قائمة الموقع

خبراء اقتصاديون: خسائر فادحة سيتكبدها العدو في الحرب القادمة

2014-01-30T22:20:37+02:00

توقع خبراء اقتصاديون أن تكون خسائر الاحتلال الصهيوني فادحة بكل المقاييس (الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية) في الحرب القادمة، مؤكدين أن المواجهة المستقبلية على أي جبهة ستكون متغيرة تماماً عما سبق من الحروب.
وقدر الخبراء، حجم الخسائر المتوقعة حال ارتكب الاحتلال الصهيوني أي حماقة بشن عدوان جديد على جبهة قطاع غزة أو لبنان، بعشرات مليارات الدولارات، عدا عن الخسائر البشرية التي ستقع في صفوف جنوده ومستوطنيه.


خسائر فادحة بانتظار العدو
ومن وجهة نظر تحليلية، أكد الخبير الاقتصادي، د. معين رجب ، أن الحرب القادمة ستكون مكلفة وباهظة الثمن للعدو الصهيوني الذي يعيش أزمة اقتصادية متفاقمة بسبب ارتفاع موازنة الجيش على حساب القطاعات الحيوية الأخرى في دولة الكيان، مشدداً على أن المواجهة المستقبلية ستكون مختلفةً تماماً عمَّا سبق لها من الحروب وفق المعطيات الواضحة على الأرض.
وقال رجب:" أي حرب ستكون لها حسابات دقيقة، فالعدو يدرك أنه سيتكبد خسائر متنوعة سواء على صعيد الجانب البشري، الذي يحتاط العدو منه بشكل كبير للحفاظ على حياة مستوطنيه، أو على الجانب العسكري حيث سيتطلب استنفار كافة وحداته القتالية، واستدعاء جنوده الاحتياط، مما يعني توقف عجلة الإنتاج والنمو قبل أن تبدأ المعركة، وسيزداد العجز في موازنة الجيش بسبب النفقات الإضافية التي سيتكبدها خلال الحرب، والتي سيكون لها انعكاساتها الخطيرة على الموازنة العامة للكيان".
وتابع حديثه قائلاً :"الخسائر لن تتوقف عند الجانب العسكري فحسب، بل أن الحياة بمجملها ستتوقف في المناطق التي ستطالها يد المقاومة، سواء بالصواريخ أو بغيرها من التقنيات العسكرية التي باتت تمتلكها في الآونة الأخيرة، مما سيدفع سكان المستوطنات للنزوح إلى الملاجئ، والبعض منهم سيسافر إلى مناطق أخرى أكثر أمناً، وقد تضطر حكومة الاحتلال إلى إخلاء المناطق الحدودية، الأمر الذي سيكلفها أضعاف الأضعاف، عدا عن توقف عجلة الإنتاج الصناعية والزراعية والسياحية بصورة شبه تامة في المناطق المستهدفة ".
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن قطاع السياحة الذي تعتبره حكومة الاحتلال رافداً حيوية وهاماً سيتضرر بصورة كبيرة، متوقعاً تأثر عمليات الهجرة إلى فلسطين، وحدوث هجرة عكسية، كما حدث في الحروب السابقة، ولكن بصورة أكبر هذه المرة، وفق تحليله.
ولفت رجب إلى أن الخسائر الصهيوني لن تتوقف عند ما سبق بل ستشمل الطلعات الجوية، وتشغيل المركبات والآليات العسكرية بكافة أنواعها، وتشغيل القبة الحديدية، واستدعاء الاحتياط، واستنفار كافة مقومات الكيان ومؤسسات الأمنية، والإعلامية، والاستخباراتية، والمعلوماتية للعمل على مدار الساعة دون توقف، مشيراً إلى الحرب التكنولوجية التي ستشنها المقاومة على مواقع الاحتلال مما يعني خسائر بملايين الدولارات ستضاف إلى الخسائر السابقة.


