قائمة الموقع

فلسطينيو سوريا: النزوح نكبتنا الثانية

2014-01-13T07:44:15+02:00

تحار سعاد في كيفية تأمين حاجاتها وعائلتها من الأغذية والطعام، بمبلغ لا يتجاوز 50 دولارا، حصلت عليه من "الأونروا"، التي قدمت مساعدة مالية للعائلات الفلسطينية النازحة من سوريا بعنوان "بدل طعام". المبلغ، وفق سعاد، "لا يكفي لأسبوع". ولكن وفق مفهوم "الأونروا" وإمكاناتها، هو بدل مالي فصلي.
جربت سعاد كل المعادلات الحسابية ولم توصلها إلى نتيجة، فإن اكتفت بالخبز والبندورة، فالأكلاف تفوق 100 دولار شهرياً عدا عن متطلبات الحياتية الأخرى. ولا تقف متطلبات النازح الفلسطيني في البقاع على موضوع الطعام، ففي ظل تدني درجات الحرارة والصقيع تبرز مأساة التدفئة وأكلافها العالية، وإن استلموا، وفق سعاد، للمرة الأولى منذ نزوحهم، 300 دولار عن ثلاثة أشهر لتأمين حاجاتهم من وسائل التدفئة.
ذلك المبلغ، وإن كان كبيراً مقارنة مع انعدام التقديمات في الفترة السابقة، لا يكفي لشراء مؤونة شهرية من الحطب، حتى الذي يتشكل من بقايا التشحيل إلى نفايات مناشير الخشب، وصولاً إلى المواد البلاستيكية المرمية على جوانب الطرق، فأكلاف تلك الوسائل تفوق بأضعاف المبلغ الذي أمنته "الأونروا"، وتبخر في ظل ارتفاع أسعار الحطب والوقود.
نكبة النقص في التقديميات مقابل ارتفاع حجم المتطلبات اليومية، تشمل اكثر من 1600 عائلة فلسطينية نزحت من سوريا إلى البقاعين الاوسط والغربي، وفق قيود "الأونروا"، ومنظمات اللجان الشعبية الفلسطينية، وفق عضو اللجنة المركزية لـ"الجبهة الديموقراطية" عبد الله كامل. ويلفت إلى "تخلي المنظمات الدولية والعربية عن مد يد العون للنازح الفلسطيني تحت حجة وجود الأونروا. والاخيرة بدورها غائبة عن تقديم الحد الأدنى من احتياجات النازحين الفلسطينيين". ويرى كامل أن "نزوح الفلسطينيين، بما يحمله من تشرد تفوق نتائجه الكارثية الموثقة بالمشاهد والصور اليومية، ما عاشه آباؤنا إبان نكبة النزوح الأول من فلسطين المحتلة".
صرخة جديدة، أطلقتها العائلات الفلسطينية النازحة أمس، أمام "المركز الثقافي الفلسطيني" في سعدنايل، مع تكرار المطالب بتحرك عاجل لـ"الأونروا". وتشكو الوكالة، وفق مصادرها، من "قلة الإمكانات المالية المتوفرة لها، فكل ما يتأمن من سيولة ومساعدات يتم تحويله إلى النازحين. لكن خزائننا فارغة والحاجات تكبر يوما بعد يوم".
ويضيف كامل "هناك عائلات تتكدس فوق بعضها البعض في كاراجات في تعلبايا وسعدنايل، وفي أحسن الأحوال تجد بعض العائلات غرفا مهجورة في السهول أو غرف داخل الطوابق السفلية، أو خيم، وكلها ببدلات مالية ارتفعت كثيرا وتضاعفت مرات عدة بفعل ازدياد الطلب عليها من قبل النازحين السوريين". ويحرم النازح الفلسطيني من المساعدات العربية والدولية، بينما يستفيد منها النازح السوري، الذي يؤمَّن له بدل ايجار وتدفئة وطبابة وتعليم بشكل شهري. ورفع ذلك من بدلات إيجار الشقق السكنية، كما يحرم من بدل الإيواء والتدفئة والتقديمات الأخرى التي يستفيد منها النازح السوري.
في بداية النزوح الفلسطيني إلى البقاع، استفادت العائلات الفلسطينية من أربعة تقديمات وفرتها "الأونروا". مبدئياً، انحصرت المساعدة بحرام وفرش وغالون فارغ. والمساعدة الثانية كانت عبارة عن بدل إيواء بقيمة 200 دولار تحت 3 أفراد، و300 دولار للعائلة فوق 3 افراد. المرة الأخيرة منذ شهر، حين أعطت الوكالة بدل أيواء 200 دولار و300 دولار بدل مازوت عن ثلاثة أشهر، و50 دولار بدل طعام وغذاء و50 دولار بدل صوبيا.
لا يخفي كامل أن "المساعدة الأخيرة كانت كريمة، من الأونروا، وإن أتت تحت ضغط أنين العائلات الفلسطينية، واحتجاجات المنظمات والفصائل الفلسطينية"، مطالباً بأن "تكون مساعدات الأونروا شهرية وليست فصلية، أي كل أربعة اشهر، لأن الاحتياجات كبيرة وإمكانات العائلات الفلسطينية النازحة معدومة، فمعظم العائلات خرجت من أماكن الاقتتال في سوريا بما تلبس، بعدما فقدت كل أملاكها وممتلكاتها".


المصدر: السفير

اخبار ذات صلة