرية نقل عدة معسكرات للجيش الإسرائيلي من منطقة المركز إلى النقب.
ويلفت إلى أن "إسرائيل" بدأت العمل بخطة نقل مدينة "الاستخبارات العسكرية" من الشمال إلى بلدة اللقية في النقب على مساحة 5700 دونم، حيث سيطلبون من المواطنين العرب عدم رفع سقف البناء في المنطقة، كما بدأت بإقامة مدينة "إرشاد الجيش" على أنقاض قرية وادي المشاش على مساحة 6 آلاف دونم.
وحول كيفية مواجهة خطة استجلاب اليهود، يقول الأعثم "سنعمل بكل قوة على منع هدم قرانا ومصادرة أراضينا، ومنع جلب اليهود إليها، وسنتوجه للمحاكم وللمؤسسات المحلية والدولية، رغم أننا لا نعول كثيرًا على تلك المؤسسات".
ويؤكد أن عرب النقب سيستمرون في النضال ما أمكن حفاظًا على وجودهم وقراهم، قائلًا: "نحن لا نتوقع أي مساعدة دولية أو عربية، وما نعول عليه هم صمود الأهالي، ووقوفنا إلى جانبهم، لأن كل المخططات والمعسكرات الإسرائيلية سيتم تنفيذها على حساب وجودنا".
 

وسائل المواجهة
وينتقد النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي طلب أبو عرار، خطة هجرة اليهود للنقب، قائلًا: "إن المؤسسة الإسرائيلية تعمل على تهويد النقب بكل ما فيه، وطرد العرب منه ومصادرة أراضيهم، وهدم بيوتهم لاستيعاب يهود من شمال الأراضي المحتلة عام 48 أو المركز بالنقب، كما يجري في منطقة الجليل".
ويوضح أن ذلك يأتي على حساب العرب وممتلكاتهم، مبينًا أن المؤسسة الإسرائيلية تقدم إغراءات وتسهيلات كبيرة لتشجيع اليهود على الإقامة بالنقب والجليل أيضًا، وبعض اليهود يوافقون على الانتقال من شمال البلاد إلى النقب.
وتمارس سلطات الاحتلال بشكل شبه يومي عمليات اقتلاع وهدم للمنازل العربية في النقب، وسط إصرار الأهالي على البقاء والصمود في قراهم مهما كلفهم ذلك من ثمن.
وبهذا السياق، يؤكد أبو عرار قائلًا: "لن نرحل من قرانا وبيوتنا مهما هدموا واستقدموا يهود جدد للمنطقة، سندافع عن أراضينا بكل ما نملك، ولن يكون استجلاب اليهود على حسابنا وحساب فلسطينيي الداخل"، لافتًا إلى أن الصراع مع الاحتلال على 5% من مساحة النقب.
وبشأن دور أعضاء الكنيست العرب بمواجهة الخطة، يقول: "نعمل على جميع المسارات برلمانيًا وميدانيًا، وقد طرحنا هذه القضية في الكنيست، حيث يتم معالجتها بشكل موسع، ومن خلال مجموعات ضغط حتى أن الأحزاب اليهودية اليسارية تنضم إلى جانبنا وتتضامن معنا".
ويضيف: "نرفض كل المخططات التي تستهدف وجودنا بالنقب والداخل المحتل بشكل عام، ولا يمكن القبول بكل ما يفعله وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي يرغب بطرد العرب، وكذلك ما يخطط له رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".
ويتابع أبو عرار: "نحن نواجه ذلك بكل ما أوتينا من وسائل وأساليب لوقف هذه السياسة الإسرائيلية أو على الأقل للحد منها".


المصدر: صفا


 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/56182

اقرأ أيضا