يعتبر الشهيد الاسير حسن الترابي (23) عاماً الأسير رقم (205) الذي يسقط شهيداً داخل أقبية وزنازين الاحتلال الصهيوني، والأسير الثالث خلال عام ( 2013) بعد استشهاد الأسيرين "عرفات جرادات" و "ميسرة ابو حمدية"، ولن يكون الأخير أمام تزايد أعداد الأسرى المرضى الذين بلغ عددهم نحو ( 1500) أسير مريض يعانون من شتى الامراض، في ظل الظروف الاعتقالية القاسية التي يتعرض لها الأسرى ، وجراء استمرار سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها مصلحة السجون الصهيونية بحقهم، مما يهدد حياة بعضهم بالموت.
إحصائية خطيرة
وأكد تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين ، إلى أن الأوضاع الصحية داخل سجون الاحتلال سيئة وصعبة وتزداد سوءا وتدهورا ، وأن أعداد الأسرى المرضى في ارتفاع والأمراض الخطيرة والخبيثة في اتساع وانتشار بشكل غير مسبوق ، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد والحرمان من تقديم العلاج اللازم والضروري ، حيث وصل عدد الأسرى المرضى في السجون والمعتقلات الصهيونية نحو ( 1500 ) أسير يعانون من أمراض مختلفة ، بينهم ( 170 ) أسيراً بحاجة إلى عمليات عاجلة وضرورية ، وقرابة ( 70 ) أسيراً يعانون من إعاقات مختلفة ( جسدية وذهنية ونفسية وحسية ) ، و ( 18 ) أسيراً مقيمون بشكل دائم في ما يسمى مستشفى سجن الرملة ، و( 24 ) أسيرا مصابون بمرض السرطان أمثال معتصم رداد وخالد الشاويش وناهض الأقرع ومنصور موقدة ورياض العمور ومراد أبو معيلق ومحمود سلمان ومحمد براش ونعيم الشوامرة وغيرهم من المرضى.
وتشير الإحصائيات كذلك الى أن عدد الشهداء من الأسرى بلغ (205 ) أسيراً باستشهاد (حسن الترابي) منذ عام 1967 بسبب التعذيب والإهمال الطبي أو القتل العمد بعد الاعتقال ، أو نتيجة استخدام الضرب المبرح و الرصاص الحي ضد الأسرى ، وان (81 ) أسيراً منهم استشهدوا منذ بدء انتفاضة الأقصى وآخرهم كان الشهيد " ميسرة أبو حمدية " ، بالإضافة إلى مئات الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم من السجن متأثرين بأمراض ورثوها عن السجن والتعذيب والإهمال الطبي أمثال أشرف أبو ذريع وزهير لبادة ومراد أبو ساكوت وهايل أبو زيد وسيطان الولي وزكريا عيسى والقافلة تطول .
معاناة آخذة نحو المجهول
وبدوره أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر عدنان أن معاناة الأسرى في المعتقلات الصهيونية آخذة نحو المجهول والخطير، في ضوء استمرار السياسة الممنهجة والمنظمة الهادفة لقتل الأسير الفلسطيني وتصفيته جسدياً. بعدما عجزت عن النيل من إرادته، مؤكداً على أن الافعال والانتهاكات الصهيونية الفتاكة بحق الأسرى الفلسطينيين تدفع نحو تفعيل إستراتيجية خطف الجنود لتحرير الاسرى في "الجحيم".
قتل ممنهج
وقال الشيخ عدنان خلال مشاركته تشييع جثمان الشهيد الاسير حسن الترابي في مسقط رأسه بنابلس :" أن الشهيد حسن اغتيل بطريقة منظمة من قبل ادارة مصلحة السجون الصهيونية التي تمارس الاهمال الطبي بصورة متعمدة ومدروسة و ممنهجة لقتل الاسرى".
وأضاف " لن يكون الترابي اخر الشهداء امام السياسية الصهيونية الممنهجة لقتلهم، اذا لم نقف وقفة عملية جادة ضاغطة لإنقاذهم ،من دس المرض في الدواء، والإهمال من قبل ما يسموا بأطباء السجون"، واصفاً اياهم بـ "الثعالب الصهيونية بزي الملائكة (الاطباء)".
وشدد عدنان على ضرورة اطلاق سراح الاسرى من سجون الاحتلال بشتى الطرق والوسائل، قائلاً:" الأسرى في المعتقلات الصهيونية بحاجة ماسة وملحة للحرية، وعلينا حياكة فصولها لإخراجهم ، ما يقاسيه الأسرى في السجون يتطلب من الجميع مكاثفة الجهود وإنهاء حالة التشرذم الداخلي وتوحيد الإمكانيات حتى يتحقق المطلوب تجاه الأسرى وهو تحريرهم، لان المرض والعذاب الذي يعيشه الأسرى لا يأتي على ابن تنظيم فلان دون الآخر".
وحذر القيادي في الجهاد الاسرى من التعاطي من اطباء سجون الاحتلال لتفويت فرصة تصفيتهم، متهماً مصلحة السجون بدس فيروسات لقتل الاسير وتصفيته عبر ابر خاصة لذلك، بعد ان عجزوا عن كسر ارادته.
السلطة تمنح الاحتلال شرعية
واستنكر القيادي عدنان استمرار السلطة الفلسطينية في مفاوضات التسوية مع الاحتلال "الصهيوني ، لافتاً أن قوات الاحتلال تنتهز تلك المفاوضات للنيل من شعبنا و لشرعنة وقتل وإذلال الأسرى داخل المعتقلات، داعياً السلطة إلى ووقف وقطع جميع العلاقات مع الاحتلال جزاء جرائمه بحق الأسرى والفلسطينيين والقدس بصفة عامة ...
