اعترفت وسائل إعلام العدو الصهيوني في الآونة الأخيرة بالفشل الذريع في مواجهة تصاعد عمليات "المقاومة الفردية" في الضفة الغربية المحتلة... وسجَّلت تقارير العدو تنفيذ مئات العمليات التي استهدفت جنوده، و"مستوطنيه"... ولم تحل كل إجراءات العدو القمعية ومسلسل الإعتقال الدائم التي تتشارك في بعضها مع قطعان المستوطنين الذين يقتحمون المدن والقرى ويعتدون على الفلسطينيين في منازلهم وحقولهم ويقتلعون ويحرقون أشجار الزيتون، دون تنفيذ العمليات البطولية التي استهدف بعضها خطف ضباط العدو وعساكره لمبادلتهم مع أسرى ومعتقلين فلسطينيين!..
ولقد شكلت هذه العمليات التي اتخذت الطابع الفردي رداً عملياً على تسارع المخططات الإستيطانية السرطانية، وعلى سياسة التهويد والصهينة التي تجتاح الضفة المحتلة، ولاسيما مدينة القدس والأقصى المبارك... ورداً على سياسة التدمير الممنهج للثروة الزراعية والحرب المفتوحة على شجرة الزيتون.
كما أكدت - هذه العمليات - بالأفعال بعد الأقوال رفض الشعب الفلسطيني وقواه الحيَّة نهج المفاوضات العبثية، وإدانة أسلوب "السلطة" في التعامي على مخططات الإستيطان التي يقول العدو أنها تتم بمعرفة "السلطة" ووفدها المفاوض!.. ورفضاً للتنسيق الأمني بين أجهزة "السلطة" والعدو الصهيوني التي تترجم حملات اعتقال تطال خيرة المجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني، وليس آخرهم اعتقال الشيخ المجاهد خضر عدنان.
ومما لا شك فيه، فإن تصاعد "العمليات الفردية" في الآونة الأخيرة، والتي أقلقت العدو وأجهزته الأمنية، هو تعبير حقيقي عن فشل حملات القمع والإعتقال في وضع حد لعمليات المقاومة، من جهة، وتعبير عن تجذر ثقافة المقاومة في أوساط الشعب الفلسطيني، التي لم تستطع كل حملات الدس والتخريب الإعلامية تسخيفها أو إضعافها في نفوس الفلسطينيين، عامة، والشباب على وجه الخصوص.
ولقد أربك تصاعد "العمليات الفردية" العدو الصهيوني و"السلطة" معاً، ودفعهما للإعتراف بالفشل الذريع في مواجهة هذا النوع من العمليات، "التي لا حل لها" بمفهوم الأجهزة الأمنية على اختلاف تشكيلاتها ومسمياتها. وقد نقلت صحيفة "معاريف" بعددها الصادر في 14/11 عن ضابط صهيوني كبير قوله "أنهم يقفون عاجزين أمام هكذا عمليات فردية"... مضيفاً إننا "نتحدث عن عمليات تمر أوامر تنفيذها بين العقل واليد فقط، لذا من الصعب إحباطها قبل فوات الآوان"...
في حين أكدت "هآرتس" أن "100 ألف فلسطيني في الضفة والقطاع – على أقل تقدير- لهم حساب مباشر مع الكيان سواء من خلال قتل أو اعتقال أحد أقاربهم، أو مصادرة أراضٍ أو التعرض لاعتداء. وأي واحد منهم قد يكون هجوماً محتملاً". وقال المحلل العسكري عاموس هارئيل "أن اقتحامات المستوطنين وممارسات حكومة (العدو) في المسجد الأقصى تشكل حافزاً قوياً لمثل هذا النوع من العمليات. مشيراً إلى أن نجاح كل عملية فردية يشكل حافزاً للعملية التي تليها"...