الخوف وحده سيشل أركانهم
أما الخبير الاقتصادي د. نافذ أبو بكر، فأكد أن حجم الخسائر التي سيتكبدها الجيش الصهيوني حال شن عدوان جديد، ستتوقف على ثلاثة عوامل أساسية، هي مدة الحرب، ورد فعل المقاومة، ومدى استعداد العدو لهذه الحرب، مشدداً على أن الظرف الحالي الذي يعيشه الكيان لا يسمح له بشن حرب جديدة على أي جبهة في الوقت الراهن، رغم التهديدات التي تصدر بين الفينة والأخرى على لسان قادته.
وقال أبو بكر: "التكلفة المادية لأي عدوان لا تؤرق دولة الكيان كثيراً، فهم ينفقون ملايين الدولارات لاغتيال شخص واحد، لكن ما يؤثر فيهم حالة الخوف والإرباك التي ستصيب مستوطنيهم حال وقعت حرب جديدة واستهدفت فيها مدنهم الإستراتيجية الأكثر جذباً للسكان، مما سينعكس بالسلب على الهجرة الوافدة إلى فلسطين ، وسيزيد من نسبة المستوطنين الراغبين بالعودة إلى بلدانهم التي قدموا منها إلى بلد العسل والسمن والأمن والأمان كما زين لهم لجلبهم إلى فلسطين ".
وأكد الخبير الاقتصادي في نهاية حديثه على ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية التي من خلالها يمكن أن يحقق الشعب الفلسطيني الكثير من الانجازات والانتصارات.


لمحة تاريخية على خسائر العدو
وتجدر الإشارة إلى أن  خبراء اقتصاد صهاينة قدروا حجم الخسائر الصهيونية جراء الحرب على غزة عام 2012  بنحو 3 مليارات شيكل. وأوضح الخبراء في تصريحات صحفية أن الخسائر الاقتصادية المباشرة بلغت 2 مليار شيكل، وهي تكلفة نفقات الحملة العسكرية على غزة، ونفقات أخرى غير عسكرية تقدر بمليار شيكل.
وأشاروا إلى أن الاقتصاد تكبد خسائر غير مباشرة نتيجة توقف عدة أنشطة عن العمل من أهمها قطاع السياحة والصناعة والزراعة، لافتين إلى أن الأضرار التي لحقت بشتى المرافق الاقتصادية وصلت إلى ملايين الشواقل.
وأضافوا: أن "التكلفة المباشرة للعمليات اليومية في غزة بلغت نحو 170 مليون شيكل"، منوهين إلى أن الاحتلال تحمل تكلفة مالية أكبر في تلك الحرب نتيجة استخدام القبة الحديدية التي يصل تكلفة الصاروخ الواحد منها حوالي 40 ألف دولار، إضافة إلى انخفاض ملموس في قيمة الشيكل والبورصة الصهيونية".
ومن خسائر الحرب أيضاً، 20 مليون دولار، خسائر بلدات الجنوب خلال خمسة أيام وهناك 500 دعوى تعويضات حتى أيام قليلة بعد الحرب، أما تكلفة الساعة الواحدة لطائرة من دون طيران فتبلغ 1500 دولار ولطائرة مقاتلة 15 ألف دولار.
على صعيد ذي صلة، كشف تحليل لقسم الأبحاث التابع للشعبة الاقتصادية لاتحاد رجال الصناعة الصهاينة، أن قيمة الخسائر المادية التي لحقت بالمصانع الموجودة في جنوب فلسطين المحتلة ، خلال معركة السماء الزرقاء "عامود السحاب"، وصلت إلى 200 مليون شيكل، أي ما يقارب 51 مليون دولار أمريكي.
ووفقا لبيانات اتحاد رجال الصناعة الصهيونية، توزعت الأضرار التي لحقت بالمصانع إلى أضرار مادية مباشرة نتيجة إصابتها بصواريخ، وإلى أضرار اقتصادية غير مباشرة؛ بسبب الحرب، وكانت المحصلة إصابة خمسة مصانع بإصابات مباشرة بصواريخ فلسطينية.
أما من حيث الأضرار الاقتصادية غير المباشرة التي لحقت بالمصانع، فقد ارتفع العدد، حيث أغلق 70 مصنعا من يوم الخميس الخامس عشر من نوفمبر وحتى نهاية المعركة، وهي مصانع تقع على بعد سبعة كيلو مترات من الحدود مع  قطاع غزة.


المصدر: سرايا القدس
 

اخبار ذات صلة