وصف موقع " معاريف الالكتروني الاسرائيلي في مقال مطول نشره اليوم " السبت" الوضع في الضفة وغزة بالمتفجر وساحة تغلي انتظارا للحرب القادمة ضد إسرائيل حسب تعبيره في المقال الذي تناول فيه ما ادعاه كاتبه الصحيفة " اساف غبور" الاستعدادات الفلسطينية لشن الحرب سواء في غزة و الضفة وحمل عنوان حماس تريد الحرب والسلطة تنتظر الفرصة المناسبة ".
شهدت المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين وإسرائيل تصريحات صدرت عن مسؤولين أو مصادر فلسطينية رسمية تحذر فيها من المخاطر والإبعاد الناتجة عن فشل هذه المفاوضات ما يعني في واقع الحال العودة إلى الانتفاضة العنيفة ضد إسرائيل والان يمكن القول ان هذا التفكير بات مقرونا بالأفعال حيث أظهرت معطيات نشرها جهاز الشاباك ارتفاعا في الأعمال " الإرهابية" في منطقة الضفة الغربية خلال العام الماضي لدرجة ان القتلى الإسرائيليين الذين سقطوا في الضفة الغربية فاق لأول مرة عددهم في قطاع غزة وميدانيا عززت المنظمات "المسلحة" من وتيرة نشاطاتها بشكل خفي تحت ارض ساحة تبدو ظاهريا هادئة نسبيا لكن نيران قوية تشتعل تحتها انتظارا للحظة المناسبة.
احتفل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليلة تنفيذ المرحلة الثالثة من عملية إطلاق سراح الأسرى القدامى بمشاركة الأسرى داخل المقاطعة لكن بعيدا عن المقاطعة بمسافة قصيرة وعلى مدخل المدينة كانت هناك احتفالات مختلفة من حيث المضمون حيث خرج عشرات المسلحين مطلقين نيران أسلحتهم في الهواء ليثبتوا بأنه ورغم جهود أجهزة الأمن الفلسطينية لا زالت الأسلحة والوسائل القتالية في أيدي مسلحين تابعين للفصائل الفلسطينية المختلفة وتتحدث الأوساط الفلسطينية في جنين ونابلس عن ظهور المسلحين في مختلف المناسبات حاملين أسلحتهم ومطلقين رصاصهم .
ازدهرت سوق السلاح في الضفة الغربية ويمتلك المسلحين ترسانة متنوعة جدا وكذلك طرق التجارة متنوعة جدا وتصل بنادق الكلاشنكوف السوق غالبا عبر السلطة الفلسطينية سواء بطريقة مباشرة من خلال عناصر الأجهزة الأمنية الذين انهوا خدمتهم أو بطريقة غير مباشرة عبر لصوص سرقوا أسلحة تعود للأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وتصل بنادق M–16 إلى أيدي الفلسطينيين عبر علاقات تربطهم بالعالم السفلي الإسرائيلي الذي يزودهم بالبنادق بأسعار عالية جدا حيث يصل ثمن بندقية M–16 مع تليسكوب وبعض الأشياء المرفقة نحو 60 الف شيكل وهناك مصدر أخر للأسلحة ألفلسطينيية وهو الحدود الأردنية حيث ازدادت عمليات التهريب وكذلك عمليات ضبط أسلحة ومتفجرات مهربة عبر هذه الحدود خاصة بعد إقامة إسرائيل الجدار الأمني والعوائق الأمنية على حدودها مع صحراء سيناء المصرية .
حرب في مخيمات اللاجئين:
وهناك سلاح غير عادي يتمثل بالألعاب النارية التي اعتاد الفلسطينيون القاءها في احتفالاتهم المختلف لكنهم استعملوها مؤخرا كسلاح حيث أطلق الفلسطينون قذيفة العاب نارية بهدف المس بالجنود على حاجز " تفوح " شمال الضفة الغربية وتعامل الجيش مع الأمر وكأنه عملية مسلحة كما أطلقت الأسبوع الماضي قذيفتين من الألعاب النارية بشكل مباشرة باتجاه دورية عسكرية جنوب جبل الخليل.
يلجا الفلسطينيون لإطلاق الألعاب النارية والقنابل محلية الصنع لإدراكهم فداحة ثمن استخدام الأسلحة الحقيقية إضافة إلى ارتباط نوع الأسلحة المستخدمة بمستوى التوتر في المنطقة علما ان عمليات الجيش الهادفة إلى ضبط الأسلحة حققت نجاحات كبيرة خاصة في الأرياف والقرى الفلسطينية.
"يوجد الكثير من الأسلحة هنا وحين تلتقي الأسلحة الكثيرة مع قلة الأعمال والشغل والضغط الاقتصادي وفقدان الأمل وطريقة تفكير خاطئة وكل هذا التوتر السائد بين الناس المؤيدين لمختلف الفصائل سينفجر برميل البارود بكل تأكيد " قال مروان الشرباتي "الذي التقاه الصحفي الإسرائيلي على مدخل الخليل الجنوبي".
"تعمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الخليل والمدن الأخرى بهدف فرض النظام ومنع تطور ونمو خلايا راديكالية وهذا الأمر يعتبر احد عوامل التوتر الفلسطيني الداخلي و"إسرائيل" تضغطنا من الخارج وتتحدث عن توسيع المستوطنات والسيطرة على منطقة الأغوار وإلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين وداخليا تنصب إسرائيل الحواجز وتنفذ الاعتقالات فيما تجري السلطة الفلسطينية مفاوضات معها وتعمل ضدنا في الداخل وتستخدم السلطة الفاسدة التي يتجول كبار المسئولين فيها بسياراتهم الفارهة قواتها ضد الناس التي لا تعرف كيف تعيش ما يخلق شرخا داخل المجتمع الفلسطيني لا يمكن لأحد إصلاحه " اضاف الشرباتي .