/الصراع/ عرض الخبر

بين "برافر" وكيري... المخطط يتكامل... والرد بالمقاومة

2014/01/02 الساعة 08:05 ص

يبدو أن السرية والكتمان التي لفت المفاوضات الجارية منذ نحو خمسة أشهر بين وفدي: حكومة العدو الصهيوني و"سلطة الحكم الإداري الذاتي المحدود"، وبرعاية أميركية، لا تسري إلا على "السلطة" التي تترك الشعب الفلسطيني عرضة لأهواء الاعلام الصهيوني الذي يكشف القليل الهامشي ممّا تحضّره الإدارة الأميركية من مشاريع ومخططات سياسية وأمنية، ويخفي الكثير الذي يستهدف جوهر القضية الفلسطينية ولبها وثوابتها الأساسية. الأمر الذي يشكل استغفالاً للشعب الفلسطيني، وتسهيلاً لتمرير المخططات التي يعمل على صياغتها وزير الخارجية الأميركي جون كيري وفريقه الديبلوماسي المكون من 130 شخصاً، وفق الرؤية الأمنية الصهيونية، التي برزت ملامحها في المقترحات المسربة بشأن منطقة الأغوار المتاخمة للحدود مع المملكة الأردنية...
ولا شك أن سيل التصريحات الفلسطينية الرافضة لما يحمله كيري من مقترحات وخطط سياسية وأمنية، وحتى من قبل قيادات "السلطة" وفريقها المفاوض، تكشف حجم الكارثة الوطنية التي يعد لها الفريق الأميركي، الذي يعمل جاهداً لاستثمار "إنجازاته" على صعيد ملفي: "الكيماوي السوري" و"النووي الإيراني"، واستغلال حالة الاضطراب والفوضى والاقتتال الداخلي في غير بلد عربي، إضافة إلى الانقسام الجغرافي والديموغرافي والنزاع السياسي الحاد في الساحة الفلسطينية، من أجل تحقيق اختراق ونقلة نوعية في مسيرة المفاوضات، وإخراج اتفاق سياسي وأمني يكمل ما أنجزه وحققه اتفاق "أوسلو" (الأول)، الذي وفر لكيان العدو غطاء "شرعياً" لتوسيع قاعدة استيطانه التي استحوذت على نحو ستين بالمئة من أراضي الضفة الغربية المحتلة، وتسريع عمليات التهويد والصهينة التي طالت مقدساتنا وفي المقدمة منها المسجد الأقصى المبارك الذي يحضرون اليوم الأجواء لفرض التقاسم الزماني والمكاني في ساحاته وباحاته بين أصحاب الحق والمغتصبين... وكرست حالة من التجزئة داخل الساحة الفلسطينية، جعلت لكل جزئية منها همّاً ومطلباً تسعى إليه بمفردها...
فهاهم أبناء النقب يواجهون مخطط برافر... وأبناء عكا وحيفا والجليل يواجهون التهويد الدائم، وينتظرون الأسوأ بعد اعلان الكيان "دولة يهودية"... وأبناء غزة يقاومون الحصار والعدوان... وفي الضفة يصطدمون بالجدار والاستيطان... وفي القدس يصدون منفردين قطعان المستوطنين، الذين يدنسون الأقصى ويحاصرون الإنسان... وأما اللاجئون فتقذف بهم الأزمات الداخلية في الدول العربية لترك مخيماتهم المأزومة على الصعد والمستويات كافة، والهجرة بعيداً آلاف الكيلومترات عن حدود فلسطين!..
إننا أمام مرحلة في غاية الصعوبة والتعقيد، وحبلى بمخاطر جدية وكارثية على القضية الفلسطينية برمتها والشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، عنوانها "أوسلو 2" أميركي صهيوني بامتياز... ولا مجال أمام الشعب الفلسطيني وقواه الجهادية الحقة سوى الخروج عن صمته واعلان رفضه لكل ما يحاك في الغرف المغلقة، وإشهار مقاومته المسلحة في وجه العدو الصهيوني الذي لا ترهبه ولا تهزمه سوى المقاومة.

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/50354

اقرأ أيضا