تتواصل حملات القمع وسياسة العدوان الممنهجة التي يمارسها العدو المجرم ضد أبناء شعبنا في كافة أماكن وجودهم، وفي مقدمتهم قافلة الأسرى البواسل، تعذيباً وقهراً وإهمالاً طبياً، اللهم إلا إذا أضحت حياة الأسير ميؤوساً منها. كما حصل مع زهرة فلسطين الشهيد حسن الترابي الذي ارتقى فريسةً للمرض بسرطان الدم وسياسة الإهمال المتعمدة من قبل العدو الجبان.
ما يثير الغرابة ليس تصرف هذا العدو المجرم الذي انتهك بإجرامه كافة القوانين والتشريعات السماوية والأرضية؛ فتاريخ جرائمه وكيانه الجرثومي بُني على جماجم الأطفال من أبناء فلسطين، ودماء الأسرى، والشهداء الزكية، بل ما قامت به أجهزة أمن السلطة الفلسطينية من اعتداء على مُشيّعي الشهيد حسن الترابي، ومن بينهم أسرى محررون، على رأسهم القيادي المجاهد، الشيخ خضر عدنان، مفجر ثورة الكرامة والإرادة بالسجون الصهيونية، ومنعه من إلقاء كلمة حركة الجهاد الإسلامي في المناسبة، ومنع رفع رايات الحركة وصور الشهيد الذي قتله العدو بدم بارد. فهذه التصرفات المشينة والمعيبة والتي لا تمت للأعراف الوطنية بصلة لا من قريب ولا من بعيد، تتماشى مع سياسات العدو ليس في هذه القضية فحسب، بل تمتد لتُشكل هذه السلطة حارساً لعمليات الاستيطان، وحامياً لعمليات التهويد، وشريكاً في عمليات الاعتقال والملاحقة، لا مُدافعاً عن شعبنا. هذه الجريمة الجديدة/ القديمة تضاف إلى سلسلة من الجرائم ضد المقاومة والمجاهدين، قد لاقت سلسلة من ردود الفعل الغاضبة والشاجبة على جريمة العدو، واعتداء أجهزة السلطة الأمنية على جنازة تشييع الشهيد الترابي، شعبياً وفصائلياً، مُحمّلين العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن استشهاده نتيجة الإهمال الطبي، ومطالبين في بيانات منفصلة، السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات فوراً مع العدو..
ستبقى أيها الشهيد وردة فلسطين، وشاهداً على إجرام العدو، وقمع أجهزة أمن السلطة، عنواناً لناً، نتنسّم بعبير دمائك الطاهرة عبق الحرية وفجر الانتصار القادم.