كما وطالب السلطة بضرورة تفعيل قضية الأسرى في المحاكم الدولية والانضمام إلى الاتفاقيات التي تجرم ما يحصل بحق أسرانا كتفعيل اتفاقية روما، مستنكراً بالوقت ذاته الصمت العربي والإسلامي والدولي تجاه ما يحدث بالمعتقلات.
مطلوب سرعة الرد
ومن جانبه أوضح المحلل السياسي والمختص في الشأن الصهيوني، أكرم عطالله أن حالة الاختناق التي أنتجتها أوضاع الأسرى في السجون بلغت ذروتها، ولا سيما بعد تصاعد معاناة الأسرى في سجون الاحتلال.
وقال عطا الله :استشهاد الأسير الترابي في مستشفى سجن العفولة وضع الفصائل الفلسطينية والسلطة والكل الفلسطيني أمام خيار واحد لا ثانِ له، وهو العمل على تحرير الأسرى بأسرع وقت ممكن.."، محذراً انه ما لم تكن هناك وقفة جادة من قبل الفصائل، فإن الاحتلال الصهيوني سيستمر في ممارساته وجرائمه ضد الأسرى دون أي اعتبار للموقف الفلسطيني.
وتوقع المحلل عطا الله بأن الأوضاع الميدانية ربما تشهد تصعيداً مختلفاً، وربما تتحول لانتفاضة ثالثة، مشدداً انه على الفصائل أن تجتمع كلها لتقرر الرد المناسب على جريمة الاحتلال بحق الأسير الترابي.
الحل جبهة مقاومة
في حين أكد المحلل السياسي د. أسعد أبو شرخ على ضرورة إطلاق يد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع إشعال الأرض تحت أقدام العدو الصهيوني، مشدداً على "ضرورة وقف كافة أشكال المفاوضات و التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني الذي يقتل شعبنا بدٍ بارد فيما سلطتنا تواصل المفاوضات و التنسيق الأمني معه بدمٍ بارد " على حد قوله.
وقال أبو شرخ :" المطلوب اليوم تصعيد الكفاح المسلح في الضفة والقطاع نحو هدف واحد تحرير فلسطين "، مشدداً على ضرورة أن تتخذ السلطة الوطنية الفلسطينية قراراً جريئاً يفضي إلى إلغاء كافة الاتفاقات المبرمة مع العدو الصهيوني والعمل على الحثيث على تشكيل جبهة مقاومة موحدة ...
وتابع حديثه قائلاً:" نحن لسنا بحاجة إلى حكومة ووزارات وحراسات ومواكب لا أول لها ولا آخر، بقدر ما نحن بحاجة إلى جبهة مقاومة موحدة تؤمن بالثوابت الفلسطينية المتمثلة بالوحدة الوطنية والتعبئة القومية لأجل التحرير".
معلومات خاصة بالشهيد
وتجدر الاشارة إلى الشهيد الأسير احسن عبد الحليم عبد القادر ترابي، ولد في بلدة (صرة) من محافظة نابلس بتاريخ 21/01/1990، لأسرة فلسطينية مؤمنة مجاهدة تتكون من والديه، وثلاثة من الإخوة وشقيقتان. وقدر الله أن يكون الشهيد المجاهد (حسن) الثاني بين أخوته وهو أعزب.
التحق شهيدنا في صفوف حركة الجهاد الإسلامي منذ العام 2005، وكان من النشطاء في قريته (صرة)، وكان منذ انتمائه نشيطاً، مخلصاً، ويتقدم الصفوف الأولى في مواجهة قطعان المستوطنين وجنود الإحتلال الصهيوني.
تأثر شهيدنا الأسير الترابي باستشهاد أحد أقاربه وهو الشهيد المجاهد/ رامي مصطفى أبو بكر والذي يعتبر من أبرز قيادات سرايا القدس في محافظة نابلس واستشهد بتاريخ 13/10/2003 أثناء قيامه بقصف مقر قيادة الجيش الصهيوني في مدينة نابلس.
على خلفية نشاطات شهيدنا في صفوف حركة الجهاد الإسلامي ومقاومته للاحتلال الصهيوني قامت قوات الاحتلال الصهيوني باعتقاله بتاريخ 07/01/2013، وقدمت لائحة "اتهام" لتُكتب في سجل الفخر والاعتزاز لشهيدنا المجاهد وهي من ثمانية بنود، أهمها:
(1) العضوية في صفوف حركة الجهاد الإسلامي.
(2) إلقاء الحجارة بمشاركة مجموعة من الشباب على قوات الاحتلال الصهيوني.
(3) المشاركة في حرق جيب عسكري صهيوني في قريته (صرة) أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة في العام 2012 (السماء الزرقاء).
(4) الانضمام لخلية عسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في محافظة نابلس والقيام بسلسلة من العمليات الجهادية المقاومة.
بالرغم من تدهور الحالة الصحية لشهيدنا الأسير المريض/ حسن ترابي في سجون الاحتلال الصهيوني بسبب إصابته بمرض سرطان الدم إلا أن قوات الاحتلال الصهيوني رفضت الإفراج عنه بهدف العلاج، وكذلك منعت تقديم العلاج الطبي اللازم له بالرغم من المناشدات التي أطلقتها المؤسسات الحقوقية بالإفراج عنه من سجون الاحتلال.
المصدر: موقع سرايا القدس