خاص/ القدس للأنباء
في موقف مجرد من كل معاني الإنسانية والشفقة والرحمة التي تجمع بين البشر. وبقلوب ملآ بالشر البغيظ، أقدم شابان، وبدم بارد على قتل المغدور محمد زياد الدوخي، الذي وجد جثة هامدة على أحد شواطئ المخيم.. شاب في الثامنة عشرة من العمر لطخت الدماء جسده بطعنات مجرمين لم تعرف الرحمة طريقاً إلى قلوبهم، منظر تقشعر له الأبدان وتلين له القلوب.
مراسل "وكالة القدس للأنباء" في مخيم نهر البارد قام بمتابعة الحدث، لمعرفة الدوافع والأسباب التي أدت إلى مقتل محمد زياد الدوخي في التحقيق التالي:
موقف عائلة المغدور
يقول والد المغدور محمد زياده الدوخي لـ"مراسل وكالة القدس للأنباء": "يجب أن ينال مرتكبي الجريمة الجزاء العادل ألا وهو الإعدام، وهذه الجريمة لن تمر مرور الكرام، ومحمد هو إبن المخيم، ونحن نطلب من المشايخ والفصائل العمل كي لا تذهب دماء إبني هدراً من خلال المطالبة بتنفيذ عقوبة الإعدام للقتلة، لأن جريمة قتل إبني لا توصف بأي طريقة، لأن محمد استدرج من البيت إلى البحر، حيث المكان الذي قتل فيه"، وتابع الوالد بالقول: "إن هناك معتقلين عند السلطات الأمنية والتحقيقات لا زالت مستمرة، ونحن لا نتهم أحدا، إذ أن هناك معلومات عن المجرمين لدى الدولة ولكن التحقيق ما زال مستمرا، وعندما ينتهي يتم الإعلان عنه من قبل اﻷجهزة الأمنية، ونحن لا نعتمد على كلام الناس في الشارع بخصوص التحقيقات، ونشكر وقوف أهالي المخيم معنا ونحن نفتخر بهذا المخيم، كما أود القول إن إبني محمد لا يوجد عليه سوابق و كل المخيم يعرفه إنه شاب عاقل ليس له علاقة بأي مشاكل من قبل ".
موقف أهالي المخيم
ويصف مراسل "وكالة القدس للأنباء" حالة الغضب التي سادت أهالي المخيم عقب مقتل الدوخي، حيث وقف الأهالي متضامنين مع أهل الضحية مطالبين بتنفيذ أقصى العقوبة بحق القتلة المجردين من كل معاني الإنسانية والرحمة، كما شارك الآلاف من أهالي المخيم في تشييعه إلى مثواه الأخير.
موقف اللجنة الشعبية
ويقول عضو اللجنة الشعبية جمال أبو علي لـ"مراسل وكالة القدس للأنباء": "أول مرة تحصل في نهر البارد مثل هذه الجريمة وهناك استغراب وذهول شعبي، خاصة أن المغدور من عائله معروفة بأخلاقها وصفاتها الحميدة. وهذه الجريمة شكّلت فاجعة لأبناء شعبنا ومهما كانت الأسباب والخلافات التى أدت إلى مقتله لا يمكن القبول بهذا الأسلوب الشنيع غير الإنساني"، وتابع بالقول: "إن القوى الأمنية اللبنانية وجميع الفصائل في المخيم تتابع القضية، وهناك بعض المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية للتحقيق معهم، ونحن نترك للقضاء اللبناني أخذ دوره في هذه القضية".
جريمة نكراء لم يحدث مثلها أو قبلها في المخيم وعلى القانون أن يأخذ مجراه والقصاص من المجرمين، سيما وأن القوى الأمنية أصبحت على علم بمكونات الجريمة، بعد إحالة المدعوان: حسين فؤاد (الدحل)، ومحمد زهير أبو مايها، إلى مفرزة حلبا القضائية بعد اعترافهما بقتل جابر عمداً لأسباب مالية بعد تعاطيهما المخدرات.