أكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حنا عيسى، أن مصادقة الحكومة "الإسرائيلية" على مشروع إقامة 381 وحدة استيطانية جديدة فى مستوطنة "جفعات زئيف" بالقدس يشكل عقبة رئيسية أمام الثقة المتبادلة واستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين "والإسرائيليين" وطعنة للجهود الأمريكية الرامية إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين الفلسطيني و"الإسرائيلي".
وقال عيسى، فى بيان له اليوم، إن المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي وأن أنشطة الاستيطان تخالف التزامات "إسرائيل" بموجب خارطة الطريق وتنسف أى تحركات نحو عملية سلام قابلة للاستمرار، كما أن المستوطنات تقوض الجهود المبذولة حاليا لإعادة المفاوضات إلى مسارها وتشكل عقبة أمام السلام ويمكن أن تجعل من المستحيل التوصل لحل قائم على تعايش بين دولتين.
وأضاف أنه خلافا لكافة القوانين والأعراف الدولية فإن الرؤية "الإسرائيلية" لمستقبل الاستيطان الذي تقوم به يكمن فى مصادرة الاراضي وبناء المستوطنات عليها أولا وإسكان "الإسرائيليين" في هذه المستوطنات وخلق وجود ديمغرافي يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الوجود الفلسطيني الحالي المستقبلي ثانيا.
وأشار عيسى إلى أن الهدف الرئيسي لسلطات الاحتلال "الإسرائيلي" من الإسراع في بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في مدينة القدس هو تفريغ القدس الشرقية المحتلة من سكانها الأصليين وخلق الحقائق على الأرض، وإنهاء ملف القدس كملف تفاوضي، كما أن "إسرائيل" ترغب بجعل عملية السلام " إذا تمت" من دون قيمة.
وأوضح انه وفي حالة القدس, فان الضم الذى تدعيه "إسرائيل" للقدس الشرقية يعنى حرمان سكانها من الحماية التى توفرها اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949, بصورة مناقضة للمادة 47، وقد ازدادت المشكلة سوءا عندما أضيف إلى حدود المدينة الموسعة مناطق كبيرة من ضواحى المدينة, وبذلك تم حرمان سكان هذه المناطق من مزايا المعاهدة, حيث تم فعليا دمج المناطق والمستوطنات داخلها في "إسرائيل".
ونوه عيسى عن أن "إسرائيل" تسعى من خلال التوسع الاستيطاني إلى تغيير طابع وشكل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة، الأمر الذى يعوق فى نهاية المطاف عملية السلام وتطبيق النصوص الواردة فى قرارات مجلس الأمن 242 و338.
كانت حركة "السلام الآن" "الإسرائيلية" المناهضة للاستيطان قد أعلنت اليوم الثلاثاء، أن الحكومة "الإسرائيلية" وافقت على خطة جديدة لبناء 381 وحدة سكنية فى حي استيطاني فى القدس الشرقية المحتلة.
وأشارت الحركة إلى أن "الإدارة المدنية "الإسرائيلية" تحت إشراف وزارة الدفاع نشرت خططا لبناء 381 وحدة استيطانية جديدة فى جفعات زئيف".